أسعار الريال السعودي في البنوك اليوم الخميس 9 مايو    أسعار الدواجن في الأسواق اليوم الخميس 9 مايو    تراجع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية لشهر إبريل 2024    ارتفاع طفيف لأسعار الدولار عالميا قبيل بيانات تتعلق بالتضخم الأمريكي    عاجل.. جيش الاحتلال يعلن إطلاق عملية عسكرية في منطقة الزيتون وسط غزة    الرئاسة الفلسطينية: وحدة الأراضي خط أحمر ونلتزم بالقانون الدولي ومبادرة السلام العربية    مصدر مطلع: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهد المصري وصولا للاتفاق    لبنان.. غارة جوية إسرائيلية تستهدف سيارة على طريق بلدة بافليه ووقوع شهداء    مصدر مطلع: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وهناك إشارات لنضوج الاتفاق    لاعبو الزمالك يصلون مطار القاهرة استعدادا للسفر إلى المغرب    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    توقعات الأرصاد الجوية لحالة الطقس اليوم الخميس 9 مايو    بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الإعدادي بالبحر الأحمر    قراراتها محسوبة وطموحها عالٍ.. 7 صفات لامرأة برج الجدي تعكسها ياسمين عبدالعزيز    ثقافة الأقصر تحتفى بتوقيع ومناقشة كتاب " ديكود"    علي جمعة: القلب له بابان.. وعلى كل مسلم بدء صفحة جديدة مع الله    قصور الثقافة تختتم الملتقى 16 لشباب أهل مصر بدمياط    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    بعد المخاوف العالمية من سلالة FLiRT.. ماذا نعرف عن أعراض الإصابة بها؟    جدول مواعيد قطع الكهرباء الجديدة في الإسكندرية (صور)    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    للفئة المتوسطة ومحدودي الدخل.. أفضل هواتف بإمكانيات لا مثيل لها    مدرب نهضة بركان السابق: جمهور الزمالك كان اللاعب رقم 1 أمامنا في برج العرب    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    ارتفاع كبير.. مفاجأة في سعر الحديد والأسمنت اليوم الخميس 9 مايو بالبورصة والأسواق    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    رايح يصالح زوجته أهلها ولعوا فيه بالبنزين.. محامي الضحية يكشف التفاصيل    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    «جريشة» يعلق على اختيارات «الكاف» لحكام نهائي الكونفدرالية    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح متقاعد حسام سويلم يكتب:
رأس الفتنة والمحرض الأول علي أعمال العنف والإرهاب
نشر في الوفد يوم 13 - 00 - 2013

يحاول بعض السياسيين ورجال الدين والإعلاميين خاصة من كبار السن الذين عاصروا نشأة الجماعة أن يفرقوا بين فترة نشأتها وتأسيسها في أيدي حسن البنا منذ عام 1928 وحتي اغتياله عام 1949
والفترة الأخري التي تلتها والتي صاغ فيها كاهن الجماعة وعرابها سيد قطب الأفكار التكفيرية للجماعة في كتابيه «معالم في الطريق» و«في ظلال القرآن» ووقعت خلالها وبعدها وحتي اليوم أعمال إرهابية دموية وتخريبية في مصر علي أيدي الإخوان، حيث يدعون باطلا أن الفترة الأولي التي كان يقود حسن البنا فيها الإخوان فترة دعوة نقية لنصرة الإسلام والمسلمين بعيدة عن الإرهاب والعنف، علي عكس الفترة التي تلتها التي عاصرها سيد قطب في الستينيات ووقعت فيها الكثير من الجرائم الإرهابية بواسطة الإخوان الذين اعتنقوا الأفكار التكفيرية لسيد قطب، وطبقوها عمليا ولا يزالون حتي اليوم.
وهذا الادعاء من قبل هؤلاء السياسيين ورجال الدين والإعلام مع افتراض حسن النية والجهل بحقيقة هوية وتاريخ حسن البنا باطل وخاطئ وأبعد ما يكون عن الحقيقة التي تكشف عنها تصريحات وكتابات وخطابات حسن البنا في أكثر من مناسبة بل وفي الكتاب الذي أصدره الإخوان باسم «مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا» عن دار الشهاب، بل والأهم والأوقع مما جاء في هذا الكتاب مسلسل الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان من عمليات اغتيال وتخريب في عهد حسن البنا نفسه، وبتوجيه منه كما شهد بذلك أقطاب الجماعة في مذكراتهم التي صدرت في السنوات الأخيرة وجميعها تؤكد حقيقة ناصعة لا تقبل الشك ولا التأويل، وهي أن هذا الرجل - حسن البنا - هو رأس الفتنة وذراعها في جميع أنحاء البلدان الإسلامية، بل والمحرض الأول علي أعمال العنف والإرهاب ومحللها والمفتي بها والآمر بتنفيذها إبان حياته وهو ما اعترف به مخططو ومنفذو هذه الأعمال الإجرامية.
وفي هذه المقالة وما سيتلوها من مقالات سنسعي الي إلقاء الضوء علي حقيقة هوية هذا الرجل - حسن البنا - وما تكشف عنه من أهداف ومخططات تدور كلها حول تخريب المجتمعات الإسلامية من داخلها باسم الدين وإثارة الصراعات المسلحة بين طوائفها وفئاتها وبما يؤدي الي إضعافها وإنهاكها وتقسيمها وسيطرة العدو الخارجي عليها وتحكمه في مصائرها، ولنثبت ونؤكد أيضا أن حسن البنا بتأسيسه جماعة الإخوان إنما كان يؤسس في الحقيقة وعن علم لجماعة خوارج هذا العصر، الذين لا يختلفون كثيرا عن طوائف الخوارج واليهود والمجوس الذين دخلوا الإسلام في القرن الثالث الهجري ليفسدوه ويهدموا دولته من داخلها كما فعل عبدالله بن سبأ في صدر الإسلام وكما فعل عبدالله القداح في القرن الثالث للهجرة فالخوارج واليهود هم الذين أباحوا لأنفسهم قتل النفس وإيقاع العقاب بغير سؤال أو قضاء أو حساب وهو حق لو شاء الله أن يتخذه لأحد لاتخذه لنفسه وهو الفعال لما يريد والعليم بذات الصدور ولأنه الرحمن الرحيم سبحانه وتعالي لا يعاقب أحدا بغير حساب بل ويؤجل الحساب والعقاب لعل الإنسان المخطئ يعود الي رشده فيستغفر ويتوب الي الله فيغفر الله ويتوب فيتوب الله عليه، مصداقا لقوله تعالي: «وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا» (الكهف: 58).
كما تتفق جماعة الإخوان في أساليب عملها مع أساليب الخوارج واليهود والمجوس من حيث خلط الدين بالسياسة سعيا وراء السلطة والحكم والاستيلاء علي ثروات المجتمعات والتحكم فيها وأيضا سرية العمل السياسي والإرهابي، واتباع التقية وإظهار عكس ما يبطنون من أهداف ومخططات تخريبية وهدامة الي أن تتمكن فتجهر بقلب الأنظمة الحاكمة، وهذا التشابه بين الإخوان واليهود والمجوس في الأهداف والمخططات وأساليب ووسائل تحقيقها يطرح سؤالا مهما هو: لمصلحة من تثير جماعة الإخوان الفتن في المجتمعات الإسلامية بل وفي مصر علي وجه الخصوص، الذي كان قدرها التصدي لهجمات أعداء الإسلام عبر التاريخ بدءا من هزيمة التتار في عين جالوت وهزيمة الصليبيين في حطين والقدس والمنصورة وصولا الي هزيمة الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 ولا تزال مصر تتحمل مسئولياتها في التصدي للهجمة الصهيونية الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية؟
لا شك أن الإخوان في تخريبهم للمجتمعات العربية علي النحو الذي يمارسونه اليوم إنما يخدمون أعداء الأمة الإسلامية والعربية في الخارج الذين يريدون إشاعة الفوضي الخلاقة في ربوعها وما تعنيه تلك العبارة من صراعات عرقية وطائفية ومذهبية تؤدي في النهاية الي تقسيمها وتفتيتها علي النحو الذي نشاهده اليوم في العراق والسودان وليبيا ولبنان واليمن ويريدون أعداء الأمة تحقيقه في مصر باعتبارها «الجائزة الكبري» كما يقولون ولكن هيهات هيهات.
ومن ثم فإن ما تدعو اليه جماعة الإخوان وتمارسه من أعمال إرهابية ليست من الإسلام في شيء وليس هو من المجتمع الإسلامي في شيء بل هو هدم لكل نظام وخروج علي كل سُنة من سنن الجماعة بل أيضا خروج علي كل ما جاء من سنن الله في الوجود وأوضحته آيات القرآن فيما جاء من قصص رسل الله مع أقوامهم، وكلها تؤكد أن حضراتهم التزموا في دعواتهم بأمر المولي عز وجل «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» لذلك لم تر في أي من هذا القصص القرآني رسولا رفع عصا أو سيفا في دعوته لقومه بل إن سيدنا نوحا عليه السلام استمر يدعو قومه ليلا ونهارا، سرا وجهرا، فرادي وجماعات، طوال ألف سنة إلا خمسين عاما حتي «وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا» فلم ييأس بل استمر في دعوته السلمية الي الله حتي أوحي الله إليه أنه «لن يؤمن من قومك إلا من آمن» عند ذلك صنع السفينة التي اصطحب فيها المؤمنين به، وأنزل الله نقمته بالطوفان والغرق علي الكافرين وهذه هي سنة الله في الوجود التي تؤكدها جميع قصص الرسل مع أقوامهم، وهنا يبرز سؤالا مهما نطرحه في وجوه جماعة الإخوان: إذا كان هذا هو مسلك رسل الله جميعا مع أقوامهم وهم الأسوة الحسنة الذين أمرنا المولي عز وجل أن نتأسي بهم مصداقا لقوله تعالي: «لقد كانت لكم فيهم أسوة حسنة»، إذن من هم أسوة جماعة الإخوان فيما يرتكبونه من جرائم قتل وتخريب وسرقة أموال وانتهاك حرمات المسلمين؟ إن إجابتهم جميعا معروفة مسبقا وهي أن أسوتهم هم حسن البنا وسيد قطب وما تلاهما من مرشدي الجماعة وصولا الي الإرهابيين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والسمع والطاعة العمياء لكل ما يقولون به وهي سياسة قطيع الدواب التي تسير دون أن تعي أو تعقل طريق الهلاك الذي تسير فيه مصداقا لقوله تعالي: «إن شر الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون» لذلك فإن مصيرهم هو ما يخبرنا عنه المولي عز وجل في قوله: «وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا».
من هو حسن البنا؟
ولد حسن البنا عام 1906 في مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة وقتل وهو في الثالثة والأربعين من العمر في 10/2/1949 في أعقاب سلسلة من العمليات الإرهابية الدموية التي نفذها حسن البنا عن طريق الجهاز السري الخاص للإخوان المسلمين وكان آخرها في عهده قتل رئيس الوزراء النقراشي باشا في عام 1948، ويقال إن القسم السياسي المكلف من قبل وزارة إبراهيم عبدالهادي باشا هو الذي قام بتصفية حسن البنا وكان في إطار صراع علي السلطة مع حكومة الملك فاروق آنذاك، وبالتالي ينتفي عنه مفهوم «الشهيد» الذي أضفاه أتباعه عليه ولم يتوقف حسن البنا طوال سنوات عمره القصير يوما واحدا عن زرع الفتن الخطيرة وهدم الاستقرار علي أرض مصر ونشر الدمار والخراب والصراعات فيها.
وعندما نستعرض سيرة حسن البنا وأعماله والفتن الخطيرة التي صنعها نجد أنه لم يكن شخصا عاديا ولم يكن يعمل وحده، فالغموض يحيط به وبأصله وانتمائه العائلي، وبحقيقة اسمه الذي ليس معروفا علي وجه اليقين. كما يلف الغموض العلاقات الغريبة لحسن البنا ووالده مع الكثير من الجهات والأشخاص في مصر وخارجها، بل إن بروز حسن البنا علي الساحة المصرية جاء في توقيت خطير، كانت فيه مصر والأمة العربية قد بدأت صراعا سياسيا عسكريا مريرا مع اليهود الذين قاتلوا للاستيلاء علي فلسطين في الأربعينيات وأعلنوا دولتهم إسرائيل في مايو 1948، فكان لدور حسن البنا في مصر بما صنعه من الفتن وإضعاف البلاد وإلهاء المصريين وشغلهم في ذلك الوقت أثر كبير في تسهيل تنفيذ اليهود لمخططاتهم وتمكينهم من إتمامها وإنشاء دولة إسرائيل التي قامت من أجل الاستيلاء علي المقدسات الإسلامية في القدس وتمزيق العالم الإسلامي ونهب ثرواته.
الغموض يحيط بتأسيس جماعة الإخوان
لم يكن تأسيس حسن البنا لجماعة الإخوان عفويا بل طبقا لتخطيط وترتيب أسهمت أطراف دولية وإقليمية عديدة في تنفيذه، فبمجرد تخرجه في دار العلوم ولم يكن عمره يتعدي 22 عاما في عام 1928، طلب حسن البنا التعيين في مدينة الإسماعيلية حيث اتصل بشركة قناة السويس «الانجليزية - الفرنسية» وحصل منها علي مساعدة مالية قدرها 50 جنيها وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن أنشأ بها جماعة الإخوان ومسجدها في الإسماعيلية، وهنا نتوقف أمام بعض الحقائق التي أوردها البنا في مذكراته وشقيقه جمال البنا في كتبه وأيضا بعض كبار الإخوان في كتبهم ومذكراتهم، وأبرزها ان اختيار البنا التعيين في الإسماعيلية رغم بعدها الشديد عن موطنه في المحمودية بمحافظة البحيرة كان مرتبطا بهدفه في سرعة إنشاء جماعة الإخوان فور استقراره وتسلمه العمل، وحصوله علي المنحة التي طلبها من شركة قناة السويس بتوصية من السفارة البريطانية بالقاهرة لبناء المسجد ومقر الجماعة والإنفاق علي تأسيسها وهو ما اعترف به في مذكراته وخطاباته وقد حصل علي هذا المبلغ فور طلبه؟! وهو ما يفرض سؤالا بديهيا يطرح نفسه حول طبيعة العلاقة التي تسمح لمدرسي الخط بالمرحلة الابتدائية بمقابلة كبار المسئولين الأجانب في شركة قناة السويس لطلب مساعدة مالية لنشاط ديني إسلامي وسبب تحمسهم لهذا المطلب واستجابتهم السخية والسريعة له.
وكان والد حسن البنا وكذلك أحمد السكري زميل البنا في النشاط الديني بالمحمودية يتابعان أولا بأول أخبار إنشاء الجماعة في الإسماعيلية وكان حسن البنا يرسل إليهم تفصيلات نشاطه واتصالاته في الإسماعيلية وما يحققه من نجاح وما يقابله من مشاكل، وهو ما أورده جمال البنا في كتابه «خطابات حسن البنا الشاب إلي أبيه»، والذي نشرته دار الهلال عام 2009، وكان والده يساعده عن طريق شبكة اتصالاته الواسعة والغامضة حتي نقل نشاط الجماعة إلي القاهرة وعند ذلك سافر أبوه وأحمد السكري الي القاهرة واستقرا بها حيث تولي والده منصب «المراقب العام للإخوان المسلمين وعضو اللجنة التأسيسية» وأشرف علي إصدار جريدة «الإخوان المسلمون». كما تولي أحمد السكري منصب «الوكيل العام لجماعة الإخوان».
وقد اعترف حسن البنا في مذكراته المنشورة في كتاب «مذكرات الدعوة والداعية» وكذلك شقيقه جمال البنا في كتابه المشار إليه آنفا، بالمساندة المالية الكبيرة التي كان يتلقاها حسن البنا في إنشاء الجماعة في الإسماعيلية من بعض المسئولين والأعيان دون أن يكون هناك ما يفسر سبب هذه المساندة والعلاقة الغامضة، ومن هؤلاء مراقب التعليم الابتدائي بالوزارة علي بك الكيلاني الذي لبس شارة الجماعة وأعلن انضمامه لها، وكان معه المأمور والمعاون ووكيل النيابة مع غيرهم من الأعيان وكبار الموظفين وهو ما يؤكد أن حسن البنا في هذه المرحلة من تأسيس الجماعة لم يكن يعمل وحده، بل كان معه من يساعدونه ويساندونه في هذا العمل الغامض.
وكان حسن البنا يعمل في هذه المرحلة بتخطيط وحرص شديدين لإخفاء الأهداف الحقيقية لجماعته حتي تتستر في البداية في ثوب الدعوة الدينية الخالصة حيث نصت المادة الثانية من اللائحة الأولي للجماعة عند إنشائها عام 1928 علي أن «هذه الجمعية لا تتعرض للشئون السياسية أيا كانت» ثم جاء التعديل الأول بعد ذلك ليحذف هذه الفقرة بالكامل!! ثم التعديل الثاني في عام 1945 ليغير اسم «الجمعية» الي «هيئة الإخوان المسلمين» التي كشفت عن وجهها السافر كجماعة سياسية حيث وضعت ضمن أهدافها «السير الي الجامعة الإسلامية سيرا حقيقيا، إقامة الدولة الصالحة التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه» إشارة الي عملها في أمور سياسية وسعيها الي السيطرة علي الحكم تحت شعار الخلافة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية الصالحة!!
الأصل المجهول لحسن البنا وعائلته
عندما تكشفت الأهداف التخريبية لدعوة الإخوان واتضح دورها في نشر الفوضي والقتل والإرهاب في المجتمع المصري في الأربعينيات من القرن الماضي وذلك مع تشكيل التنظيم السري في الجماعة عام 1944، وهو ما تمثل في اغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا لأنه أسقط حسن البنا في انتخابات برلمان عام 1945، واغتيال رئيس الوزراء الذي خلفه محمود فهمي النقراشي عام 1948 لقراره بحل الجماعة وأيضا المستشار أحمد الخازندار لإصداره أحكاما ضد الجماعة عام 1948، فمنذ ذلك بدأت التساؤلات تبرز في مصر حول حقيقة هذه الدعوة المخربة التي تتستر بالدين وحقيقة صاحبها حسن البنا وأصله وقد تبين أن اسم «حسن البنا الساعاتي» الذي عرف به ليس هو اسمه الأصلي أو الحقيقي ف«البنا» ليس اسما لأبيه.. كما أن «الساعاتي» هي مهنة أبيه وليست اسما له، وقد تساءل الأستاذ عباس محمود العقاد في مقال له بجريدة «الأساس» في 2 فبراير 1949 عن أصل حسن البنا ومن هو جده وأين كان يعيش وفي هذا يقول العقاد: «عندما نرجع الي الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟ إن أحدا في مصر لا يعرف من هو جده علي التحقيق، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن أباه كان «ساعاتي» في السكة الجديدة، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا في مصر هنا لا نكاد نعرف «ساعاتي» كان مشتغلا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود ولا يزال «الساعاتية» منهم الي الآن»، ثم يمضي «العقاد» فيربط بين أعمال الإخوان والإسرائيليين، فيقول: «ونظرة الي ملامح الرجل - يقصد حسن البنا - تعيد النظر طويلا في هذا الموضوع ونظرة الي أعماله وأعمال جماعته تغني عن النظر في ملامحه، وتدعو الي العجب من هذا الاتفاق في الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وبين حركات هذه الجماعة ويكفي من ذلك كله أن نسجل حقائق لا شك فيها وهي أننا أمام رجل مجهول الأصل، غريب النشأة، يثير الفتنة في بلد إسلامي وهو مشغول بحرب الصهيونيين ويجري في حركته علي النهج الذي اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين».
ثم يكشف «العقاد» حقيقة مخادعة الإخوان حول دعمهم القضية الفلسطينية فيقول: «وليس مما يبعد الشبهة كثيرا أو قليلا أن أناسا من أعضاء الجماعة يحاربون في ميدان فلسطين، فليس المفروض أن الأتباع جميعا يطلعون علي حقيقة النيات ويكفي لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن اشتراك أولئك الأعضاء في الوقائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة وفي الحصول علي السلاح والتدرب علي استخدامه، وفي أمور أخري تؤجل الي يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك». ثم يختم «العقاد» مقاله مؤكدا علي الهوية الإسرائيلية الحقيقية لجماعة الإخوان القائمة علي الإرهاب قائلا: «فأغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية في نهجها وأسلوبها إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة في صميم بنيتها، وأيا كان الأمر فهي فتنة غريبة عن روح الإسلام ونص الإسلام وأنها قائمة علي الإرهاب والاغتيال فلا محل فيه للحرية والإقناع، وجدير بالمسلمين ومن يؤمنون بالحرية والحجة من غير المسلمين أن يقفوا له بالمرصاد».
وعندما تكشفت الأهداف التخريبية لدعوة الإخوان واتضح دورها في نشر الفوضي والقتل والإرهاب في المجتمع المصري، الآمن في أواخر أربعينيات القرن الماضي، ازداد التساؤل عن حقيقة هذه الدعوة المخربة التي تتستر بالدين وحقيقة صاحبها حسن البنا وأصله، وقد تبين أن اسم «حسن البنا الساعاتي» الذي عرف به ليس هو اسمه الأصلي أو الحقيقي ف«البنا» ليس اسما لأبيه، كما أن «الساعاتي» هي مهنته أبيه وليست اسما له، ويكشف جمال البنا في كتابه «خطابات حسن البنا» عن هذه الحقيقة فيذكر أن والده عمل في المحمودية في إصلاح وبيع الساعات وكان يتسمي بعدة أسماء وأن اسمه المعلن كان «أحمد عبدالرحمن محمد»، ولكن عندما طلب التعيين في القضاء الشرعي في وظيفة مأذون تقدم باسم «أحمد عبدالرحمن الساعاتي»، وأما المعاملات غير الرسمية بين الناس وفي كتاباته الدينية فقد أطلق اسم «البنا» علي نفسه ليصبح «عبدالرحمن البنا» كما أطلقه علي ابنه حسن، الذي اشتهر باسم «حسن البنا».
ومن الجدير بالذكر ونحن نتوقف أمام هذا الغموض والإخفاء للاسم والنسب الحقيقي لحسن البنا، أن اليهود قد نجحوا في اختراق الكثير من المجتمعات الإسلامية طوال القرون الماضية عن طريق زرع بعض اليهود الذين كانوا يخفون حقيقتهم اليهودية ويتسترون خلف اسم إسلامي لنشر الفوضي ومحاربة الإسلام وتنفيذ المخططات اليهودية داخل المجتمعات الإسلامية، وكان هؤلاء اليهود يخفون الاسم الأصلي والشخصية الحقيقية لهم حتي يمكنهم القيام بهذا الدور، ولقد كان أشهر مثال حديث ومعروف لهذا الاختراق اليهودي للمجتمعات الإسلامية هو ما قام به «يهود الدونمة» في تركيا في أوائل القرن العشرين، حيث كان اليهود الأتراك يخفون أسماءهم اليهودية ويتخذون أسماء إسلامية ويتظاهرون بالإسلام ويؤدون فرائضه الظاهرة بل ويرفعون أيضا الشعارات الإسلامية الحماسية حتي تمكنوا من الوصول الي مواقع السلطة ثم أسهم كل منهم بدوره المرسوم في محاربة وهدم كل ما هو إسلامي في المجتمع التركي وإبعاد الأتراك المسلمين عن دينهم بكل الأساليب، والوسائل تحت شعارات الإصلاح والتقدم والنهضة.. وغيرها، وقد تناولت عشرات الكتب حقيقة «يهود الدونمة».
حسن البنا عميل الماسونية
إن كلمة «البنا» في حد ذاتها تشير الي الماسونية، فلم يطلق والد حسن البنا اسم «البنا» علي نفسه وعلي ابنه الأكبر «حسن» علي سبيل المصادفة أو بلا مدلول، لأن كلمة «البنا» هي صفة وليست اسما، فهي تشير الي الماسونية لأن كلمة البنا تعني في اللغة الانجليزية «ماسوني» كما يعرف الماسون أنفسهم ب«البناءون» ويري العديد من الباحثين أن حسن البنا وأباه من الماسونيين وأن والد حسن البنا قد أطلق عليه هذا الاسم لثقته في أن معظم الناس لن ينتبهوا الي مدلول هذه الكلمة (راجع البحث عن علاقة بالماسونية في جريدة «الموجز» في 1/6/2012».
ومما يؤكد ذلك ما ذكره المؤرخ الإخواني وعضو التنظيم السري عادل كمال في كتابه «النقط فوق الحروف» «ص25» حيث ذكر «أنه بعد قتل حسن البنا وفي اجتماع الهيئة التأسيسية لتحديد المرشد الجديد طلب «عبدالرحمن الساعاتي» المراقب العام للإخوان المسلمين وشقيق حسن البنا ضرورة الاحتفاظ بلقب «البنا» علي رأس جماعة الإخوان.. وأكد أنه سيغير اسمه في حالة تعيينه مرشدا عاما من «عبدالرحمن الساعاتي» الي «عبدالرحمن البنا» وبرر ذلك برغبته في «أن يبقي اسم البنا رمزا للجماعة»!! إلا أن الظروف فرضت عليهم تعيين حسن الهضيبي مرشدا عاما للإخوان، فظل محتفظا باسمه الآخر الذي أطلقه والده عليه وهو «عبدالرحمن الساعاتي».
وقد أكد الشيخ محمد الغزالي - وكان عضوا في الجماعة - في كتابه «من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث» (ص226) أنه يوقن أن هناك أصابع هيئات سرية عالمية تعبث داخل هذه الجماعة، واتهم أكبر قادة الإخوان - ومن بينهم المرشد حسن الهضيبي بأنهم من الماسونين وأن المستقبل ربما يكشف هذه الأسرار، حيث قال تعليقا علي تولي المستشار حسن الهضيبي لمنصب المرشد «استقدمت الجماعة رجلا غريبا عنها ليتولي قيادتها.. وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية.. وقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكن لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة علي هذا النحو، وربما يكشف المستقبل أسرار هذه المأساة»، وترجع أهمية شهادة الشيخ محمد الغزالي واعترافاته هذه الي أنه كان شديد الاخلاص والحماس والانتماء للإخوان المسلمين، كما كان من أكثر من اقتربوا من قادة الجماعة واطلعوا علي أسرارهم.
وقد اعترف علي عشماوي - آخر قادة التنظيم السري - في كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» أنه عندما قابل سيد قطب بعد خروجه من السجن في منزله بحلوان أكد له سيد قطب أن بعض كبار الإخوان يعملون لحساب الأجهزة الغربية والصهيونية وعلي رأسهم «الحاجة زينب الغزالي والاستاذ عبدالعزيز علي اللذان يعملان لحساب المخابرات الأمريكية»، وحذره من الاتصال بهما «ص170». كما قال سيد قطب إن «الدكتور محمد خميس حميدة كان ماسونيا وعلي درجة عالية من الماسونية، ورغم ذلك ارتقي الي أن أصبح وكيلا عاما لجماعة الإخوان المسلمين في عهد الأستاذ حسن الهضيبي.. وأن الحاج حلمي المنياوي كان ممثلا للمخابرات الانجليزية داخل الجماعة «ص174» وقال سيد قطب إن حسن البنا كان يعلم بوجود هؤلاء الناس، وقد ترك المجال لهم أن يترقوا الي الدرجات العليا في الجماعة وأن يحكموا قبضتهم عليها «ص175».
ماسونية سيد قطب نفسه واعترافات قادة الإخوان تؤكدها
أكدت العديد من الدراسات المنشورة عن «الماسونية والماسون في مصر» انتماء سيد قطب الي الماسونية بالإضافة الي حسن الهضيبي وغيره من أقطاب الإخوان، وتشير هذه الدراسات الي أن سيد قطب كان ينتمي الي المحفل الماسوني الأكبر في مصر وكان يكتب مقالات أدبية في الجريدة الماسونية التي كان يصدرها هذا المحفل تحت اسم «التاج المصري»، «راجع بحث الماسونية والماسون في مصر للأستاذ وائل إبراهيم الدسوقي - سلسلة مصر النهضة بدار الكتب»، وكان سيد قطب قبل إعلانه الانضمام للإخوان يدعو علنا الي الإلحاد والفحش والفجور في كتابات له منشورة وموثقة.. من بينها مقالات في جريدة الأهرام عام 1934»، وقد أكد هذه الحقيقة قادة الإخوان المسلمين ومن بينهم محمود عبدالحليم - عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان الذي قال في كتابه «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ» ص413، أنه حاول الرد علي المقالات الفاحشة لسيد قطب ولكن حسن البنا أثناه عن ذلك وأوضح «بعد أن سافر سيد قطب في بعثة طويلة الي الولايات المتحدة الأمريكية «قام أثناءها بزيارة العديد من الكنائس والمحافل والمراكز البحثية» عاد وقد تحول الي داعية متشدد يدعو الي أشد صور التطرف الديني ويحكم بتكفير المجتمع الإسلامي في مصر ويدعو الي نبذ الانتماء اليه ومحاربته وإسقاطه».
ورغم شدة تطرف سيد قطب وتكفيره للمجتمع الإسلامي في مصر بعد عودته من أمريكا فإن قادة الإخوان المسلمين قد كشفوا في كتبهم أنه لم يكن يصلي الجمعة زاعما أنها سقطت بسقوط الخلافة ومن هؤلاء علي العشماوي قائد التنظيم السري الخاص للجماعة، حيث اعترف بذلك في ص68 من كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» فيقول: «كان المرحوم سيد قطب لا يصلي الجمعة.. وقد علمت ذلك مصادفة حين ذهبت اليه دون موعد.. وكانت بيننا مناقشة ومشادة حامية وأردت أن أهدئ الموقف فقلت له هيا الي صلاة الجمعة وقد فوجئت حينما قال لي إن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة ولا جمعة بلا خلافة».. وكان هذا الرأي غريبا علي ولكني قبلت علي اعتبار أنه أمام مني»!!
الطقوس الماسونية في البيعة علي المصحف والمسدس
أدخل حسن البنا في تنظيم الإخوان العديد من الأساليب التي تتبعها الماسونية وأخطرها «بيعة النظام السري الخاص» حيث كان قادة هذا النظام الخاص يؤدون البيعة بوضع اليد اليمني علي المصحف والمسدس، وقد اعترف كثيرون من قادة الإخوان بأن حسن البنا هو الذي أدخل هذه الطقوس الماسونية بنفسه، حيث اعترف المرشد السابق حامد أبوالنصر في كتابه «حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمين وعبدالناصر» ص12 بأن حسن البنا قد أعطاه العهد علي المصحف والمسدس في منزله في منفلوط.. كما اعترف د. محمود عساف وهو من أقرب المقربين من حسن البنا وأمين المعلومات بالجماعة بأنه قد أدي هذه البيعة مع د. عبدالعزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق في غرفة مظلمة في بيت في حارة الصليبية ثم أضاف «د. عساف» تعليقا علي هذه الطقوس «كتم كل منا غيظه وقال عبدالعزيز كامل: إن هذه تشبه الطقوس السرية التي تتسم بها الحركات السرية كالماسونية».. راجع كتاب محمود عساف مع الإمام الشهيد حسن البنا ص154.
وقد أورد أحد الإخوان تفاصيل البيعة عند الماسونيين في كتابه «الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين - دار نهضة مصر عام 2012» حيث ذكر في ص226 أن الطقوس التي يؤديها الإخوان المسلمون في بيعتهم مأخوذة تماما عن بيعة الماسونيين التي وردت في كتاب «الأسطورة الماسونية» للكاتب الأمريكي چي. كي، والتي تتم - كما أورد تفاصيلها قادة التنظيم السري الخاص في مذكراتهم وكتبهم المنشورة - في غرفة مطفأة الأنوار بأن يواجههم أخ في الإسلام مغطي جسده تماما من قمة رأسه الي أخمص قدمه برداء أبيض يخرج من جانبيه يدان» ويقول للمبايع: «إن خنت العهد أو أفشيت السر فسوف يخلي ذلك سبيل الجماعة منك وتتعرض للإعدام» ثم يؤدي القسم والعهد علي السمع والطاعة بوضع اليد اليمني فوق المصحف والمسدس ويتحول المبايع بعد هذه البيعة الي رقم سري يتعامل معه بدلا من اسمه الأصلي ويتعرض للإعدام إذا خرج علي الجماعة أو أفشي أسرارها «راجع تفاصيل بيعة النظام الخاص للإخوان في كتاب أحمد عادل كمال «النقط فوق الحروف» ص112» وأيضا كتاب محمود الصباغ «حقيقة التنظيم الخاص» ص132 و138.
ومن الجدير بالذكر، أنه كانت هناك بيعة عامة يبايع عليها الإخوان المسلمون وهي البيعة المعروفة التي تبدأ بالتوبة والاستغفار ثم المعاهدة علي نصرة الإسلام وهذه البيعة تتم علنا أما بيعة النظام السري الخاص فكانت علي المصحف والمسدس وتتم بشكل سري لقادة الإخوان وأعضاء النظام الخاص الذين يدربون علي العمليات الإرهابية من اغتيال ونسف وتخريب.. وغيرها «كتاب محمود عساف: مع الإمام الشهيد حسن البنا ص155».
وأخيرا.. هل من المصادفة وجود هذا التماثل بين الإخوان والماسونية؟!
وفي ضوء الحقائق والاعترافات السابقة تثور بعض التساؤلات:
أ - هل كان من قبيل المصادفة أن يقوم حسن البنا بتحديد ألوان الشارة التي يرتديها الإخوان من اللونين الأحمر والأزرق؟
إن هذين اللونين - الأحمر والأزرق - هما رمز الماسونية التي تتضمن المحفل الأزرق «الذي يشير الي محفل يوهانس»، والمحفل الأحمر «الذي يشير الي محفل اندرياس» كما جاء في كتاب «الماسونية العالمية تأليف فريدريش فيختل - ترجمة عثمان محمد عثمان.. الناشر: المركز القومي للترجمة ص40». وقد ذكر محمود عبدالحليم عضو النظام الخاص للإخوان المسلمين في كتابه «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ - دار العدوة ص123» إن حسن البنا هو الذي قدم بنفسه الاقتراح بتعليق الإخوان لهذه الشارة وحدد بنفسه هذين اللونين الأحمر والأزرق وأن الحاضرين من الإخوان المسلمين قد رحبوا جميعا بالاقتراح!!
ب - وهل كان من قبيل المصادفة أيضا أن يأتي شعار الإخوان المسلمين مماثلا للتشكيل الهندسي لشعار الماسونيين كما جاءت في مذكرات وكتب بعض الإخوان القدامي، حيث ينتمي كل من الشعارين الي تشكيل هندسي يسمي «الخاموس» أي وجود خمس نقط يتصل بعضها بالبعض، أربع نقاط منها في أطراف السيفين المتقاطعين والنقطة الخامسة في المركز حيث المصحف «راجع كتاب: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين.. الناشر: دار نهضة مصر ص227».
ج - وهل من المصادفة كذلك أن تتفق الماسونية وجماعة الإخوان في أن كلا منهما «حركة عالمية» وأن شعار كل منهما الأخوة والإخاء وأن الماسونية تشكل محفلا ماسونيا رئيسيا في كل بلد وتنسق بينها القيادات الماسونية العالمية كما يشكل الإخوان جماعة في كل بلد وينسق التنظيم الدولي للإخوان بينهم؟!
د - وهل من المصادفة أن يستخدم حسن البنا في «رسائله» المنشورة الي أتباعه تعبيرا ماسونيا خالصا وهو تعبير «الاستاذية» والذي يطلق علي أعلي الدرجات في الماسونية حيث أورد في «رسالة التعليم» تعبيرا غريبا هو «أستاذية العالم» وهو تعبير مأخوذ عن الماسونية ولا تعرفه اللغة العربية ولا الكتابة السياسية فنجده في ص226 يدعو الي تحقيق أستاذية العالم بنشر الإسلام في ربوعه!!
ه - ولو استعرضنا تظاهرات الإخوان في مصر في الأيام الأخيرة بعد سقوط نظام حكمهم الفاشي بثورة الشعب المصري 30 يونية الماضي لوجدنا الإخوان المتظاهرين يرفعون أيديهم مشيرين بأصابعهم الأربعة، التي يطلقون عليها علامة اعتصام ميدان رابعة وأيضا أعلامهم المرسومة عليها الأصابع الأربعة وهي نفس الإشارة التي رفعها قادة الإخوان في حماس بغزة وأردوغان في تركيا.. ودول أخري ويرفعها الماسونيون في احتفالاتهم بجميع أنحاء العالم.
فهل كانت كل هذه الإشارات الخفية - مثل كل خفايا الماسونية - قد حدثت علي سبيل المصادفة؟!
(والفتنة التي ابتليت بها مصر علي أيدي العصابة التي كانت تسمي نفسها «الإخوان المسلمين» هي أقرب الفتن في نظامها الي دعوات الإسرائيليين والمجوس. وهذه المشابهة في التدبير والتنظيم هي التي توحي الي الذهن أن يسأل: لمصلحة من تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟ والسؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح ويزداد التأمل في موضع النظر هذا عندما نرجع الي الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل: من هو جده؟ إن أحدا في مصر لا يعرف من هو جده علي التحقيق، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب، وإن أباه كان «ساعاتي» في السكة الجديدة، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة وإننا في مصر هنا لا نكاد نعرف «ساعاتي» كان مشتغلا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود ولا يزال كبار «الساعاتية» منهم الي الآن.
ونظرة الي ملامح الرجل تعيد النظر طويلا في هذا الموضوع، ونظرة الي أعماله وأعمال جماعته تغني من النظر الي ملامحه وتدعو الي العجب من هذا الاتفاق في الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وبين حركات هذه الجماعة.
ويكفي من ذلك كله أن نسجل حقائق لا شك فيها وهي أننا أمام رجل مجهول الأصل، مريب النشأة يثير الفتنة في بلد إسلامي وهو مشغول بحرب الصهيونيين، ويجري في حركته علي النهج الذي اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها، بظاهرة من ظواهر الدين.
وليس مما يبعد الشبهة كثيرا أو قليلا أن أناسا من أعضاء الجماعة يحاربون في ميدان فلسطين فليس المفروض أن الاتباع جميعا يطلعون علي حقائق النيات، ويكفي لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن اشتراك أولئك الأعضاء في الوقائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة وفي الحصول علي السلاح والتدرب علي استخدامه، وفي أمور أخري تؤجل الي يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك.
فأغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية في نهجها وأسلوبها إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة في صميم بنيتها.
وأيا كان الأمر فهي فتنة غريبة عن روح الإسلام ونص الإسلام، وأنها قائمة علي الإرهاب والاغتيال، وكل ما قام علي الإرهاب والاغتيال فلا محل فيه للحرية والإقناع، وجدير بالمسلمين ومن يؤمنون بالحرية والحجة من غير المسلمين أن يقفوا له بالمرصاد).
جريدة الأساس عدد 2/2/1949


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.