سأكتب ها المقال، الذى ستكون كلماته شاهدة على ما سيحدث قريبًا، فالأمر خارج الإطار التقليدى الرسمى والإعلامي، وأيضًا خارج دائرة الفكر والتحليل العلمى للمثقفين، لقد قمت سابقًا بكتابة اثنى عشر مقالا عبارة عن بحث شامل جامع للتكوين الماسونى ومراحله التاريخية وأهدافه المتنوعة. ومن هذا المنطلق أقول وبكل وضوح: إن الجميع فى غفوة ما بين ما يفعله الأراجوز العثمانى الأداة الماسونية فى المنطقة، وما بين ما يتناوله الجميع من تحليلات لما يفعله. السيد الرئيس المصري، السادة القوات المسلحة المصرية، السادة الأجهزة السيادية، يا كل القادة العرب وأجهزتهم الحاكمة، يا كل الشعوب العربية وكل مثقفيها وساستها، الأمر فى منتهى الخطورة، فالآن نحن فى الأمتار الأخيرة لبدء صافرة البداية لحرب عالمية ثالثة، والتى خططت لها الماسونية منذ سنوات طويلة لتقع فى تلك المنطقة، والهدف منها هو زرع عشب جديد لتعيش عليه الرأسمالية التى هى المعدة الهاضمة، والتى تخلق الحياة للتكوين والفكر الماسونى حول العالم، عن طريق تحويل دول المنطقة إلى دول فاشلة غير قادرة على إدارة شئونها ولا ثرواتها، ومن ثم الاستيلاء على مراكز القيادة وقرارات الحكم ووضع الثروات والموارد والمياه على مائدة الماسونية لكى تتغذى منها وتبقى على قيد الحياة. لا محال الحرب قادمة، فالذى حدث من الشعب المصرى فى 30 يونيو هى ثورة عظيمة على الإخوان الذين هم أداة من أدوات الماسونية، ومن ثم تم تعطيل السيناريو مؤقتًا، لكن ما زال قائمًا ويتخذ أشكالا وأنماطًا مختلفة متلونة تناسب الوقت والحالة. ولكن أخطأت مصر كثيرًا عندما اعتقدت أنها تستطيع ترويض ذلك المخطط الماسوني، عن طريق إشراك شركاته الغربية التابعة لدول وأنشطة مختلفة فى استخراج الثروات وإدارة الموارد، فالأمر كان يحتاج إلى مجابهة من نوع آخر غير تقليدي. فالذى حدث بعد الخريف العبرى فى 25 يناير، هو محاولة احتواء ومهادنة من الدولة المصرية لهذا المخطط الماسوني، فذلك المخطط كمثل كرة لهيب ضخمة تتدحرج من بعيد منذ أن تم وضعها فى العراق وإحراق صدام حسين بها وانتقالها عبر الخريف العربى إلى عمق الأمن الاستراتيجى المصرى فى سوريا كل ذلك وكانت مصر تحاول تحصين منزلها من الداخل، ولم تخرج إلى خارج حدودها لمجابهة تلك الكرة قبل أن تصل إلى أبوب منزلها ولم تستطع الدولة المصرية استقراء المستقبل وكيفية التعامل معه. فالقاصى والدانى على علم باشتعال الوضع فى ليبيا، التى هى أهم بوابات الأمن الاستراتيجى المصرى ولكن فشلت الدولة المصرية فى مجابهة هذا الخطر قبل وصول تلك الكرة إلى شباك مرماها. السادة النظام المصرى لقد كتبت إليكم كثيرًا منذ وقت طويل، وقلت لكم: سيقوم أردوغان بتوقيع اتفاق أمنى عسكرى بحرى مع حكومة الوفاق، وعليكم بسرعة التحرك عن طريق مساعدة روسيا بإقامة قاعدة عسكرية فى الشرق الليبى هنا كان الحل الوحيد لمجابهة وسرعة وقوة تدحرج كرة اللهيب الماسونية، ولكن بنظرة وبتحليل ضعيف تقليدى اتخذ النظام المصرى طريقًا آخر للمواجهة عن طريق مساعدة قوات حفتر للدخول إلى طرابلس وبسط سيطرته على كل التراب الليبي، تلك كانت نظرة ضيقة لمن خطط لها لأن المشير حفتر وجيشه الوطنى لا يحارب ميليشيات الوفاق الإرهابية فقط، بل أمامه أجهزة مخابرات عتيدة هى أدوات جبارة للماسونية ولا تستطيع أى قوة اختراق طرابلس إلا لو كانت قوة عسكرية جبارة على غرار بوتن وجيشه والدليل انتصاره العظيم فى سوريا على كل جيوش وأدوات الماسونية. الآن على القيادة المصرية تدارك الأمر بأقصى سرعة خلال ساعات أو أيام، لمساعدة روسيا على إقامة قاعدة عسكرية فى الشرق الليبى بالاتفاق مع مجلس النواب الليبي، هنا فقط الحل الأمثل للمخاطر الجارفة القادمة إلى مصر. وتلك القاعدة الروسية ليس للحفاظ على ليبيا فقط التى هى البوابة الغربية لمصر، بل سأحذر من هنا ومن هذه الجريدة وفى تلك السطور، بأن القادم أسوأ وهو إقامة اتفاق بين الأراجوز العثمانى وحكومة تونس الإخوانية ومن ثم التمدد إلى تشاد ومالى هنا الحصار الخانق على مصر، ولكن بإقامة القاعدة الروسية ومساعدة روسيا بوضع قدميها فى تلك المنطقة نستطيع مجابهة ما يمكن أن يقوم به أردوغان الذى تحركه الماسونية. أيها السادة، اردوغان يعلم تمامًا قرب انتهاء دوره بعد أن فشل فى قيادة الخريف العبرى فى المنطقة، وكانت ثورة الجيش عليه فى 2016 هى قرصة ودن من الماسونية وتحذيرًا شديد اللهجة بأن دوره مرتبط بمقدار ما يقوم به داخل الدور المرسوم له من الماسونية، الآن هو يعلم يقين العلم بأن الفرصة الأخيرة لبقائه هى الأحداث فى ليبيا ، ويعلم تمامًا أن ليبيا أصبحت ملعبًا عالميًا بعد تراجع الدور المصرى الذى سمح بذلك، ويعلم أن نجاحه صعب، والآن سيحاول هدم معبد طرابلس رأسه وعلى الجميع، سيرسل جيشًا إلى حكومة الوفاق ولن يكون أمام مجلس النواب إلا طلب تدخل مصر وهنا فليجبنى أصحاب القرار فى الدولة المصرية: ما هو الحل؟! هل نصمت لحين دخول الكابتن اردوغان ومعه منتخب العالم للإرهابين إلى الداخل المصري؟، أم نذهب إلى طرابلس لمواجهته؟، كلا الاختيارين خطأ والاختيار الثالث الذى طرحته والذى أطالب القيادة فى مصر بالتحرك فى اتجاهه بأقصى سرعة وهو اتفاق عسكرى امنى بين مجلس النواب الليبى وروسيا مع الشروع فى إقامة قاعدة عسكرية روسية فى الشرق الليبي. أعلم كل العلم أن كثيرين سيتعجبون من ذلك الطرح غير الوارد فى عقلية القيادة المصرية، ولكن أعلم أيضًا كامل العلم بأن المخطط الماسونى أكبر بكثير من كل إمكانات المنطقة العسكرية والسياسية. الآن لا مجال للمهادنة أو التفكير بنفس نمط الماضى والحاضر لأن هذا المخطط الماسونى لا توجد له إدارة مركزية يمكن التفاهم والتحاور معها لكن هو يسكن منطقة عميقة، لا يستطيع احد رؤيته أو الوصول إليه وأصبحت حكومات العالم وقادتها ما هى إلا أراجوزات وعرائس يتم تحريكها على مسرح الأحداث.... الحرب قادمة لا محالة وعلى الدولة المصرية أن تتحرك خطوات للأمام قبل دخول كرة اللهيب إلى الداخل المصرى.