القارة الآسيوية كنز للسياحة لا ينضب،وكتلة بشرية يمكن أن تحقق طفرة سياحية حقيقية،ويجب أن نسعي للتعاون مع كل الدول الآسيوية سياحيا وأن نحسن التفاوض معهم وتوفير الإمكانيات التقنية اللازمة لتفعيل الإتفاقيات الإقتصادية المشتركة. خذ عندك مثلا السياحة الصينية وعدد الراغبين في زيارة مصر من دولة المليار ونصف مواطن.عدد كبير لا يمكن مقارنته بأي دولة أخري. وقد بدأت بالفعل السياحة الصينية في الإنتشار وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية وزاد إقبال الطلاب علي دراسة اللغة الصينية،إلا أن هناك سر ما وراء عدم تزايد أعداد السائحين الصينيين،ربما بسبب إرتفاع التكلفة،وربما بسبب عدم توفر خطوط الطيران،وربما بسبب عدم التسويق الجيد، وربما بسبب عدم دخول القامات المصرية الكبيرة بكل طاقتها إلي سوق السياحة الصينية،ولكنها تبقي الأمل والهدف الذي لابد من توجيه كل طاقات الدولة والقطاع الخاص لتنميتها وتذليل كافة العقبات أمام الشركات والوكالات الصينية من أجل فتح السوق المصرية أمامهم.
وهناك دول أخري ذات أهمية كبري علي الصعيد السياحي مثل ماليزيا وإندونيسيا،فهي دول إسلامية حققت طفرات إقتصادية ملموسة وأصبحت قبلة لعشاق السفر والسياحة.
ومع تحقيق تلك الدول لعدد من النجاحات الإقتصادية إرتفع مستوي دخل المواطن الماليزي والإندونيسي وأصبح بمقدوره السفر إلي الخارج لأسباب متنوعة منها العلاج ومنها الدراسة ومنها السياحة وخاصة السياحة الدينية.
هناك أعداد كبيرة من طلاب جامعة الأزهر الوافدين من ماليزيا وإندونيسيا وأطالب بزيادة هذه الأعداد ومنح مزيد من المنح الدراسية لأبناء هذه الدول فهذا يحقق عدة أهداف أهمها تعميق مفهوم القوي الناعمة والترويج لثقافة وحضارة مصر.فكل طالب،وخلال فترة دراسته بمصر ينقل كل تجاربه الحياتية إلي بلاده وربما كان ذلك أفضل ترويج لسياحتنا المصرية.ولو كنت مسؤولا عن قطاع الطلاب والطالبات الوافدين إلي جامعة الأزهر لكنت نظمت لهم رحلات دورية إلي كل معالمنا السياحية شمالا وشرقا وجنوبا وغربا حتي يتعرف هؤلاء الشباب علي حضارة مصر عن قرب فهم شباب اليوم وقادة المجتمع في دولهم في المستقبل القريب.
وهناك العديد من الأفكار الغير تقليدية للإستفادة من الطلاب الوافدين لابد من طرحها علي المسؤول عن التسويق السياحي المصري لأن هذه الدول من وجهة نظري هي البديل المناسب للسوق الأوروبية.
أما عن موسم الحج فمن الممكن أن يتحول إلي واحد من أهم مواسم إزدهار السياحة الدينية في مصر إذا ما توفرت الإرادة والتصميم علي التفكير خارج الصندوق وإعداد الخطط التسويقية المحترفة. ببساطة هل يمكن التنسيق مع الشركات الماليزية والإندونيسية بطريقة أو بآخري بأن تقوم بإضافة ليلة أو ليلتين علي برنامج الحج يستطيع من خلاله الحاج زيارة معالم القاهرة بعد قضاء مناسك الحج أو العمرة والعودة مرة أخري إلي بلاده.
هذا ليس تصور من وحي الخيال.بل رؤي وأفكار شارك فيها عدد من الأصدقاء من ذوي الخبرة الكبيرة والرصيد الضخم في القطاع السياحي.
فالمواطن في تلك الدول يسمع كثيرا عن مصر وحضارتها،وكان الأزهر الشريف أحد أهم أسباب تعلق أبناء تلك الدول بمصر مع التأكيد علي أن العوامل التي كانت تعوق زيارتهم لمصر قد تراجعت بصورة كبيرة. تشير الإحصائيات إلي أن أكثر من 2 مليون مواطن ماليزي واندونيسي يزورون استراليا سنويا بغرض السياحة.وهذا يدلل علي أن شعوب هذه الدول تعشق السفر ولا يمكن أن يكون بعد المسافة عائقا أمام المسوق السياحي المصري. المهم ان نبدأ ونحاول قدر الإمكان فكل دقيقة تمر تستغلها الدول المنافسة لنا،والمحاولة الصحيحة سوف تأتي بنتائج إيجابية تفتح الباب لإعتماد هذه الدول من مصدري السياحة إلي مصر. هناك إدارة تتبع هيئة تنشيط السياحة تسمي إدارة العلاقات الدولية مهمتها تفعيل وتنشيط الأسواق الواعدة وإطلاق الحملات الترويجية خاصة في الدول التي يعتقد أنها قد تكون مصدرا من مصادر التدفق السياحي المنشود. إذن لابد من توفير كل سبل الدعم لهذه الإدارة وتزويدها بالكفاءات في التسويق السياحي حتي تحقق الأهداف المرجوة. حفظ الله مصر جيشا وشعبا