تفرض قواعد السمع والطاعة على أعضاء التنظيم الإخواني الإرهابي الخضوع للأوامر والتعليمات الواردة في رسائل نصية يزعم ناقلها أنها محررة بمعرفة القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «اﻹخوان» محمود عزت، وعليهم أن يصدقوا أنه على قيد الحياة وبصحة عقلية وبدنية جيدة تسمح له باتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة بعد أن تجاوز الخامسة والسبعين من عمره، وعليهم جميعًا التنفيذ دون سؤال أو مناقشة، ومن يسأل فهو فاقد لركن الثقة وهو الركن الأهم من أركان البيعة اﻹخوانية، وعلى أعضاء جماعة «الإخوان» الهاربين أن يسقطوا واحدًا تلو اﻵخر في قبضة أجهزة الأمن والمطلوب منهم التضحية بأنفسهم كي يعيش الإمام المجهول في أمن وأمان بعيدًا عن المخاطر المحتملة. عادت التساؤلات بين شباب «اﻹخوان» مُجددًا حول اختفاء «محمود عزت» بعد وفاة «عبد الله مرسي» نجل المعزول «محمد مرسي»، يوم الأربعاء الرابع من سبتمبر 2019، وانتظر بعضهم أن يقوم «عزت» بالواجب وينعي نجل «مرسي» ولو برسالة صوتية، تعبيرًا عن اهتمامه بالشباب ومواساة للأسرة التي فقدت الأب وبعده الابن في أقل من ثلاثة أشهر.. لكنه لم ولن يفعل. وعادت مجموعات إخوانية إلى التمسك بشعار «لا تدار المؤسسة من مجهولين ولا من فرد يظن أنه فوق الجميع»، وأكدوا عدم اعترافهم بالقرارات والتكليفات والرسائل المنسوبة للقائم بأعمال المرشد» لأن مثل هذه الرسائل تجعلهم يعيشون في كنف فرد لا مؤسسة، وقال إخواني هارب: «نحن لا نعرف إذا كان هذا الفرد يصدر قراراته وهو حر طليق أم أنه في قبضة أجهزة الأمن، وضباطها يكتبون القرارات والتكليفات باسمه وبما يخدم أهدافه». وأضاف: «لماذا لا يخرج القائم بالأعمال إلى الرأي العام برسائل مرئية أو صوتية تقضي على الشائعات التي تتردد بين الحين واﻵخر، وتبعث رسالة طمأنينة إلى عموم الصف اﻹخواني؟»، وأوضح اﻹخواني الهارب أنه سأل الكثيرين حول حقيقة ما يتردد عن وجود «محمود عزت» في مدينة أسطنبول وقيادته للتنظيم بنفسه، فأكدوا له عدم صحة تلك الشائعات. ونفى إخواني هارب في تركيا ما تردد قبل عامين، عن لقاء عابر جمع بين محمود عزت ومنتصر الزيات المحامي في أحد فنادق أسطنبول، وقال إن صاحب الرواية غير الصحيحة ذكر أن «عزت» كان يجلس مع «أيمن نور» علانية في أحد الفنادق، وأسرع نحو «منتصر الزيات» عندما رآه وأدركه بالقرب من أحد مصاعد الفندق وتحدث معه عن الإخوان والمصالحة، وأضاف القيادي اﻹخواني متسائلًا : «هل يظهر محمود عزت مع أيمن نور، وفي أحد الفنادق، ولا يخرج برسالة مرئية أو صوتية يحسم بها الجدل المثار حول اختفائه وينهي بها الكثير من القضايا الخلافية داخل الجماعة؟ وتابع اﻹخواني الهارب : إذا كان محمود عزت خارج مصر فهو في دولة غير تركيا ومن المحتمل أن تكون أجهزة دولة الملاذ اﻵمن قد فرضت عليه أن يمتنع عن الإدلاء بأي تصريحات صوتية أو مرئية ولا يظهر في أي مناسبات حتى لا يسبب لها الحرج أمام الحكومة المصرية. وفي رده على تصريحات صحفية أدلى بها القيادي اﻹخواني السابق مختار نوح: قال الإخواني الهارب إن «نوح» يرى استحالة «وجود محمود عزت» في مصر بدعوى أنه يمكن تحديد مكانه بسهولة عن طريق من يتم ضبطهم من الإرهابيين، وأوضح الإخواني الهارب أن هذا الرأي مردود عليه بما هو معلوم من إجراءات إخوانية تفرض عدم الاتصال ب»عزت» إلا عبر مجموعة تأمين ورعاية محدودة سبق اختيارها واختبارها عدة مرات في مهام سرية خاصة. وفي الثالث عشر من مايو 2019، ترددت شائعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد أن «محمود عزت» ظهر في حفل اﻹفطار السنوي الذي نظمته رابطة اﻹخوان المصريين بالخارج، في اسطنبول مساء الأحد الثاني عشر من مايو، لكن القيادي اﻹخواني الفلسطيني البريطاني «عزام سلطان التميمي»، نفى هذه الشائعة وقال إنه لا صحة لظهور القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «اﻹخوان» في حفل الافطار السنوي باسطنبول، وأشار «التميمي» إلى أن اسم «محمود عزت» ورد فقط في الكلمة التي ألقاها الأمين العام للتنظيم «محمود حسين». ومع الأزمات المتلاحقة والنكبات التي تضرب التنظيم اﻹخواني، أصبح اختفاء «عزت» وتجاهله لأحزان جماعته مادة للسخرية بين اﻹرهابيين الهاربين، وكتب الإخواني الهارب عمرو فراج، ساخرًا من اختفاء محمود عزت وعدم إصداره بيانا للتعزية في وفاة مرسي وقال: “هو الأخ محمود عزت مش هايطلع بيان تعزية حتى في وفاة الرئيس محمد مرسي؟ ولا هو مختفي لزوم التأمين والحماية لسه؟!». وكان القيادي اﻹخواني عصام تليمة، مدير مكتب القرضاوي السابق، قد تساءل عن مكان اختفاء محمود عزت، وقال في مقال نشرته مواقع موالية للتنظيم اﻹخواني اﻹرهابي: إن «عزت»، اختفى تمامًا منذ 3 يوليو 2013، ولم يجزم أحد برؤيته رأي العين، مؤكدًا أنه لاحظ استخدام اسم «محمود عزت»، وأيقونة القائم بأعمال المرشد، دون يقين لدى أي أحد عن وجود الرجل، أو صحة ما يرد عنه. وجاء رد الجماعة على مقال «تليمة» برسالة منسوبة ل»محمود عزت» وموجهة إلى أعضاء جماعته، فكتب «تليمة» ردًا ساخرا قال فيه : «نشكر القائم على أكونت الدكتور محمود عزت على سرعة الاستجابة بعد سؤالي: أين محمود عزت نائب المرشد؟ وكل عام والقائم على أكونت فضيلته بخير». ومع الحديث المتجدد عن اختفاء «محمود عزت» في ملاذ يأمن فيه على حياته، جاء اﻹعلان عن انتحار إرهابي هارب في تركيا وصدرت تعليمات مشددة لأعضاء التنظيم اﻹخواني بعدم اﻹشارة إلى الحادث من قريب أو بعيد، كما أكد إخواني هارب أن أحد المحبوسين على ذمة قضية إرهابية أخبر أسرته أثناء زيارتهم له بأنهم منعوا أكثر من حالة انتحار بين شباب «اﻹخوان» بعد أن أصابهم اليأس من أي تغيير . ولا تتوقف الرسائل اﻹخوانية الواردة من السجون والتي تطالب قيادات التنظيم الإرهابي بالبحث عن حلول عاجلة لإطلاق سراحهم بتقديم طلبات العفو الرئاسي أو توقيع إقرارات توبة أو بأي تنازلات، بينما تستقبل قيادات الجماعة هذه الرسالة بالادعاء أنها لم تخرج عن أعضاء التنظيم وإن كانت صحيحة فهي تعبر عن قلة منهم، وردًا على موقف بعض قيادات الجماعة اﻹرهابية وتجاهلهم للشباب في السجون، أكد اﻹخواني الهارب عبد الله عز الدين إمام (شقيق اﻹخواني عبدالرحمن عز ) أن هناك منتفعين من أزمة الأزمة الحالية واستمرارها وطالب في رسالة عبر الفيس بوك بتاريخ 19 أغسطس 2019، بحلول عاجلة لإطلاق سراح السجناء والقيام بتسوية مع مؤسسات الدولة المصرية ووصف ما تردده القيادات الإخوانية بأنه شعارات فارغة وأوضح أن بينهم من يرغب في استمرار الأزمات للاستفادة منها. وفي الثالث والعشرين من أغسطس 2019، نقل القيادي اﻹخواني السابق إبراهيم الزعفراني رسالة تعبر عن أحوال عائلات إخوانية تطالب بإطلاق سراح السجناء بأي مقابل، وجاء في الرسالة: «المهم زوجى يطلع من السجن، المهم ابنى يطلع من السجن إن شاء الله تولع الدنيا بعد كده. وأضافت «محدش يكلمني عن الصبر والثبات والتضحية والأجر فى الآخرة خلاص شبعت من كلمات سرادقات العزاء بتاعتكم. مش عاوزه مواعظ دينية الكلام ده أنا حافظاه، أنا عاوزه زوجى يخرج، أنا عاوزه ابنى يخرج، وأضافت: «كلكم تحولتوا الآن لشيوخ وعظ، وقراء قرآن فى شوادر عزائنا، بعد ما جررتمونا وراكم لمحرقة سياسة أنتم لاتجيدونها». وأكد الزعفراني أن أصحاب الرسائل «كفروا بأن يتلقوا هذه المواعظ ممن قادوهم لمعارك خاسرة لم يحسبوا عواقبها، ومن كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ولم يفعلوا، ومن وعدوهم فأخلفوهم، ومن عيشوهم الوهم ثم خيبوا آمالهم، وانشغلوا بخلافاتهم عن معاناتهم، ثم أخيرا نفضوا أيديهم فهم فعلا وقولا، وتساءل الزعفراني: «من أوصل هؤلاء الأهالي للبحث عن نجاتهم بأنفسهم، وحالة اللهم نفسي ومن بعدي الطوفان ؟، وأضاف: «من أوصل الأمر إلى أن تخرج مبادرات الخلاص من داخل السجون بدلا من أن تأتى ممن هم بخارجها ؟ وقال في ختام حديثه: «من أوصل بعض المسجونين وأهليهم للبحث عن الخروج من السجن بأى ثمن وبأى وسيلة حتى ولو كانت مذلة؟». وتستمر أزمات ونكبات التنظيم اﻹخواني المصري في الخارج لتقدم أصدق الكلمات في وصف الجماعة اﻹرهابية التي ترسم ﻷعضائها وتابعيها أحلامًا وأوهامًا في العودة إلى حكم مصر وإقامة خلافة إخوانية تحكم العالم!!