لم تتوقف الاتصالات والرسائل التى تسأل اﻹخوانى المصرى الهارب «أنس أحمد» عن مكانه وعن الطريق الذى يسير فيه؟!.. وهل قرر بالفعل مغادرة كوريا الجنوبية والعودة إلى مصر؟!.. وما هو موعد المغادرة ومن أى مطار؟!.. ولماذا لم يتشاور مع فلان وفلان قبل اتخاذ مثل هذا القرار ؟!.. وهل يدرك أنه سيخرج من مطار القاهرة إلى غرف التحقيقات ومنها إلى المحاكم والسجون؟!! عشرات الرسائل تلاحق الهارب «أنس أحمد»، فور اﻹعلان عن تحركه فى اتجاه المطار واستعداده للسفر إلى القاهرة فى الثامن والعشرين من أبريل 2019 م.. أحدهم يقول: «أنا فى الطريق إليك ولن أسمح لك بالسفر»، وآخر يقول: «سوف نُنفذ لك كل طلباتك ونقدم لك ما تريد للتغلب على ما تواجهه من مشكلات»، وثالث لا يصدق أن «أنس أحمد» سوف يسلم نفسه لأجهزة الأمن المصرية ويقدم كل ما لديه من معلومات عنهم وعن غيرهم من الهاربين بالخارج!! اﻹخوانى الهارب «أنس أحمد صلاح أديب»، وشهرته «أنس أحمد»، من مواليد 9 يوليو 1995، وكان يقيم بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وتم ضبطه خلال شهر سبتمبر من العام 2013، أثناء اشتراكه مع آخرين من العناصر اﻹخوانية اﻹرهابية فى تدوين رسومات جرافيك مُسيئة للجيش والشرطة، وتبين اشتراكه فى ارتكاب عدد من الجرائم اﻹرهابية التى نفذتها الخلايا اﻹخوانية المسلحة بمحافظة الغربية، وقد هرب إلى خارج مصر بعد أن قررت النيابة العامة إخلاء سبيله مع آخرين من صغار السن، وأُحيل للمحاكمة الجنائية عما ارتكبه من جرائم.. وخلال رحلة هروبه على مدار خمس سنوات تنقل بين السودان وماليزياوكوريا الجنوبية. أعلن اﻹخوانى الهارب فى كوريا الجنوبية «أنس أحمد» اعتزامه العودة إلى القاهرة بعد ضياع حاضره ومستقبله وإصابته بحالة من اليأس واﻹحباط، وقال إنه هارب من أحكام غيابية بالسجن تصل إلى 46 سنة فى عدد من قضايا اﻹرهاب، وطلب فى رسائله إلى أصدقائه عدم توجيه اللوم له على اتخاذه مثل هذا القرار، وقال إنه يعيش فى عذاب منذ خمس سنوات ولم يذق طعم الراحة يومًا واحدًا عقب هروبه من مصر، وأوضح أن رحلة العذاب بدأت فى ماليزيا، حيث كانت تمر عليه أيام كاملة لا يجد فيها ما يسد جوعه، ومع استمرار معاناته فى البحث عن لقيمات الطعام أُصيب بالأنيميا، ولم يجد فرصة عمل سوى أن يعمل مع آخرين من الهاربين فى مشروع صغير لبيع الطعام فى الشارع، وكان الشارع مكان عمله ومستقره فى النوم والراحة. استمع اﻹرهابى الهارب أنس أحمد، إلى حكايات وروايات عن حياة الهاربين المصريين فى جنات النعيم بالملاذ اﻵمن فى السودان، فقرر مغادرة ماليزيا وطار إلى العاصمة الخرطوم.. واستقر هناك لمدة ثمانية أشهر.. لكن سرعان ما انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد أن ظهرت الخلافات داخل التنظيم اﻹخوانى المصرى، وفتح على نفسه أبواب الجحيم عندما أبدى تعاطفه مع عدد من أعضاء التنظيم اﻹخوانى المصرى المطرودين بقرار إخوانى من مساكن اﻹيواء بالخرطوم، بعد خلافات ومعارك داخلية، وقال أنس أحمد، إنه تم توزيعهم مرة أخرى على شقة إيواء مع فرض الوصاية والتضييق عليهم إلى أن طفح الكيل به، وقرر ألا يترك مصيره فى يد أحد وبدأ فى توفير نفقاته بنفسه ورفض أن يطلب من والده أن يرسل له أى أموال. قال أنس أحمد، إنه أصيب بالملاريا خلال إقامته بالخرطوم، ولم يكن يملك نفقات علاجه، ولم يهتم به أحد سوى عدد محدود من اﻹرهابيين الهاربين، وأوضح أن أحد الهاربين قدم له ما يلزمه من أموال وتكفل بعلاجه، وساعده فى الخروج من السودان والسفر إلى كوريا الجنوبية فى رحلة عذاب متجددة؛ حيث رفضت سلطات الهجرة قبول طلبه باللجوء السياسى ولم يجد فرصة عمل وأصبح يعيش بما يقترضه من أموال من هنا وهناك. أكد أنس أحمد، أن عدد حالات الإلحاد والانحلال بين «أبناء البطة السوداء» فى جماعة «اﻹخوان» وكيانات التحالف اﻹخوانى فى تزايد مستمر، فى مقابل آخرين من أبناء القيادات وأهل الثقة والمقربين من أصحاب القرار اﻹخوانى الذين يتمرغون فى النعيم فى تركيا وقطر ودول أخرى. كشف «أنس أحمد» أن الشرطة أنقذت المصرى الهارب «أسامة الصريف»، ومنعته من الانتحار بعد أن حاول إلقاء نفسه من أعلى أحد الجسور فى كوريا الجنوبية، وأشار إلى أن هناك آخرين من الهاربين فكروا جديا فى الانتحار بعد تجاربهم المريرة مع جماعة اﻹخوان، وبعد فشلهم فى الحصول على اللجوء السياسى فى كوريا الجنوبية وأكد أن هناك العشرات يفكرون فى العودة إلى مصر وتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن لقضاء سنوات السجن باعتبار أن ذلك أفضل لهم من الحياة بين صفوف التنظيم اﻹخوانى المصرى فى الخارج. انتشر الخوف والهلع بين صفوف اﻹرهابيين الهاربين فى كوريا الجنوبية بعد اﻹعلان عن استعداد اﻹرهابى «أنس أحمد» للسفر وتحركه إلى المطار بمساعدة من صديق قدم له قيمة تذكرة السفر إلى مصر.. لأن العودة إلى القاهرة تعنى اعتراف «أنس أحمد» على آخرين من الهاربين ومساعدة أجهزة الأمن المصرية فى تحديد مواقعهم داخل كوريا الجنوبية ،.. ولم تتوقف الاتصالات والرسائل التى تتطلب من اﻹرهابى أنس أحمد، الانتظار فى المطار لوداعه إذا تمسك بقرار السفر، وبعد محاولات شاقة، أحاط الهاربون به ومنعوه من السفر مع تعهد بتنفيذ كل ما يطلبه ومساعدته فى مغادرة كوريا الجنوبية إلى تركيا حيث الملاذ اﻵمن للإرهابيين الهاربين من كل صوب وحدب. كان اﻹرهابى «أنس أحمد»، واحدًا من عشرات اﻹرهابيين المصريين الذين سقطوا فى سراب الوعود الإخوانية الخادعة، وصدقوا ما قيل لهم عن سهولة الحصول على اللجوء السياسى فور الوصول إلى الأراضى الكورية، وتقديم ما يفيد الادعاء بأن حياتهم مهددة بالخطر، وانهم من المضطهدين سياسيًا فى مصر، وتنطبق عليه شروط طلب الحماية طبقا للقانون الدولي. كانت السلطات الكورية الجنوبية على وعى وإدراك تام بألاعيب اﻹرهابيين الهاربين، فتعاملت معهم بإجراءات قانونية واحتياطات أمنية متكاملة، والتزمت بالقوانين الدولية التى تفرض استقبال الوافدين ومنحهم تصاريح إقامة مؤقتة لحين استجوابهم والتحقيق معهم فى أسباب طلب اللجوء، ومع تكرار وصول اﻹرهابيين المصريين ورفض طلبات اللجوء السياسى التى تقدموا بها، تقرر منع دخول أى مصرى بداية من شهر سبتمبر 2018، إلا بحصوله على تأشيرة مسبقة، وإلغاء النظام السابق الذى كان يقضى بدخول المصريين لكوريا الجنوبية بدون تأشيرة حسب تقدير ضابط الجوازات فى المطار بعد إجابة الزائر على بعض الأسئلة. حاول اﻹرهابيون الهاربون ابتزاز السلطات الكورية باﻹعلان عن الإضراب عن الطعام، والتظاهر والاعتصام أمام وزارة العدل والمنظمات الدولية، ومخاطبة دكاكين حقوق اﻹنسان.. ولكن فشلت ألاعيب التنظيم اﻹخوانى ولم تجد الجماعة اﻹرهابية مفرًا من مساعدة أهل الثقة فى الانتقال إلى تركيا حيث الملاذ اﻵمن للإرهابيين ..!! ولا يزال «أبناء البطة السوداء» من أعضاء التنظيم اﻹخوانى وأعضاء الكيانات اﻹرهابية الحليفة، يبحثون عن حل، وليس أمامهم سوى الانتحار أو العودة إلى مصر وإعلان التوبة والندم.