القوات المسلحة لم تمارس السياسة.. وكنا نستشير أهل الخبرة للعبور إلي بر الأمان اليوم الثلاثاء تحتفل مصر بالعيد الثامن والخمسين للإنتاج الحربي، وهي ذكري إنتاج أول 'طلقة رصاص'.. مصرية.. المناسبة كانت فرصة سانحة للحديث مع الفريق رضا حافظ وزير الدولة للإنتاج الحربي الذي تحدث في حوار مهم ل 'الأسبوع' عن لحظات فارقة مر بها الوطن كان شاهدًا عليها باعتباره أحد أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة السابق إبان ثورة '25' يناير وكان صانعًا ومشاركًا في كثير من القرارات التي مرت بها البلاد. هذا بخلاف رؤيته المستقبلية لوزارة الإنتاج الحربي.. وطريقة تعامله مع المشكلات اليومية.. ومشكلات العاملين بهذا القطاع المهم والحيوي.. في حوار نشارككم قراءته وهذا نصه: كنت عضوًا بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة، قبل تبوئكم منصب وزير الإنتاج الحربي.. لا شك أنكم تعايشتم مع ثورة 25 يناير وانحياز القوات المسلحة للشعب المصري، فما المحطات واللحظات الصعبة التي واجهتكم عقب تلك الثورة العظيمة؟ منذ اندلاع الشرارة الأولي لثورة 25 يناير المجيدة، كان خيار القوات المسلحة هو الانحياز لمطالب ورغبات الشعب المصري، وألا نوجه سلاحنا أو نطلق رصاصة واحدة ضده.. وكان هذا أهم محطة وقرار اتخذناه.. وكان انحياز القوات المسلحة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة للثورة نجاحًا لها.. وكان هذا خارج توقعات قوي وتيارات كثيرة داخلية وخارجية. اسمح لنا أن نسألك في هذه اللحظات الصعبة التي يتقرر فيها مصير وطن.. وقرار الانحياز لثورة الشعب في ظل وجود رئيس قائم للجمهورية ليس بالأمر الهين لأنه يحمل في ثناياه مخاطر عدة.. منها، ماذا إذا فشلت الثورة؟. كيف كانت نظرتكم لهذه اللحظات؟ وما قد تفضي إليه من نتائج عكس ما ذهبتم إليه؟ أيًا كانت النتائج.. فإن الشيء المؤكد والراسخ في أذهاننا أننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقف ضد ثورة شعب له مطالب مشروعة، كنا نلمسها ونتعايش معها، ومنذ ظهور الدولة المصرية لم يوجه الجيش المصري علي مدار تاريخه سلاحه ضد الشعب، لأن الجيش جزء أصيل لا يتجزأ عن الشعب. وقرار عدم توجيه سلاحنا أو طلقة واحدة ضد الشعب في ثورته لم يطلب منا كقوات مسلحة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، ولكن هذه قناعتنا وقرارنا منذ بداية الثورة، دون أن ننظر أو نضع في الاعتبار أي نتائج أخري، لاننا كما قلت جزء من هذا الشعب العظيم، ونحن ملك له. ألم يساوركم القلق من اتخاذ هذا القرار الخطير؟ من المؤكد كان هناك قلق، لكن أيضًا كان هذا خيارنا، وهو ما اعتقدناه صحيحًا وسليمًا وهو خيار تاريخي بانحيازنا للشعب بمختلف طوائفه وفئاته وتياراته في هذا الوقت. وهل كان موقف المجلس الأعلي للقوات المسلحة موقفًا 'جماعيًا'.. أم كانت هناك وجهات نظر أخري تُقيِّم الأمر بشكل مختلف؟ مما لا شك فيه أن موقفنا كان 'جماعيًا' من كل أعضاء المجلس دون استثناء. وماذا عن موقف المشير محمد حسين طنطاوي؟ موقف المشير دائمًا وبوضوح وبقوة كان عدم التعرض للشعب أو توجيه سلاحنا ضده، وهذا موقف أذكره للتاريخ.. كان يؤكد هذا القرار مرارًا وتكرارًا باعتبار أن القوات المسلحة جزء من هذا الشعب.. وهو ملك له وأن دورها الحقيقي الدفاع ودرء الخطر عنه. وفي الفترات التي أعقبت 'الثورة' كانت هناك تعليمات بتسليح الجنود المنتشرين في الميادين والشوارع ب 'طلقات فشنك' لعدم حدوث 'أي خطأ' ولو كان غير مقصود.. أو تخرج طلقة تصيب أحدًا دون ذنب أو قصد. نريد أن نعرف قصة صدور البيان الأول للقوات المسلحة في أول فبراير2011؟ كان لازم أن نصدر بيانًا يؤكد أن القوات المسلحة تراقب وتتابع المشهد عن كثب، خاصة مع وجودنا وانتشارنا في الميادين والشوارع.. وكان اليبان هدفه طمأنة الشعب والقوي السياسية المختلفة، ورسالة مفادها نحن معكم ومنحازون لمطالبكم ورغباتكم المشروعة. ليلة 10 فبراير كانت ساعة حاسمة في تاريخ مصر، فالمجلس الأعلي للقوات المسلحة عقد اجتماعًا.. وأعلن أنه في حالة انعقاد دائم لحين تحقيق مطالب الشعب المصري.. نريد أن نعرف ذكرياتك عن هذه اللحظات وما جري فيها باعتبارها من المحطات الفاصلة في تاريخ الثورة والانحياز لها وبالتالي حسم الإرادة الشعبية؟ كان هناك انتظار لقرار أو خطاب من الرئيس في ذلك الوقت، وكان المجلس الأعلي للقوات المسلحة في انعقاد دائم ليل نهار.. وكنا نعرف ونري حجم الغضب الذي تتفجر به الميادين والشوارع والبيوت والأسر المصرية.. وكان لابد أن يحدث شيء يلبي مطالب الشعب والجماهير، ونحن مثل جموع الشعب المصري كنا في حالة انتظار هذا القرار أو الخطاب ولم نكن 'نائمين' بل كنا منتظرين ومتلهفين لما سوف يحدث لكي يهدئ ويلبي مطالب الجماهير. كيف كانت مشاعركم وأنتم تشاهدون اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق وهو يلقي بيان 'التنحي'؟ 'بيان التنحي' كان نتيجة حتمية للأحداث، وكان أحد أهم مطالب الجماهير خلال الثورة حتي تحقق بالفعل وكنا نراه هكذا دون رتوش أو تجميل. حدث نوع من التحول بعد 11 فبراير سواء علي الصعيد السياسي من خلال رؤية سياسية طرحت من بعض الشخصيات سواء قانونيون أو غيرهم.. ثم الحركات السياسية والأحزاب والتواصل معها.. هل هذه الفترة كانت الاتصالات تأتي في إطار تنسيق أم في إطار محاولة القوات المسلحة الاستعانة بأهل الخبرة فيما يتعلق بإدارة شئون البلاد في الفترة المقبلة؟ نحن كقوات مسلحة لم نمارس السياسة.. ونحن لنا دور آخر ومسئولون عن مهام أخري، وبالتالي كنا نستعين بأهل الخبرة ونستشيرهم في الرأي وهذا ما حدث خلال فترة تولينا إدارة شئون البلاد.. وكنا نستعين بكل التيارات والقوي السياسية وأهل الخبرة أينما كانوا.. لنقف علي آراء الجميع حول مختلف التحديات والمشكلات التي كانت تواجهنا.. وكذلك الأحداث التي كانت تمر بها البلاد. هل شعرتم بخيبة أمل إزاء مواقف بعض القوي السياسية التي حاولت أن تُسيء للقوات المسلحة وتوجه إليها اتهامات كاذبة وتُعرِّض بالضباط والجنود في الميادين والشوارع؟ في هذه الفترة حدثت إساءات كثيرة للقوات المسلحة، وهذا يمكن أن يكون نتيجة سوء فهم لما تفعله القوات المسلحة في هذه المرحلة.. وبعض القوي كانت تنتظر من القوات المسلحة أن تفعل شيئًا معينًا في وقت كانت فيه القوات المسلحة تفعل شيئًا آخر تراه مناسبًا وفي صالح الوطن والشعب.. وما كنا نفعله كان ثمار حوارات ومناقشات مع مختلف التيارات والقوي السياسية دون استثناء أو إقصاء لأحد. وكانت بعض هذه الإساءات تطول ضباط وجنود القوات المسلحة الذين انحازوا لمطالب ورغبات الشعب، وحملوا أرواحهم علي أكفهم، لحماية الثورة والبلاد من أي مخاطر.. وفي الوقت نفسه كانوا يُواجَهون من بعض القوي والتيارات حتي الأفراد بإهانات وإساءات في غير محلها.. وكنا نتحملها في سبيل الحفاظ علي هذا الوطن، ولو انساقت القوات المسلحة وراء هذه الإساءات وحاولت مجاراة حملات التطاول لكان من الممكن أن تسوء الأحوال، ونحن نري الآن ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن.. والجيش المصري جيش وطني يتميز أفراده بالانضباط وحب هذا البلد أولا.. ويفنون أنفسهم فداءً لهذا الوطن.. وطوال تاريخ مصر وتاريخ القوات المسلحة تظل العلاقة بين الشعب والجيش علاقة يسودها الحب والاحترام والتقدير.. وكان لابد أن نتحمل أي شيء في سبيل أن نؤمن هذا الوطن ونحافظ عليه مهما كلفنا الأمر.. وتحملنا علي أنفسنا. يمكن أن نتفهم قدرة القائد العسكري - من خلال وعيه السياسي - علي إدراكه وتقديره الاستراتيجي للأحداث ألا ينجرف وراء من يريدون إشعال الفتنة في المجتمع، كثيرون كانوا يريدون إشعالها.. والذي حارت فيه العقول.. كيف تمكن الضباط والجنود الذين كانوا يتعرضون لإهانات بالغة القسوة من السيطرة دون أن يكون لديهم أي رد فعل علي هذه الممارسات؟ كانت هناك صعوبة في هذا الأمر في ظل ما تتحدث عنه من إهانات وإساءات مستمرة كانت توجه إلي الضباط والجنود، وكان التنبيه عليهم دائمًا بعدم الانسياق وراء هذه الحملات.. وهذا يرجع كله للانضباط وهو السمة المميزة لأفراد القوات المسلحة، ولولا هذا الانضباط وحبهم لوطنهم الشديد لوطنهم لحدثت أشياء كثيرة. محصلة ما جري، حتي انتهاء المرحلة الانتقالية، وأوفت القوات المسلحة بوعدها بتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، وفي ضوء التطورات التي جرت حتي خروج المجلس الأعلي للقوات المسلحة 'السابق' من العملية السياسية، كيف تُقيِّم الوضع الآن؟ نحن بذلنا أقصي ما لدينا من أجل هذا الوطن، وكنا مخلصين في كل شيء طرحناه، وكان هدفنا إنقاذ بلادنا من أي مخاطر قد تتجه إليها، وأنا مؤمن أنه بإخلاص جميع أفراد وضباط وجنود القوات المسلحة نجحنا في العبور بالبلاد من مرحلة صعبة.. والآن نتحدث عن بلد مستقر، فقد أجريت الانتخابات التشريعية والرئاسية وشهد العالم بنزاهتها، وقمنا بتسليم السلطة لرئيس شرعي منتخب في 30 يونية الماضي ونجحنا في المرور بوطننا من مخاطر ومنزلقات خطيرة.. وما أستطيع أن أقوله: إن القوات المسلحة أدت دورها وواجبها بإخلاص وأمانة، وعلي أكمل وجه، والمحصلة أن الديمقراطية بدأت تؤتي ثمارها وهو ما كان يريده الشعب. تري بعض القوي أن القوات المسلحة ارتكبت بعض الأخطاء في المرحلة الانتقالية، وتري أيضًا أن محصلة هذه السياسات أدت إلي غلبة فصيل واحد علي المشهد السياسي؟ ما أريد أن أؤكده مرارًا وتكرارًا أن القوات المسلحة في الفترة الانتقالية لم تؤيد فصيلا سياسيًا علي حساب فصيل آخر أو تتفق معه أو تنحاز له، وكنا نقف علي مسافة واحدة من الجميع.. وعندما كانت تحدث لقاءات أو حوارات أو مناقشات حول القضايا المختلفة كنا نجلس ونستمع للجميع بعيدًا عن سياسة الإقصاء والانتقاء، وهو اتجاه كان غالبًا لدي جميع أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة دون استثناء، وكان هدفنا المصلحة العامة وصالح الوطن.. أما الحديث عن الأخطاء فمن الممكن أن تكون دون قصد، ومن الممكن أن تكون وجهات نظر مختلفة لأمور تفاصيلها وخلفياتها خفيت علي الكثيرين.. والثورة وحالة الفوران التي كانت تعيش فيها البلاد وحالة التحول الديمقراطي قد يحدث خلالها أشياء دون قصد ولكن نوايانا الحقيقية هي أن نمر بالوطن إلي بر الامان، دون الانحياز لأي فصيل أو تيار، لأننا لم نكن أصحاب مصلحة مع أحد. باعتبارك قائدًا عسكريًا.. نريد أن نسألك عن 'سيناء'.. كيف تري التعامل مع أزمة سيناء عسكريًا ومدنيًا علي خلفية ما حدث مؤخرًا في رفح؟ أولا: القوات المسلحة تقوم بدورها الحيوي في تأمين سيناء والشرطة كذلك تقوم بدورها بجانب القوات المسلحة، وما يجري في سيناء حاليًا يشكل خطورة علي أمن سيناء وأمن مصر.. والقوات المسلحة والشرطة ومؤسسة الرياسة وجميع أجهزة الدولة تبذل قصاري جهدها لتأمين سيناء.. لأنها أرض مصرية، ويجب أن ننظر إليها نظرة مختلفة عما سبق، من مشروعات تنموية وتطوير، وتلبية مطالب أهلها ووضعها في عين الاعتبار، ودمجهم في المجتمع المصري، لأنهم مصريون مائة في المائة، وهم جزء من نسيج المجتمع المصري، ولابد أن تحدث عمليات تنمية شاملة في سيناء، أما العمليات العسكرية فهي ضرورة وموجهة ضد أي أحد يعبث بأمن سيناء، والقوات المسلحة تضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بأمن سيناء وبالتالي أمن مصر. ما قراءتك للمشهد السياسي، والاضطراب السياسي، والأوضاع المتقلبة خاصة ونحن خرجنا من ثورة لنبدأ مرحلة البناء وحتي الآن لم نبدأ البناء؟ المشكلة أستطيع أن ألخصها في الاختلاف بين الفرقاء السياسيين، لم نتوحد حتي الآن، رغم أننا نمتلك جميع المقومات لكي نتوحد جميعًا، فقد استطعنا أن نجتاز مراحل كثيرة وعبرنا ببلادنا إلي هذه المرحلة بفضل من لله، والمفروض أن نكون علي قلب رجل واحد، ومع احترامي لأي فرقاء سياسيين، وبالنظر لأكبر الدول الديمقراطية لا يأتي الرئيس بنسبه 90٪، وهناك انتخابات أجريت بنزاهة وانتُخب أول رئيس مدني للبلاد، فلا مجال للتطاحن والتشابك، وهو ما يهدد بعرقلة مسيرة التقدم، ولكي ننطلق للأمام علينا أن ننحي خلافاتنا السياسية والحزبية والفكرية جانبًا ونسعي للتوحد ويكون هدفنا تنمية بلادنا والنهوض بها. كيف نستعيد روح أكتوبر المجيدة ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكري 39 لهذا الانتصار العظيم؟ حرب أكتوبر ستظل معركة العزة والكرامة، وأعادت إلي المواطن المصري والعربي كرامته، والروح التي كانت تسود الضباط والجنود بإيمانهم بال له وحبهم لوطنهم، كانت العامل والسبب المباشر وراء الانتصار.. وعندما أسترجع ما حدث في حرب أكتوبر من انتصار وبطولات أتمني أن نسترجع هذه الروح، ونحارب في اتجاه واحد وننهض ببلادنا، ولا نتصارع مع بعضنا من أجل أهداف شخصية. هذا العام نحتفل بالعيد الثامن والخمسين للإنتاج الحربي.. فماذا حدث بهذا القطاع من تطوير وتحديث عبر هذه السنوات؟ صناعات الإنتاج الحربي في أي دولة تتقدم يومًا بعد يوم، لأن الصناعات الحربية لا تتوقف يومًا عن التطور والتطوير.. ولدينا مصانع الإنتاج الحربي في عمليات تطوير وتحديث مستمرة ساهم وشارك فيها من سبقوني في تحمل المسئولية.. وعندما أنشئت المصانع الحربية كانت في مناطق غير مكتظة بالسكان والآن حدث العكس، بجانب أن بعضها ينتج مواد خطيرة ومتفجرة وكان أول تصور أن ننقل هذه المصانع بعيدًا عن الكتل السكانية وفي مناطق بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان لخطورتها.. وهذا بدأ منذ سنوات ونحن مستمرون في استكمال هذه الخطوة.. بجانب تطوير هذه المصانع بما يتواكب مع التكنولوجيا الحديثة من معدات وخطوط جديدة متطورة.. مع تطوير تدريب العامل ومعيشته وتفهمه للآلة التي يتعامل معها.. مع تطوير المنشآت والمباني لتكتمل المنظومة في النهاية.. وتطوير الإنتاج الحربي يتم علي شقين: العسكري وهو الأساس بما يوفر ويلبي احتياجات القوات المسلحة، والمدني بما يتناسب مع العصر بتكنولوجيا حديثة ومتطورة، مع تطوير جميع الأجهزة التي ننتجها تبعًا لاحتياجات السوق، وهناك خطوط إنتاج جديدة سيتم افتتاحها قريباً، وهناك خطوط إنتاجية تعاقدنا علي لشرائها ستصل مع نهاية العام الحالي للقطاع المدني بهدف تطويره، مع تأكيد تطويرنا الدائم والمستمر للشق العسكري. هل نحن قادرون علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من التصنيع العسكري أو التعامل مع دول خارجية علي صعيد التعاون في التصنيع والتطوير للوصول لهذا الهدف؟ لدينا اكتفاء ذاتي في بعض الإنتاج العسكري، ولكن بعض الإنتاج العسكري والتسليح في الدول الكبري تتعاون فيه مع دول أخري، وهناك دول تنتج الطائرات وتحصل علي المحرك من دولة أخري، والإنتاج الحربي يلزمه تعاون إما بين شركات متعددة في الدولة ذاتها، وإما بينه وبين شركات في دول أخري، ونتعاون مع مختلف الدول لإنتاج سلاح متطور، وصناعة السلاح صناعة مكلفة تحتاج إلي تعاون دول وشركات مختلفة، وتحاول أن نحقق أكبر قدر ممكن من التصنيع المحلي لمكونات السلاح والذخيرة بما يحقق الاكتفاء الذاتي خطوة بخطوة. بمناسبة تقلدك منصب وزير الإنتاج الحربي، وكنت قائدًا للقوات الجوية.. هل نجد اهتمامًا أكبر بتصنيع الطائرات؟ الإنتاج الحربي في مصر ينقسم إلي شقين: وزارة الإنتاج الحربي بمصانعها وشركاتها، والهيئة العربية للتصنيع بما تضمه من شركات متخصصة في مجال تصنيع وإنتاج الطائرات.. وتصنيع الطائرة بالذات باعتبارها أكبر معدة عسكرية يحتاج إلي تعاون شركات كثيرة في إنتاجها، والهيئة العربية للتصنيع تنتج الطائرة 'K8' وهي إنتاج مشترك مع الصين ونحن نتعاون معهم ونسبة الإنتاج المحلي بلغت 98٪، ونحاول زيادة كم التعاون في مجال تصنيع الطائرات في مصر، وتصنيع أنواع جديدة من الطائرات بالتنسيق مع شركات عالمية، وهناك خطط ومفاوضات مع بعض الدول وفقًا لاحتياجات القوات المسلحة. البعد الاستراتيجي، هل نضع في عين الاعتبار أن التصنيع العسكري هو فقط مجرد لتأمين احتياجات القوات المسلحة، أم بالتأكيد نضع في الاعتبار أي متغيرات دولية من حولنا قد تؤدي إلي نشوب حرب في المستقبل وبالتالي فنحن في حاجة لتصنيع عسكري قادر علي الردع وليس مجرد تأمين الحدود والأوضاع في الداخل؟ التصنيع العسكري أساسه تلبيه احتياجات القوات المسلحة، لتكون قادرة علي الردع في جميع أسلحتها وفروعها، وبالتالي نحن نطور ونلبي احتياجات القوات المسلحة، وعيوننا علي العالم المحيط بنا وآخر ما وصل إليه من تطوير وتحديث ينعكس ذلك علي إنتاجنا وتسليحنا، وفي الوقت نفسه نحاول طرق الأسواق الخارجية، حتي نستطيع أن نفتح أسواقًا خارجية للإنتاج الحربي. هناك خطوات نحو دخول مصر مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. فما دور وزارة الإنتاج الحربي نحو تفعيل هذه الخطوة وعمليات التنسيق مع الجهات المختلفة؟ بعد الحديث عن الطاقة النووية، ومفاعل 'الضبعة'.. نسعي للاتفاق مع أي شركة لإنتاج المفاعل النووي حسب القدرات والإمكانات المتوافرة بوزارة الإنتاج الحربي. ومن المؤكد أننا سوف نشارك في مكونات أجزاء كثيرة لهذا المفاعل، وتصنيع أجزاء أخري داخل مصر.. وبالإضافة للطاقة النووية فمصر في احتياج للطاقة الشمسية، ومصر من البلاد الفريدة في العالم التي تتميز بسطوع الشمس في سمائها علي مدار العام، وبالتالي فالاتجاه المطروح الآن الطاقة النووية بجانب الطاقة الشمسية، ونحن كإنتاج حربي ننتج خلايا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية سواء للمنازل أو التجمعات المختلفة، ونتوسع في هذا المجال ولدينا عروض واتفاقيات في القريب العاجل للتوسع في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. في إطار عمليات التصنيع.. هل نحن قادرون علي تصنيع الأقمار الصناعية، من خلال وزارة الإنتاج الحربي ومصانعها المختلفة؟ الأقمار الصناعية تكنولوجيا جديدة، وأنا مؤمن بالعقول والقدرات والإمكانات التي نمتلكها وبقدرتها علي أن تشارك في تصنيع أكبر جزء من مكونات الأقمار الصناعية. ما إسهاماتكم في حل القضايا المجتمعية المختلفة؟ الإنتاج الحربي دوره الأساسي تلبية احتياجات القوات المسلحة، وهذا لا يمنع من إسهاماتنا في خطط التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية للدولة، ولدينا فائض طاقة في شركات ومصانع الإنتاج الحربي نستغلها للإنتاج المدني في خطط التنمية في المجتمع، من إنتاج مصانع تدوير القمامة المنتشرة علي مستوي الجمهورية، وننتج المخابز نصف الآلية والمليونية، كما ننتج 4 آلاف أنبوبة بوتاجاز يوميًا، من إنتاج محلي يبلغ من 8 إلي 10 آلاف أنبوبة يوميًا، وهناك مصنع بنها ينتج 'اللمبات الموفرة'، والمساهمة في النهوض بالعملية التعليمية وتطوير المدارس الفنية، وهناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ولدينا معهد متخصص مزود بمعدات فريدة من نوعها لتدريب الكوادر الفنية، وتوفير ما يحتاجه البيت المصري من أجهزة وأدوات منزلية وبسعر مناسب، وعمومًا فنحن نساهم في حل جميع المشكلات التي تواجه المجتمع. ما الخطوات التي اتخذتموها لتحسين أوضاع العاملين في ظل الاضطرابات التي يشهدها عدد من المصانع والشركات وزيادة مطالب العاملين بهذا القطاع؟ لو نظرنا إلي المرتبات في خلال العام ونصف العام من الفترة الماضية لوجدناها تضاعفت، والحوافز الشيء نفسه، وبعض الحوافز نربطها بالإنتاج فكلما زاد الانتاج زادت الحوافز.. منذ يناير 2011 قمنا بتعيين ألف عامل. وماذا عن تعيين أبناء العاملين؟ هناك خطة لتعيين أبناء العاملين فحسب ونقوم بتعيين كل فترة مجموعة علي حسب احتياجاتنا، ونحن في حاجة إليهم، وهناك أجيال كبرت في السن لديها خبرات لا تعوض، ولابد من إحلال جيل من الشباب مكانهم، واكتساب الخبرة منهم. ولكن تردد أن هناك قرارًا صدر بوقف تعيينات أبناء العاملين؟ هذا ك - لام غير صحيح بالمرة.. وكما قلت سابقًا نحن في حاجة إليهم، وسوف نقوم بتعيينهم علي مراحل وفترات، خاصة إذا علمت أن ما وصل من طلبات بلغ 4 آلاف طلب تعيين ومن الصعب تعيينهم دفعة واحدة، ولابد أن تكون هناك موارد مالية لكي أستطيع تعيينهم جميعًا، وقمنا بتعيين مصابي الثورة، وذوي الاحتياجات الخاصة. وماذا عن الأندية؟ هناك مخطط للنهوض بالأندية التابعة للإنتاج الحربي، والاستفادة منها أكبر استفادة. والتسويات تم الانتهاء من أزمة التسويات وحلها علي مستوي الشركات والمصانع، وممكن أثناء عمليات التسوية تظهر حالات فردية الحل الخاص بها غير ملائم، فتدرس مرة أخري العمل علي حلها بالطريقة المضبوطة والملائمة، وأستطيع أن أقول بصدق إن جميع التسويات تم حلها بالشكل الذي ينصف العاملين ويحقق لهم أكبر قدر من الاستفادة.