بدأ العد التنازلي لإطلاق أول طائرة بدون طيار.. كان ذلك أول بشائر حوارنا مع الفريق حمدي وهيبة رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع موضحاً أن مصر لديها خبرات رجالها في هذا المجال أهلها إلي هذه المرحلة فالتصنيع الحربي هو نقطة الانطلاق الحقيقية للسوق العربية المشتركة. وأن إنشاء مصر لأول مفاعل نووي متطور يعد فرصة ذهبية لإنعاش الصناعة المصرية من خلال زيادة نسبة التصنيع المحلي فيها، كما أكد أن الهيئة تقوم بإنتاج العديد من أنظمة التسليح والطائرات الهليكوبتر والعربات العسكرية وكذلك طائرات التدريب K8 (بالاشتراك مع الصين) لتصنيعها وتسويقها بالمنطقة . إضافة إلي إجراء عمرتي الجسم والمحرك وتم الاتفاق معهم أن نكون مركز الخدمة الرئيسي لصيانة الطائرات في أفريقيا والشرق الأوسط وتم إرسال مجموعة من المهندسين المصريين للتدريب علي تصنيع الطائرة بدون طيار وتم التوقيع علي عقد أول 18 طائرة ، وأوضح التصدير للمنتجات العسكرية يخضع للقرار السياسي، وأن الهيئة مستمرة في أداء دورها الأساسي في توفير احتياجات قواتنا المسلحة من الأسلحة والمعدات الحربية وخدمة القطاع المدني. ❊❊ سيادة الفريق: ما هي أبرز الصناعات التي تقدمها الهيئة؟ الهدف الرئيسي لإنشاء الهيئة تلبية مطالب القوات المسلحة (التي تمثل 35٪) والدول العربية والدخول في مجال الإنتاج المدني استغلالاً للطاقة الفائضة وبذلك أصبح للهيئة نشاطان هما الإنتاج العسكري والمدني. العسكري يتركز في تنمية وتطوير الصناعات الحربية من المدفعية الصاروخية عيار 122، وصاروخ عين صقر للدفاع الجوي والصواريخ المضادة للدبابات والقواذف والنظم الصاروخية لفتح الثغرات في حقول الألغام ونظماً محملة علي عربات لنثر الألغام المضادة للدبابات أتوماتيكياً وفي صناعة الطائرات انتخبت الهيئة العديد من الطائرات مع الشركات العالمية مثل الطائرة الجمهورية والتوكانو والألفاجت والهليكوبتر الجازيل وأخيراً طائرة التدريب المتقدم K8-E بالتعاون مع الصين بتصنيع محلي يصل إلي 95٪ في الهيكل فضلاً عن عمرة هيكل الطائرة وإجراء العمرات وإصلاح محركات الطائرة بمختلف أنواعها وتصنيع المركبات المدرعة وناقلات الجند المدرعة فهد .. وتم تصديرها للعديد من الدول العربية واستخدمتها قوات حفظ السلام المصرية في البوسنة والصومال وتخدم حالياً في القوات المسلحة والشرطة وأنتجت الهيئة حوالي 17 ألف عربة عسكرية من طرازات الجيب الحربي والبيك-أب والعربة الجيب TJL والعربة J8 ، وتوجد فرص عالية لتصدير إنتاجها للدول العربية في مجال الصناعات الإلكترونية نصنع المجمعات الإلكترونية للطائرات والرادارات الضفائر الكهربائية لمختلف الاستخدامات. أما الإنتاج المدني من خلال فائض طاقة الهيئة لدعم القطاع المدني بحوالي 65٪ في كافة الوزارات ومن أكثرها وزارة الإسكان ونفذت الهيئة أكثر من 200 محطة تنقية مياه الشرب وتحلية مياه البحر ومياه الآبار ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي بمبلغ يصل إلي 600 مليون جنيه سنوياً، وللمحافظة علي البيئة صنعنا أنظمة الاحتراق النظيف للقمائن الطوب والأفران والمسابك والغلايات وساهمنا في حل مشكلة السحابة السوداء بإنشاء مصنعين بالشرقية لإنتاج السماد العضوي من قش الأرز والمخلقات الزراعية وإنتاج منظومة حفظ وتداول الحبوب بتصنيع شفاطات وصوامع الغلال وكذلك حضانات الأطفال المبتسرين وخلاط الأسمنت المزود بمولد للطاقة الكهربائية مع إنتاج أثاث المنازل والفنادق والقري السياحية والمكاتب وتعاون الهيئة مع وزارات الاتصالات والمالية والتربية والتعليم والصحة بتوريد حواسب وآلات طباعة بالإضافة لأجهزة التليفزيون والاستقبال من الأقمار الصناعية والسنترالات الرقمية وإنتاج سيارات الركوب وتجهيز سيارات النقل الثقيل من مكتب بريد مستقل وتحصيل فواتير كهرباء ومياه ومنفذ بيع لحوم وسيارات الإطفاف والانقاذ والإسعاف ونقل الأموال. ❊❊ مشاكل السكة الحديد وعرباتها وقطاراتها في مصر لاتنتهي ما الدور الذي تقوم به الهيئة للنهوض بذلك؟ قامت الهيئة بتلبية العديد من احتياجات الهيئة القومية لسكك حديد مصر من إنتاج وتطوير عربات الركاب العادية والمميزة والمكيفة بكافة أنواعها والعربات الطوالي المميزة والضواحي وكذلك عربات القوي اللازمة للإنارة بالإضافة إلي كافة أنواع عربات البضاعة هذا بجانب العربات ذات المواصفات الخاصة والتي تطلبها الجهات المعنية بالدولة مثل القوات المسلحة ولدي الهيئة 5 مصانع تعمل في هذه المجالات ونتعاون مع 70 مصنعا محليا لتوريد المكونات الداخلية وتقوم الهيئة بتصنيع مثبتات القضبان وأطقم الفرامل. ❊❊ إلي أي مدي تساهم الهيئة في النهوض بدعم وتطوير مترو الأنفاق؟ يقوم مصنع سيماف بتلبية احتياجات الهيئة القومية للأنفاق وهيئة النقل العام من وحدات الترام ومترو الأنفاق كما يشارك في المناقصات العالمية لتصنيع عربات السكك الحديدية في عدد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية وفيما يتعلق بعربات الترام هناك تعاقد لتوريد 88 وحدة لترام المدينة المميز بالإسكندرية بتكلفة 300 مليون جنيه فتكلفة العربة الواحدة 3 ملايين جنيه، بدأ المصنع في تغيير المرحلة الأولي من توريد 15 وحدة أخري بتكلفة 240 مليون جنيه يقوم مصنع سيماف بتنفيذ 7 قطارات للمرحلة الثانية من الخط الثالث لمترو الأنفاق بتكلفة 118 مليون جنيه، و4 قطارات للمرحلة الثالثة من الخط الثالث بتكلفة 16 مليون جنيه، مما يحقق وفراً يصل للثلث تقريباً من تكاليف استيراد العربة. ❊❊ الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد بالتأكيد أثرت علي الهيئة، ماهي الوسائل والخطط للخروج من آثارها السلبية؟ الموارد التي كانت تأتي من الاستثمارات تقدر ب6 مليارات دولار توقفت مع مطالبة العاملين بالدولة بزيادة الأجور مع المظاهرات فضلاً عن التمويل المخصص للوزارات في الميزانية عن الخطط بعد الموازنة علي تقديرات السنة الماضية انخفض مع محاولة الدولة توفير الدعم والتمويل مشيراً إلي أن مديونية الحكومة زادت لأن الهيئة عندما تنفذ مشروعات لاتأخذ الأموال بطريقة فورية وتظل مديونيات والسنة الماضية خرجنا ب2 مليار و100 مليون جنيه مديونية علي الجهات الحكومية وحتي الآن لدينا خطة متابعة شهرية للتحصيلات من الجهات والقروض بالسحب علي المكشوف حمل الهيئة 73 مليون جنيه فوائد ووصلت المديونية 2.1 مليار جنيه مع الركود التام بأسواق السيارات والأخشاب. ❊❊ الهيئة أعلنت استعدادها في انشاء أول محطة نووية مصرية بالضبعة من خلال خياراتها لتأكيد التصنيع المحلي فيها فما الموقف الآن؟ إعلان غير دقيق فوزارة الكهرباء تعاقدت مع استشاري المشروع وهي شركة استرالية لمدة 12 عاما وتم وضع الشروط العامة للمناقصة تمهيداً لنشرها دولياً وما نأمله كمصنعين مصريين ماكان مخططاً بداية الثمانينيات أيام المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق لكي يصل التصنيع المحلي بها لنحو 70٪ وتم الدفع بالدراسات الدقيقة التي قام بها الدكتور علي الصعيدي وزير الكهرباء والصناعة الأسبق وأي محطة نووية سينفق عليها من أموال الشعب المصري مايترواح بين 12 إلي 13 مليار دولار خلال سنوات إنشائها وعدم حصول السوق والصناعة المصرية علي نصيب عادل من هذا المبلغ يعد خطأ فادحا. ❊❊ هل مصر تمتلك القدرات المحلية بالمعايير الدولية والجودة العالمية لإنشاء المفاعلات النووية؟ ولدينا ما لايقل عن 40٪ من قدرات إنشاء هذه المفاعلات والمشروع يستغرق نحو 10 سنوات تنفق فيه ملايين الدولارات يجب ضخ جزء كبير منها لإنعاش الاقتصاد المصري، كما أن قواعد البيانات التي أعدها د.علي الصعيدي وزير الكهرباء والطاقة الأسبق يعرف فيها كل صغيرة وكبيرة من الأجزاء التي تتطلبها المحطة ومدي توافرها في الصناعة المحلية وفي أي جهة أو أي مصنع وهو مايتطلب الزام مجموعة الشركات المنفذة بنسبة تصنيع محلي محددة وعالمية. ❊❊ لماذا تنشئ الهيئة العربية للتصنيع محطة للطاقة الشمسية مادامت ستبني المفاعل النووي الأول؟ المفاعل النووي سينتج طاقة هائلة ستستخدم للتصنيع وإنتاج الكهرباء وسيستغرق بناؤه سنوات تمتد لعشر سنوات في حين أن المحطات الشمسية التي شاركنا الجانب الأسباني في أول محطة منها تستغرق عدة أسابيع لتوصيل الكهرباء للأماكن النائية التي لم تصلها الشبكة الموحدة التعرف علي هذه التكنولوجيا المتطورة مع الملاحظة أننا نقوم بتصميم المحطة فقط ولا نقوم بإنتاج مكوناتها. ❊❊ كيف ننهض بالصناعة المصرية وماذا ينقصها؟ توجد 24 شرطاً لإحداث نهضة صناعية في مصر.. فلا يكفي أن نملك مصانع وعمالاً مهرة لإحداث صناعة ونهضة وإلا أصبح لدينا عضلات فقط بدون مخ أي بدون مراكز للتصميم والابتكار والتطوير ونحتاج إلي أساسيات مهمة جداً منها وجود قاعدة معلومات كاملة عن الصناعة المصرية وتوزيعها الجغرافي بقطاعاتها المتنوعة بعدد العاملين فيها والورش المساعدة لها حتي مايطبق عليه ورش بير السلم وهي في الحقيقة ورش منزلية يمكن تطويرها بمساعدات فنية بسيطة وتدريب تحويلي مثلما فعلت الصين وبجانب هذا لابد من تطوير التعليم الفني الصناعي لأننا خلال 10 سنوات قادمة سنكون في أمس الحاجة اليه مع مساعدة القطاع الخاص علي إنشاء مثل هذه المدارس علي غرار ألمانيا واليابان والبرازيل مع وجود رؤية شاملة وحلم نسعي لتحقيقه حتي تصبح الصناعة أحد أهم مصادر الدخل القومي. ❊❊ الهيئة تنتج العديد من الأنظمة المختلفة من العربات والسلاح والطائرات الهليوكوبتر من طراز جازيل و K8 لماذا التركيز عليها؟ لدينا أربعة مصانع هي الوحيدة في مصر بعيداً عن القوات الجوية وورش مصر للطيران التي تمتلك ورشة محركات لطائرات الركاب ونحن أول من بدأ صناعة الطائرات بدون منافس ويوجد مصنعان بالهيئة في هيكل وجسم الطائرة الآن في الطائرات ثابتة الجناح سواء المقاتلة أو النقل موضحاً أن تكلفة العمرة تترواح مابين 150 إلي 250 ألف دولار. ❊❊ إلي أين وصل برنامج تصنيع الطائرة الفنية K8 وماذا عن حقيقة المفاوضات مع روسيا والصين لتصنيع وإنتاج مقاتلات وطائرات هليكوبتر؟ تم الانتهاء من البرنامج وتعاقدت الهيئة مع القوات الجوية وشمل العقد الأول تسليم 120 طائرة والعقد الثاني 80 طائرة ودخلت الهيئة في مشروع العمرة للجسم والمحرك وهذا يزيد من عمر الطائرات التي سلمت للعقد الأول مشيراً أن لديه أملا أن الدول العربية الأفريقية تطلب هذه الطائرات وندخل في التصنيع لصالح دول أخري وتم العد التنازلي في صناعة طائرة بدون طيار بنسبة 100٪ بصناعة مصرية. ❊❊ بعد مرور 38 عاما علي انتصارات اكتوبر ماذا تتذكر؟ كنت برتبة رائد معار لدولة ليبيا ومتابعاً لكل الأحداث علي أرض سيناء متسائلاً هل سوف تحدث حرب وننتصر علي العدو الإسرائيلي بعد تعليته لخط بارليف المنيع يوماً بعد يوم وانتصار السادس من اكتوبر عام 1973 العاشر من رمضان سيظل محفوراً بآيات من نور في ذاكرة التاريخ لأنها قلبت موازين الكثير من الدول العسكرية فالجندي المصري سطر بطولات عظيمة خلال معارك أكتوبر أذهلت العالم ولعل في ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه استوصوا بمصر خيراً لأن جندها خير أجناد الأرض كما سجل التاريخ شهادة القادة من براعة ومهارة وكفاءة القائد والجندي وخير مثال علي ذلك محمد عبد العاطي عطية صائد الدبابات الذي أسقط 33 دبابة وثلاثة مدرعات من بينها دبابة عساف ياجوري قائد سلاح المدفعية الإسرائيلي بصاروخ مصري الصنع وأكد الفريق وهيبة أننا نحتاج الآن إلي روح أكتوبر لإعادة الثقة في نفوس الشعب المصري.