الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي يفتح قلبه ل "المساء" في حوار صريح جداً ويجيب عن العديد من التساؤلات. سيد مشعل الوزير الذي تحدي الصعاب والعقبات بإرادة صلبة اكتسبها من الحياة العسكرية التي نشأ عليها فهو لديه قدرة كبيرة علي مواجهة وتحدي المستحيل ومنذ توليه مسئولية وزارة الإنتاج الحربي اتخذ قراراً بتحطيم المستحيل وهو ما يردده دائماً وما يخطط له هو حلم يحتاج إلي قدرات خارقة لتحقيقه علي أرض الواقع وبروح المقاتل التي بداخله اقتحم معركة التحدي وانتصر فيها وأصبح الحلم حقيقة ليشهد الإنتاج الحربي منذ توليه انجازات ونجاحات ونهضة شاملة في كل المجالات. لم يقتصر نجاح الدكتور مشعل داخل وزارة الإنتاج الحربي بل دخل معركة وتحدياً آخر في حلوان ومنذ اختياره نائبا لمجلس الشعب في حلوان خلال دورتين متتاليتين شهدت حلوان العديد والكثير من الانجازات شعر بها ولمسها كل مواطن في محافظة حلوان. حلوان التي تعتبر الإنتاج الحربي رمزاً عظيماً من رموز مصر الوطنية.. كما وصفها مشعل قائلا: محافظة حلوان هي احدي محافظات مصر المهمة وإحدي قلاعها الصناعية والتي لها دور بارز في تقديم الجهد والعرق في المصانع الحربية المختلفة لدعم قواتنا المسلحة في الحرب والسلم.. فجميع ابناء حلوان عمالها ومهندسيها وفلاحيها وجميع طوائفها ضربوا المثل والتضحية والفداء والوطنية. قال: بصفتي نائبا عن حلوان ووزيراً للإنتاج الحربي اشعر بالحب والانتماء لهؤلاء الشرفاء وابذل قصاري جهدي لخدمتهم وتلبية احتياجات هؤلاء البسطاء ونحن جميعاً كمسئولين ننفذ خطة الرئيس مبارك الذي ينحاز دائماً للبسطاء ومحدودي الدخل فهم في قلبه ووجدانه لنصرة هذا المواطن الذي قدم الكثير لوطنه من تضحية وفداء ونكران للذات. كانت هذه بداية حوار مهم.. مع شخصية وطنية مهمة.. وتالياً ما طرحناه من أسئلة واجابات د. مشعل: * سيادة الوزير نود إلقاء الضوء علي مسيرة الإنتاج الحربي ورؤيتكم لهذه المسيرة التي شهدت الكثير في الفترة الأخيرة؟! * * بداية أود التأكيد علي نقطة مهمة للغاية فإن قرار انطلاق نهضة الإنتاج الحربي وتطويره وتحديثه حتي أصبح بهذه الصورة المضيئة حاليا.. جاء بدعم من الرئيس مبارك وقراراته وبمتابعته وتشجيعه واهتمامه الكبير للارتقاء بهذا الصرح الوطني العملاق والذي ولد عملاقاً منذ إنتاج أول طلقة ذخيرة عام 1954 واستمرت مسيرة الإنتاج الحربي وكان له دور كبير في الحروب التي خاضتها مصر في أعوام 56 و67 والاستنزاف و.1973 أضاف أن وزارة الإنتاج الحربي تضع كل إمكانياتها لتلبية احتياجات القوات المسلحة من كافة أنواع الذخائر بجانب المعدات الحربية والاسلحة المختلفة.. وتشارك في خطط الدولة للتنمية الشاملة. أكد أن المصانع الحربية كان لها دور بطولي رائع في حرب الاستنزاف حيث واصل عمالها البواسل الليل بالنهار في ورديات متلاحقة طوال فترة إعادة بناء الجيش المصري بعد يونيو 1967 وتعاون المهندسون والعمال معاً وقدموا العديد من الابتكارات التي كان لها دور فعال سواء في الطائرات أو المدافع أو الذخائر وكافة المعدات والأسلحة لامداد القوات المسلحة حتي جاء اعظم انتصار للعسكرية المصرية عام .1973 وإنه لشرف عظيم لي أن انتمي للجيش المصري وأن اكون ضمن أبنائه البواسل وشاركت مع رفقاء السلاح في حربي الاستنزاف و1973 وكنت وقتها برتبة رائد بسلاح الحرب الكيماوية واخدم في إحدي القواعد الجوية. إنني اتذكر تلك اللحظات والأيام المجيدة والمضيئة في تاريخ العسكرية المصرية والشعب المصري العظيم فننا لم نتردد لحظة جميعاً من قادة وضباط وجنود علي تقديم أرواحنا فداء للوطن. لهذا فإننا لا يمكن ان ننسي دور عمال الإنتاج الحربي الذين قدموا الجهد والعرق وواصلوا الليل والنهار من أجل قواتهم المسلحة ونصرة الوطن ولا ينكر جهد وعطاء الإنتاج الحربي إلا كل جاحد فالإنتاج الحربي جزء رئيسي من نسيج مصر واقتصادها القومي الذي شهد طفرة كبيرة جعلت الإنتاج الحربي في طليعة الوزارات وقطاعاته المختلفة والتي كانت سبباً لنظرة الجميع له باحترام وتقدير لدوره الرائد في كافة المجالات والقطاعات. قال مشعل إن حجم إنتاج قطاع الإنتاج الحربي بلغ 4 مليارات جنيه العام الماضي وأن الاستثمارات تجاوزت ال 12 مليار جنيه مشيراً إلي أن الإنتاج الحربي يسعي جاهداً خلال الفترة القادمة نحو مزيد من التطوير والتحديث وإنشاء قلاع صناعية جديدة لفتح آفاق جديدة في مستقبل هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي لصالح هذا الوطن والقوات المسلحة. * سيادة الوزير: ماذا عن التطوير والتحديث الذي شهده الإنتاج الحربي؟! * * لقد شهد الإنتاج الحربي خلال الفترة الأخيرة تطويراً وتحديثاً شاملاً علي كافة المستويات سواء في الكم أو الكيف ونحرص علي تطوير منتجات الإنتاج الحربي سواء الحربية أو المدنية ونواكب آخر تكنولوجيا الصناعة في المجالين ونسعي بكل جهد وتميز لتوفير احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة والذخائر ولا نتواني عن تلبية مطالب التنمية الشاملة في الدولة. فالإنتاج الحربي يشارك في خطط التنمية الشاملة للدولة ليشكل منظومة متكاملة مع القوات المسلحة للمحافظة علي أمن وأمان وسلام واستقرار مصر ونحن لدينا طموحات كبيرة في التصنيع الحربي لخدمة خطة التنمية الشاملة للدولة كما أنشأنا مصنع درفلة الصلب وسيظل عطاء الإنتاج الحربي لصالح الوطن ولم ولن يتوقف فلقد ساهم وشارك في حل جميع الازمات التي شهدتها الدولة في الفترة الأخيرة أبرزها أزمة رغيف الخبز حيث قمنا بإنشاء مجمعات عملاقة لإنتاج الخبز في كل المحافظات وإنشاء مجازر للرؤوس الحية في بورسعيد والسويس وأسيوط والفيوم. * سيادة الوزير: ماذا عن تعاون الإنتاج الحربي مع الوزارات المختلفة؟! * * الإنتاج الحربي يقوم بدعم أعمال الوزارات المختلفة وأبرزها توفير مشروعات كبيرة ومحطات تحلية المياه ومعالجتها ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وعدادات المياه واللمبات الموفرة للطاقة وعدادات الكهرباء الذكية لوزارة الكهرباء وتطوير المدارس وامدادها باحتياجاتها وتطوير التعليم الفني بإنشاء مجمعات مدارس التعليم الفني. ويعد الإنتاج الحربي الرائد في هذا المجال بما لديه من إمكانيات صناعية هائلة واكبر مثال علي ذلك المدرسة الفنية بحلوان فهي رائدة حيث حصل خريجوها علي المراكز الأولي علي مستوي الجمهورية و هناك اتفاق مبرم مع وزارة التعليم العالي علي دعم التعليم الفني وخاصة مع تواجد معهد فني متميز بجانب المدرسة الفنية. ونستعد خلال المرحلة القادمة لإفتتاح جامعة فنية لاستكمال مجال التعليم الفني علي أعلي مستوي تقني وعلمي متميز. و لدينا منظومة متكاملة للبحث العلمي وعلي أعلي مستوي حيث جمعنا المراكز المنفصلة للبحث العلمي بكل مصنع وشركة وقررنا تجميعها في مركز واحد وهو مركز التميز العلمي بمدينة السلام والذي شرف بافتتاح الرئيس مبارك له عام .2005 و الإنتاج الحربي يضم كوادر علي أعلي مستوي في البحث العلمي ويكفي أن اقول لك أن لدينا أكثر من 180 مهندساً يحملون الدكتوراة والماجستير بجانب ما بعد الدكتوراة ولا نتواني عن ايفاد ابنائنا إلي أكبر الدول بحثيا وعلمياً للحصول علي الدرجات العلمية من الخارج لمواكبة التكنولوجيا الصناعية علي مستوي العالم . ووضعنا نصب اعيننا أن نستغل هذه القدرات بما يعود علي الإنتاج الحربي بالفائدة وأيضاً علي السوق المحلي والمواطن بالخير لذلك نتعاون مع الكثير من الشركات العالمية في اتفاقيات دولية لإنتاج سلع تنافس السوق المحلي والمنتج العالمي وادخلنا صناعة التكييفات كما ننتج ثلاجات وغسالات عالمية بمصانعنا وننتج عربات الاطفاء الصغيرة التي تناسب الشوارع الضيقة لصالح وزارة التنمية المحلية فهدفنا هو التخفيف عن كاهل الدولة والمواطن. * * فمهمتنا الرئيسية هي توفير احتياجات ومستلزمات القوات المسلحة والذخائر بأعلي درجات التكنولوجيا في العالم لأن ذلك يرتبط بسيادة الأمن القومي لمصر وكما قلت نحن لدينا قدرات صناعية وإنتاجية تفوق بمراحل المهمة الرئيسية فكان لابد من التفكير في استغلالها بشكل يخدم الاقتصاد القومي والوطن فنستغل طاقاتنا الإنتاجية في توفير ما تحتاجه عملية التنمية والمشروعات القومية للدولة وتوفير احتياجات الوزارات المختلفة حيث قمنا بتقديم القاطرات الحديثة ذات الكفاءة الكبيرة للسكة الحديد بإجمالي 40 قاطرة وصلت أستثماراتها إلي 750 مليون جنيه للمشاركة في تطوير السكة الحديد كماوفرنا 240 محطة صرف صحي خلال الخطة الخمسية الأخيرة ونتعاون مع وزارتي الداخلية والتربية والتعليم وتوفير حاسب لكل معلم وتلميذ والتعليم العالي والجامعات ووزارة الري قدمنا لها أنظمة ري حديثة كما نتعاون مع وزارة البيئة قمنا بتوفير مصانع معالجة المخلفات الصلبة والتي نجحت نجاحا كبيراً في القضاء علي تلال القمامة في العديد من المحافظات ونتعاون مع وز ارة الكهرباء والصحة وبلغ إجمالي ما تم استثماره وتوفيره احتياجات ومستلزمات إلي 29 مليار جنيه في العشر سنوات الأخيرة ولقد ساهمنا ب 12 مليار جنيه في المشروعات القومية والتنمية الشاملة للدولة وأمامنا المزيد لنقدمه في الفترة القادمة لصالح الاقتصاد الوطني. * سيادة الوزير: تحدثت عن التنمية البشرية من تدريب وتأهيل ولكن اين وصل دخل العامل وما مدي ما يتمتع به من امتيازات في هذا الصرح العملاق؟ * * نحن نتبع سياسة خاصة جداً في هذا المجال ويعرفها تماماً جميع العاملين في الإنتاج الحربي هي العطاء علي قدر العمل وطالما هناك انجاز وتطوير فلابد ان يستفيد العامل بانجازه واخلاصه ولقد نجح الإنتاج الحربي في تحقيق طفرات اقتصادية رائعة حيث تجاوز معدل النمو إلي 15% رغم وجود أزمة مالية عالمية وبلغ حجم الإنتاج 4 مليارات جنيه منها 8.1 مليار جنيه للمنتجات المدنية لهذا فلقد وصل دخل العامل السنوي لأكثر من 25 ألف جنيه بالإضافة إلي مجموعة من الامتيازات وزيادة البدلات مثل بدل المصانع وزيادة بدل الوجبات لتصل إلي 30% وزيادة العلاوة التشجيعية إلي 7% هذا بجانب حصول العامل بالإنتاج الحربي علي أكثر من 12 شهراً كحوافز سنوية وفي الاعياد والمناسبات القومية والوطنية. مؤكداً أن متوسط دخل العامل سوف يزيد خلال الفترة القادمة هذا بجانب الارتقاء بالجانب المعنوي والترفيهي والثقافي والرياضي حيث شيد الإنتاج الحربي أكثر من 16 نادياً للعاملين وأسرهم وتطوير نادي ركن فاروق علي ضفاف النيل بجانب مصايف راقية في جميع المدن الساحلية ورعاية طبية علي اعلي مستوي ممثلة في وسائل مختلفة ابرزها المركز الطبي المتخصص بحلوان وهو صرح عملاق في حلوان يخدم العاملين وأسرهم ويخدم أهالي محافظة حلوان بالإضافة لتكريم المتميزين من العاملين والشركات ماديا وعينيا ومعنويا في عيد الإنتاج الحربي والاحتفال بالأمهات المثاليات في الإنتاج الحربي وحلوان ونحن لا نبخل مطلقاً علي ابنائنا المخلصين. * لكن ماذا عن تصنيع السلاح وعمليات خلق آفاق جديدة في التعاون مع الدول؟ * * نحن لسنا تجار سلاح ولا نبيع الأسلحة لأحد ومهمتنا الأساسية والرئيسية هي توفير السلاح المتقدم لصالح قواتنا المسلحة بما يساهم في حماية الأمن القومي لمصر فإن مصر ستظل هي القوة الدائمة وصمام الأمان لأمتها العربية مهما حاول المزايدون ولهذا فإن قطاع الإنتاج الحربي يحرص علي استمرار قوة مصر وتلبية نداء الوطن والقوات المسلحة. نحن لدينا قدرات هائلة لتصنيع الدبابات الحديثة والمدافع الثقيلة والذخائر بكافة أنواعها. وفي عام 2012 سننتهي من نقل المصانع التي تشكل خطورة بتواجدها في المناطق السكنية المزدحمة بالسكان إلي خارج الكتل السكنية في مجمع مبارك للصناعات الدفاعية والذي تم اقامته علي مساحة 500 فدان بصحراء بلبيس وسيتم افتتاحه قريباً عام 2011 ويضم 28 مصنعاً وسيتم الانتهاء نهائياً من مجمع مبارك للصناعات الدفاعية في عام 2014 حيث يتم حالياً العمل في إنشاء 34 مصنعاً جديداً لنطبق أحدث تكنولوجيات العالم للصناعات الحربية والمدنية. وأنا فخور وسعيد بعمال الإنتاج الحربي لما وصل إليه من معدلات الأداء في الإنتاج حيث ارتفعت إنتاجية العامل من 107 آلاف جنيه إلي 117 ألف جنيه سنويا فان الإنتاج الحربي لا يتوقف عن التطوير والتحديث من أجل مسيرة تقدم ونهضة الوطن.