بدأت ظهر اليوم الأحد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الثلاثين بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورؤساء الدول الأفريقية. وتناقش الدورة العادية للقمة الأفريقية التي تعقد تحت شعار (الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا) ؛ لمناقشة جهود مكافحة الفساد والإسراع بتنفيذ مشروعات التنمية في القارة. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد قد دعا خلال الاجتماعات التمهيدية للقمة إلى التخلص من عبء الفساد الذي يثقل كاهل الملايين من سكان القارة الأفريقية نساء ورجالا وشبابا .. كما دعا رئيس المفوضية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين وهياكل الاتحاد الأفريقي وباقي الفاعلين إلى العمل معا لمكافحة الفساد سنة 2018 وما بعدها ملاحظا أن عبء الفساد يطال الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع على وجه التحديد. وأوضح رئيس المفوضية أن شعار هذه الدورة من القمة يبرز حجم الهدف الثالث في أجندة 2063 حول تطوير أفريقيا الذي يسعى لنشر ثقافة الحكم الرشيد والقيم الديمقراطية والمساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان والعدالة وسلطة القانون ، فيما يقر الهدف الرابع بأن هذه القيم والمبادئ شروط مسبقة ضرورية لبناء قارة يسودها السلام وتخلو من النزاعات، وأكد في ملاحظة حول محور الاتحاد الأفريقي لسنة 2018 أن "الفساد يقتل المواطنين بالفعل. واعتبر أن الفساد أصبح مزمنا، إذ يؤثر يوميا في حياة الناس، ابتداء من الطرق المنجزة بصورة رديئة ووصولا إلى عدم الاستفادة العادلة من الرعاية الصحية والأدوية مرورا على الإجرام والعنف في القرى وعبر الحدود، وغيرها من الآفات الاجتماعية. ومن المقرر أن تطلق مفوضية الاتحاد الأفريقي "السوق الأفريقي الموحد للنقل الجوي" - أحد أبرز مشاريع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي ، الذي سيتيح المزيد من الفرص للارتقاء بالتجارة والاستثمارات العابرة للحدود في مجالي الإنتاج والخدمات بما يشمل السياحة مما سيسمح باستحداث عدد إضافي قدره 300 ألف من فرص العمل المباشرة ومليوني فرصة عمل غير مباشرة والمساهمة بشكل كبير في اندماج القارة ونموها الاجتماعي والاقتصادي بالإضافة إلى 8 ملايين فرصة عمل يوفرها قطاع الطيران في القارة الأفريقية. ومن المنتظر أن يتبنى الاتحاد الأفريقي خلال قمته الحالية مسعى متجددا من الدول الأفريقية يهدف للتعجيل بنشر خدمة الإنترنت عالية التدفق من أجل تسريع التنمية الاقتصادية في القارة ، حيث من المقرر أن تناقش القمة قرارات لجنة فنية متخصصة تابعة للاتحاد حول تقنيات الإعلام والاتصال تركز على استخدام هذه التقنيات كأداة لتحقيق التنمية، وتنفيذ برنامج تطوير البنى التحتية في أفريقيا (بيدا)، مع تركيز خاص على كيفية تمكن البلدان الأفريقية من العمل مع وكالات الأممالمتحدة حول تنفيذ المبادرات المتعلقة بتقنيات الإعلام والاتصال. ويقترح الاتحاد الأفريقي ربط كل بلد أفريقي بما لا يقل عن كابلين بحريين مختلفين وتزويد البلدان المغلقة بطرق بديلة عن الخط البحري وتشمل البرامج الجاري تنفيذها في إطار "بيدا" الاستفادة من نقطة تبادل وطنية وإقليمية للإنترنت. وتنفق البلدان الأفريقية حاليا 65 مليون دولار أمريكي سنويا لربط مستخدمي الكمبيوتر في أفريقيا بخدمة الإنترنت في لندن، وفقا لمدير قسم مجتمع الإعلام بمفوضية الاتحاد الأفريقي مختار ييدالي الذي لاحظ أن هذا المبلغ يمكن مقاسمته بين البلدان الأفريقية. وتسعى خطة الاتحاد الأفريقي حول الإنترنت لحشد التزام وزراء تقنيات الإعلام والاتصال بالعمل مع وزراء النقل والطاقة لضمان نشر الألياف البصرية على امتداد البنى التحتية الإقليمية، كما يسعى الاتحاد الأفريقي لموائمة نسبة الطيف الرقمي في أفريقيا، بهدف ضمان استخدام أسواق القارة الصاعدة لتقنيات الإعلام والاتصال في الدفع بالنمو الاقتصادي. وكانت الجلسة الافتتاحية قد بدأت بعزف السلام الوطني للاتحاد الأفريقي، وأدى النشيد الوطني جوقة من الشباب الأفريقي.