على رصيف شارع رمسيس وفى طريقك إلى مسجد الفتح تصطف كتب لكبار الكتاب والمشاهير لا تقدر بثمن تباع بخمسة وعشرة جنيهات فقط نسبة قليلة جدا منها يتجاوز ال«100» جنيه تملأ الكتب جانبى الرصيف ويكون ذلك يوم الأحد نظرا لإغلاق المحلات حيث يعد يوم الأحد اجازة لهم فيقوم بائعو الكتب بفرش كتبهم أمام أبواب المحلات المغلقة اما باقى أيام الأسبوع فيحتل باعة الكتب الجانب الآخر من الرصيف فقط بإستثناء يوم الجمعة الذى يعد يوم عطلتهم الرسمية بعد أن صرح لهم ببيع الكتب بعد ثورة 25 يناير اما قبل الثورة فلم يكن مصرح لهم بذلك ، وتتنوع الكتب ما بين سياسة وفن وقانون ودين ورياضة وكتب تربوية وروايات اجتماعية. يقول سيد الطرابيشى فى الأربعين من عمره الشهير بأبو مريم أنا عاشق لمهنة الكتب وأعمل بها منذ كان عمرى 6 سنوات حينما كنت أساعد والدى الذى كان بائعا للكتب بمنطقة الأزبكية مضيفا «الكتاب صديق وفى على شمعة او عمود نور يستطيع القارئ أن يقرأ ويستفيد أما النت ووسائل التكنولوجيا الحديثة اذا تعرضت لعطل ما او لم يدفع صاحبها الفاتورة انقطعت الخدمة بعكس الكتاب الذى يدوم حتى آخر العمر خاصة كتب التراث موضحا أن أكثر الفئات التى تشترى وتتردد على المكان هم المثقفون الفقراء وغالبا يكونوا فوق سن الخامسة والعشرين وقد تعامل معه كبار المشاهير مثل وزير الثقافة حلمى النمنم والكاتب يوسف القعيد ومصدر كتبة من مخلفات المكتبات والمطابع ومخازن الكتب واحيانا من بعض الزبائن الذين يقومون ببيع كتبهم القديمة مشيرا إلى أن عشقه للمهنة جعله لا يفكر فى التربح منها وإنما يكفى مستوى معيشة كريم فهى رسالة أكثر منها أكل عيش. بينما يقول عم سيد أبو السعود ويبلغ من العمر 72 عاما «أنا بفرح لما شاب يجى يشترى كتاب مفيش حد دلوقتى بيشترى كتب هى الناس لاقية تاكل لما هتشترى كتب» الأعمار الكبيرة هم من يقومون بشراء الكتب أما نسبة الشباب التى تشترى الكتب فلم تتجاوز 5 % وسامح عاشور ومرتضى منصور جاءوا لشراء كتب من على الرصيف مضيفا أنه يعمل بمهنة بيع الكتب منذ أكثر من 27 عاما حيث بدأ حياته بعامل محارة ثم اتجه إلى مهنة بيع الكتب ولدية أربعة أبناء واحد منهم فضل العمل فى هذه المهنة، مشيرا إلى أنه يحقق منها دخلا يوميًا يتراوح ما بين 60 إلى 70 جنيها ومصدر كتبه من مرتجعات بعض دور النشر مثل دار الشروق والهلال ومن تجار الكتب والزبائن وسعر الكتاب يتراوح ما بين خمسة جنيهات إلى عشرة جنيهات فهى تعد أرخص من الكتب التى تباع فى معرض الكتاب باستثناء الكتب القديمة والتى تتراوح أسعارها ما بين «100 150» جنيها ولها زبونها الخاص حيث توجد نسبة من القراء تفضل هذا النوع من الكتب وأكثر الكتب التى عليها طلب هى كتب القانون والدين والسياسة . ويقول محمود مصطفى وهو شاب فى العشرينيات من عمره إنه ورث المهنة عن والده وجده تاجر الكتب والذى كان يمتلك مكتبة كبيرة لبيع الكتب وهى «مكتبة الطرابيشى» بالعتبة مضيفا «أنا بزعل لما مش بلاقى شباب بتشترى كتب لأن ده معناة أن مهنة بيع الكتب فى المستقبل مش هتكون مطلوبة رغم أن أسعار الكتب على رصيف رمسيس تباع أرخص كثيرا من مكتبات الكتب على سبيل المثال كتاب نهضة مصر للكاتب ثروت عكاشة وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء يباع فى المكتبات بسعر 1600 جنيه وبنبيعة هنا 600 جنيه ولو الزبون قالى اخده 400 جنيه هبيعه مشيرا إلى أن نسبة من يقومون بالقراءة قلت كثيرا فى العشر سنوات الأخيرة خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير وتعد كتب الدين والقانون من أكثر الكتب التى عليها طلب وكذلك بعض الراويات التى تفضلها البنات مثل «الفيل الأزرق و19, 19 وهيبتا».