وجه الأزهر الشريف نداءا للمصريين من ميدان التحرير جاء فيه " أناديكم بكل حب وإخلاص وولاء لمصر، أن تملكوا أمركم، وتحرصوا علي وَحدتكم، وتحفظوا وطنكم، وتفتدوه بكل غالٍ ورخيص، وتذكروا أرواح شهدائكم، وحاشا لأمة عظيمة كمصر أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا. وأضاف البيان "أنه في حياة كل أمة لحظات فارقة، وأحداث فاصلة، وأيام مشهودة، وقد عشنا معًا يوم الخامس والعشرين من يناير - من العام الماضي- بتاريخه الذي بهر العالم كله، وجعل أفئدة الشعوب تهوي إليكم وتقتدي بكم.. حتي نادوا جميعًا من عرب ومن عجم، ومن شرق ومن غرب بما ناديتم به بكلماته الفصحي بحروفه العربية، وسجّلتم بذلك في تاريخ العالم المعاصر مثلًا حيًا، وأنموذجًا فريدًا خالدًا". وأن "الأمم القوية الناهضة تبني علي ما أسّسته من أصول وقواعد وتضيف إلي ما حققته من مكاسب وأمجاد، ونحمد الله تعالي أن شعب مصر شعب واع، ذكي، مفتح العينين لا يملك أحد خداعه، أو تضليله بعد اليوم. وكل منا أيها الإخوة والأخوات مسؤول عن تحقيق أهداف الثورة، بل هو فداء لتلك الأهداف، ساع إلي استكمالها بإذن الله تعالي، ولن يسكت مصري بعد اليوم علي أي خروج علي مصلحة هذا الشعب أو العبث بمقدراته". واستطرد "اجعلوا من هذا اليوم مثلاً وذكري للعالمين، واعلموا أن الله سيشفي - بكم - صدور قوم مؤمنين ويخزي - بكم - الظالمين والمعتدين، فالعالم العربي والإسلامي - كله - يتطلع إليكم في هذا اليوم، والدنيا بأسرها ترقبكم وتنظر إليكم، فلتفاجئوا العالم من جديد بوحدتكم الرائعة، وروح ثورتكم السِّلمية الفريدة، وخذوا علي يد كل مخرِّب ومخدوع.. ووحِّدوا قواكم وامضوا علي طريق وطني واحد، لتبنوا مؤسسات الوطن الدستورية، وتصوغوا وثائقه الأساسية، بروح توافقية تراعي كل مكونات الوطن - دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء - وتضع الأساس الذي لا يهتز لدولة وطنية دستورية ديموقراطية حديثة، تقوم علي المساواة في المواطنة وسيادة القانون. بما يحفظ كرامة كل مصري يعيش علي هذه الأرض الطيبة". وأكد الأزهر علي أن هذا الكلام من القلب، وبدافع من الضمير والله خير الشاهدين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولن يتخلي عنا برحمته، وقد أذاقنا نعمته، نعمة الحرية والكرامة ولن نفرط فيهما أبدًا، ولن ننسي الذين صبروا طويلًا علي الحرمان، وسنمضي إلي مستقبل زاهر - بإذن الله - يليق بكنانة الله في أرضه. " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَي أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ".