'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية'.. من أجل ذلك قامت الثورة.. فهل تكون النتيجة، أن نجد من يقايضنا علي 'العيش'.. بالحرية، وأن نستبدل بدكتاتور فرد.. جماعة، تحاول أن تصبح أفضل منه بدفع 'سعر' أعلي لأرواحنا؟! ................. .. 'من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعًا'. هذا ما كتبه الله علي بني إسرائيل، الذين لم يتعلم منهم الجالسون علي مقاعد الحكم 'درس' احترام مواطنيهم.. ونتمني أن يفعلوا. من أجل جلعاد شاليط قامت حرب.. ومن أجل الاطمئنان علي ذلك الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس، أفرج الصهاينة عن عشرين أسيرة مقابل شريط فيديو يظهر فيه.. ..وأخيرا، وبوساطة مصرية 'فرحنا بها!' تم استبداله بأكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. استردوا جنديًا، وأعادوا لنا ألفا أو يزيد، فكسبوا احترام العالم وخسرناه نحن. فهل تستحق أمة لا تحترم مواطنيها، غير الإبادة..؟! مجرد أرقام هناك.. تقوم الدنيا ولا تقعد لو سالت قطرة دم من مواطن.. لو تم خدشه في صدام أو في معركة.. وهنا، يسقط عشرات الشهداء ويصاب المئات في أحداث شارع محمد محمود.. ونفرح بالانتخابات. بالضبط، كما فرحنا بكأس الأمم الأفريقية ودماء أكثر من ألف شهيد لم تبرد! انتخابات جاءت بنواب برلمان قيل لأحدهم: اوعي تفكر إن مجلس الشعب حاينفعك يا........والجملة بالكلمة المحذوفة تصفع كل من أدلوا بأصواتهم لزياد العليمي أو للقائمة التي شملته..! نائب الشعب قام بتمثيل الشعب في تلقي الإهانة..! هناك، تقوم الدنيا من أجل واحد بالشكل الذي رأيتموه عليه حين ظهر جلعاد فيما أسماه التليفزيون الرسمي انفرادًا.. وهنا نختلف حول أعداد الضحايا وأعداد المصابين.. يصدر تصريح من المستشفي الميداني بأن عدد الإصابات 498.. وترد وزارة الصحة بأنهم 255 فقط..! 255 فقط..! ويكشف محمد مصطفي، مسئول التنظيم بالمستشفي الميداني لاعتصام مجلس الوزراء، وجود 10 حالات مصابة بطلقات نارية و23 حالة مصابة بالخرطوش، وتباين بقية الأعداد بين حالات اختناق بالغاز وكسور وجروح وكدمات نتيجة قصفهم بالزجاج والطوب وكسر الرخام. بينما يستنكر رئيس الوزراء إلقاء الطوب والحجارة علي مقر المجلس وكسر كل الكاميرات وإحراق السيارات.. ويؤكد أن كل ذلك حدث 'دون أن يتقدم فرد واحد من الشرطة ودون تدخل القوات المسلحة'.! خدمات المجلس الاستشاري! وكما حاولوا التشكيك في الفعل، أو التهوين فيه، تم التشكيك أيضًا في ردود الفعل، والمزايدة علي أصحابها. .. نري 'بأعيننا' صورة من الاستقالة الجماعية التي وقع عليها 8 من أعضاء المجلس الاستشاري.. ثم نسمع منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري، يؤكد 'أن الاستقالات التي تردد أن بعض الأعضاء تقدموا بها ليست نهائية وجارٍ مراجعتها.. وأن بعض الأعضاء الذين تقدموا باستقالاتهم تراجعوا عنها لأنهم قرروا الاستقالة قبل صدور بيان المجلس بتعليق الاجتماعات. نري أحداث العنف تتصاعد.. ومنصور حسن يعلن: 'محدش يبعتلي رسايل ويطالبني بالاستقالة ويزايد عليا .. أسهل شيء عندي الاستقالة لكني عايز أخدم البلد'. وتستمر أحداث العنف، بينما يقرأ 'الفقيه الدستوري' الدكتور محمد نور فرحات الأمين العام للمجلس الاستشاري بيانًا صدر عن المجلس، أوصي فيه المجلس بوقف استخدام العنف والقوة بكل أنواعها ضد المتظاهرين فورًا وبصورة نهائية، والاعتذار عن الأحداث التي وقعت ضد المعتصمين والمتظاهرين، وتعويض أسر الشهداء وعلاج المصابين علي نفقة الدولة، وإحالة المسئولين عن هذه الأحداث وما سبقها للتحقيق بمعرفة قضاة تحقيق يتم انتدابهم من مستشاري محكمة الاستئناف من قِبل وزارة العدل، مطالباً بعدم إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية. حديث الجنود رواتب الجنود 'شرطة جيش أو في أي جهاز آخر' يحصلون عليها من أجل حمايتنا. الضمير عائد علينا جميعا، وفينا الطيب والشرير.. المسالم و'البلطجي'.. وما لم يصدر حكم قضائي يدين شخصًا، يظل دمه معصومًا، وحمايته واجبة علي من لا يتقاضي من أموالنا مقابل ذلك..! أم ظنوا أنهم يأخذون رواتبهم مقابل أشياء أخري..؟ قراءة في الأحداث المتكررة، والاشتباكات التي تنتظر 'شرارة' حتي تقع، تجعلنا لا نشك في أن هناك من أقنع الجنود بأنهم في عداء مع المعتصمين أو المتظاهرين.. بل أقنعهم أيضا بأنهم 'أعداء الشعب'..! وكان الواجب أو المفترض أن يستقر في عقولهم ويترسخ في أذهانهم أن واجبهم هو حمايتهم لا فضهم أو الهجوم عليهم. واجبهم أن يتواجدوا لمنع أي 'طرف ثالث' من إحداث 'وقيعة'، لا أن يبادروا هم بالوقوع وهم يحاولون إيقاعهم...! ............. دور من يتولي حمايتنا أن يلقي القبض علي المخطئ.. لا أن يعاقبه.. فالعقاب دور القضاء.. دوره أن يحمي المتهم 'إن اتهمه'.. لا أن ينفذ فيه حكمًا قبل أن يصدر.. ودوره أن يحمي المعتصمين من العناصر التي يسمونها 'مندسة'، لا أن يندسوا معهم أو بينهم..! ثم.. هل دور من يتولون حمايتنا أن يقفوا أعلي أحد المباني و'يتبولوا' علي من بالشارع؟ وهل دور من نعطيهم من أموالنا مقابل حمايتهم لنا أن يقذفونا بالطوب..؟! كل ذلك رصدته كاميرات المعتصمين والصحفيين، ورصدت فوق ذلك قيام عدد من الجنود وآخرين بزي مدني بالتلويح للمتظاهرين بحركات بذيئة بها إيحاءات جنسية..! حدث في 3 فبراير لن أتوقف عند عشرات الصور، موهمًا نفسي بأنها مفبركة..! وأعود بكم ليوم 3 فبراير 2011، اليوم التالي لما تمت تسميته بموقعة الجمل، والذي نشرت فيه الجارديان البريطانية تقريرًا عن تدخل الجيش المصري في محاولة لإنهاء العنف الذي اشتعل طوال الليل في وسط القاهرة..! الجارديان ذكرت أن 'عددًا صغيرًا' من الجنود قاموا بإجلاء قرابة 1000 شخص من أعلي مبانٍ قرب ميدان التحرير، كانوا يلقون منها الحجارة علي المتظاهرين. لم يكن واضحًا بالنسبة للجريدة إذا كانت تلك الخطوات جزءًا من قرار أكبر للجيش ببدء حماية المظاهرات. لكنها نقلت عن البي بي سي 'هيئة الإذاعة البريطانية' تصريحات للواء متقاعد بالجيش أكد فيها أن التدخل جاء لأن المؤسسة العسكرية كادت تفقد صبرها مع مؤيدي مبارك و'قد' تفتح النار عليهم إذا حدثت هجمات جديدة علي المتظاهرين. .. وحكاية شيماء! تعرفون طبعا، ما حدث قبل ذلك وما حدث بعده، لكنكم لا تعرفون بالتأكيد شيئًا عن كارثة حدثت ولم نر أي رد فعل رسمي أو شعبي عليها طوال عشر سنوات مضت! كارثة دينية وأخلاقية، تكفي لتجعلنا بالإضافة إلي ما حدث ويحدث محط احتقار العالم. وأتحدث عن شيماء.. الفتاة المصرية التي باعها أبوها المصري ب 30 دولارًا.. فأبعدت الولاياتالمتحدة من اشتروها، وأعطت الطفلة الجنسية الأمريكية!