انتظر الناس نشاطاً سياسياً للاحزاب والقوي السياسية قبل أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، نشاط يشرح للناس البرامج ويقدم المرشحين.. ويوضح نظام الانتخابات الجديد الذي يبدو غامضاً.نشاط يشجع الناس علي المشاركة بالتصويت خاصة بعد أن تحققت كل المطالب التي كانت تطالب بها القوي السياسية لتحقيق النزاهة، التصويت ببطاقة الرقم القومي وإشراف كامل من القضاء، والاعتراف بكافة القوي السياسية علي الساحة ولم تعد هناك قوي 'محظورة' لكن لم يتحقق ما انتظره الناس. والنشاط المكثف لم يأت من السياسيين وإنما من البلطجية وقطاع الطرق، نشاط منظم ومخطط الهدف منه صناعة الرعب واشاعة جو من الخوف يدفع الناس إلي الجلوس في البيت وعدم المشاركة 'وكفي الله المصريين شر الانتخابات'. ويساهم الاعلام في تحقيق الهدف من خلال قيامه بدور الناقل لوقائع البلطجة وفي هذا التوقيت دور الاعلام يجب ألا يقتصر علي نقل الاخبار التي تصيب الناس بالقلق والاكتئاب والاحجام عن المشاركة.. دور الاعلام التعامل مع هذه الحوادث في إطارها والبحث عن محركها وكيف تواجهها مع التأكيد علي ان مصر قبل الثورة لم تكن آمنة من البلطجية وهناك حوادث كان القتل فيها جماعياً ومرعبا، كلنا نذكر ماحدث في قرية شمس ببني مزار بالمنيا قتل وتمثيل بالجثث والقاتل مازال مجهولاً. وحادث وادي النطرون الذي مات فيه عشرات في مواجهة بين البلطجية وغفراء أراضي كانت ملك الدولة وصدر الحكم بالاعدام علي عشرة. لم تكن مصر في عهد مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي آمنة وارجعوا لارقام حوادث الاغتصاب والسطو المسلح والسرقة وبالاكراه التي كان يتم التعتيم عليها بعدم إتاحة تقارير الأمن العام للصحفيين. في عهد مبارك لم تكن انتخابات مجلس الشعب تمر بسلام كانت حوادث بلطجة وقتل وفي النهاية نتائج مزورة. الاستجابة 'للرعب' الذي يتم تصديره الآن اكبر خطر يهدد مصر لأن المجلس القادم لابد ان نشارك جميعا في تشكيله فهو المجلس الذي سيختار اللجنة التأسيسية التي ستصنع الدستور.. وهو الذي سيراقب الحكومة.. وهو الذي سيصدر التشريعات. تحدوا ' الرعب' المفتعل وشاركوا فالشعب الذي انتصر علي الظلم والفساد ووضع مبارك ورموز حكمه في 'طره' قادر علي مواجهة 'البلطجة'. فعشرات أو آلاف البلطجية ليسوا أقوي من الوطن. مشاركتنا جميعا في التصويت يجب ان تتناسب وتضحيات ودماء الشهداء. أمناء الشرطة اعتصامات واضرابات امناء الشرطة ليست بعيدة عن الايدي التي تحرك البلطجية وتمولهم.. وتزامنها مع حوادث البلطجة ليس من باب الصدفة خاصة في هذا التوقيت قبل الانتخابات. بعض مطالب الأمناء المطالب تبدو منطقية مثل العلاج والأجر واغلب المطالب من بابا 'لي الزراع' الذي اوشك علي الكسر من كثرة المطالب الفئوية. مطلوب التعامل بحزم لماذا لا يستعين المجلس العسكري بضباط الجيش المتقاعدين في سن 'الاربعين' في حفظ آمن اللجان الانتخابية. نحتاج الاعلان عن خطط تأمين اللجان لتشجيع الناس علي المشاركة.. هذه الفترة نحتاج 'عين حمراء' للدولة في مواجهة كل من يريد اشاعة الفوضي وصناعة الرعب.