ما الذي يمكن فعله بعد أن وصل الوضع الأمني إلي حالة من التردي تهدد كيان الدولة بالانهيار؟ شاعت البلطجة وعمّت الفوضي وخرجت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات علي حدود المعقول، وتعرضت منظومة القيم للتآكل، فتحولت الدولة معها إلي خرقة بالية لا ثقل ولا وزن لها . رأينا التصعيد في أعمال البلطجة .. اعتراض المواطنين في الشوارع .. إرهابهم بالسلاح .. تجريدهم من ممتلكاتهم الشخصية .. شيوع الاغتصاب والقتل . إنها الغمة التي سيطرت علي الوضع اليوم ووقفت الدولة عاجزة لا تملك كبح جماح أي فئة مارقة . ورأي البعض أن قانون الطوارئ هو المنقذ من الضلال .. ورفضته جمعيات حقوق الإنسان رغم أن تفعيل قانون الطوارئ اليوم سيرتبط بالمرحلة الآنية التي نعيشها اليوم . أي أن بقاءه سيكون مرهونًا بفترة زمنية ستنتهي فور استقرار الأوضاع واستعادة الأمن عافيته وإعادة الهيبة للدولة ومؤسساتها . تفعيل قانون الطوارئ ضروري في المرحلة الحالية إلي أن نخرج من ضبابية المواقف الراهنة، كما أنه لن يطبق علي السياسيين ولا المعارضين وإنما سيُحصر في مجابهة البلطجة والعنف وقطع الطرق وأعمال القتل والعربدة . مراعاة حقوق الإنسان يجب أن تشمل الجميع وبالتالي يتوجب علي جمعيات حقوق الإنسان حماية المواطن من أن يُسفك دمه علي يد عتاة الإجرام، ويتوجب عليها أخذ أفراد الجهاز الأمني في الاعتبار ومراعاة الظرف الطارئ الذي يمرون به والأخطار التي يتعرضون لها ولا يملكون إزاءها القيام بواجبهم علي الوجه الأكمل . هل يعقل أن تتم مهاجمة وزارة الداخلية أكثر من مرة وأن يحرق البلطجية سيارات الشرطة ومبني الأدلة الجنائية ويهينوا الضباط والجنود ويعتدوا عليهم؟ ! يجب تفعيل قانون الطوارئ ضد كل من يتورط في أعمال البلطجة حتي يكون هناك رادع يحول دون تكرار الجرائم . يجب منح رجال الشرطة الضمانات القانونية الكاملة التي تمكّنهم من ضبط الأمن والدفاع عن أنفسهم وعن منشآت الدولة وبصفة خاصة منشآت الوزارة ومديريات الأمن وأقسام الشرطة حتي تعود الهيبة إلي الجهاز . تفعيل قانون الطوارئ اليوم سيعتبر عرَضًا طارئًا لاستئصال شأفة البلطجة والإجرام وإعادة هيبة الدولة لا سيما ونحن مقبلون علي مرحلة أدق تجري فيها انتخابات مجلسي الشعب والشوري . تفعيل قانون الطوارئ اليوم ضرورة تلجأ إليها الدولة في هذه المرحلة الانتقالية المليئة بالألغام والأشواك حتي يمكننا الخروج من مستنقع الأزمة . قانون الطوارئ اليوم هو من أجل الردع .. هو المنقذ من الضلال الذي غرقت فيه فئة منحرفة أرادت أن تجرف الدولة إلي حافة الهاوية، ومن ثم يجب الأخذ علي يدها وردعها . صدقوني قانون الطوارئ هو الحل ..