بهذه الجملة بدأ تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق حديثه للشعب البريطانى بعد صدور تقرير لجنة تشيلكوت التى تحقق فى تورط بريطانيا فى حرب العراق بعد سبع سنوات من البحث والذى خلص إلى أن المعلومات بشأن أسلحة دمار شامل مزعومة فى العراق والتى استخدمها بلير ليبرر مشاركته الولاياتالمتحدة فى غزو العراق وأدى إلى الإطاحة بصدام حسين ومقتل 179 جنديًا بريطانيًا كانت مغلوطة.. لتتلقى بريطانيا الصدمة الثانية بعد صدمة تصويت الخروج من الاتحاد الأوربى صدور تقرير شيلكوت كان له العديد من ردود الأفعال داخل وخارج بريطانيا خاصة بعد خروج بلير واعترافه بالمسئولية الكاملة وتقديمه اعتذار رسميًا لضحايا الحرب الأمر الذى اعتبره البعض فضيحة سياسية أثارت الشكوك حول دور الشريك البريطانى فى السيناريو الوهمى الذى شاركت به الولاياتالمتحدة فى صنع الربيع العربى الزائف وبات واضحًا الأطماع والأهداف فى تقسيم المنطقة لكلتا الدولتين ويبدو ان بريطانيا ستظل كلمة السر فى نكبات الشرق الأوسط فمثلما تتحمل بريطانيا كل جذور النكبة الفلسطينية منذ عام 1948 وما تبعها من شلال نزيف دم الشعب الفلسطينى، فهى أيضًا تتحمل النكبة العراقية وشلال نزيف دم العراقيين منذ احتلال الولاياتالمتحدة للعراق ولكن ماذا بعد؟ هل تتحرك أسر ضحايا الجنود البريطانيين الذين قتلوا لمحاسبة وملاحقة متخذى قرار الحرب؟ هل يتقدم العراقيون بدعاوى ضد الحكومة البريطانية وتتم ملاحقة تونى بلير كمجرم حرب؟ وأين الجامعة العربية من هذا التقرير الذى يعترف صراحة بعدم جدوى غزو وتدمير العراق وتشريد الملايين من أبناء شعبه ونهب ثرواته ووقوعه فريسة للعصابات المسلحة الذى اتخذت منه بوابة لتصدير الإرهاب للوطن العربى؟ هل يكفى اعتذار بلير وتتحمل بريطانيا وحدها المسئولية الاخلاقية للحرب على العراق؟ وإلى أى مدى يمكن ان يغير هذا التقرير من سياسات الغرب تجاه أزمات الشرق الأوسط خاصة الأزمة السورية؟.. وهل يغلق التقرير ملف مشاركة بريطانيا فى أى عمل عسكرى مستقبلا ويفتح ملفًا آخر لمحاسبة الغرب عما ارتكبه من جرائم وتدخلات سافرة فى المنطقة؟ أم ستطوى الصفحة وكان شيئًا لم يكن؟ وماذا عن الشيطان الأعظم أو الشريك الآخر؟.