انتقدت صحيفة "ذي صن" البريطانية بشدة تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير, عقب صدور تقرير لجنة "تشيلكوت", التي خلصت إلى أن قرار غزو العراق تم من دون أسس قانونية كافية. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 7 يوليو, إن بلير لا زال يردد الأكاذيب ذاتها التي ساقها لتبرير غزو العراق, وهي أن العالم أفضل حالا وأكثر أمانا بسبب هذا الغزو. وسخرت الصحيفة من هذه الأكاذيب, قائلة :"إنها قمة الهذيان, بلير كان على الدوام مهووسا بإرثه كرئيس وزراء، ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أمريكي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية". واستطردت " البريطانيون سيذكرون بلير دائما على أنه أشعل عاصفة من الإرهاب في عالم ضعيف وغير مستقر, بسبب مغامرته في غزو العراق". وكان رئيس لجنة التحقيق في دور بريطانيا في غزو العراق جون تشيلكوت قال في مؤتمر صحفي في 6 يوليو :"إن الأسس القانونية للتدخل العسكري البريطاني في العراق لم تكن مقنعة, وكانت دون أسس قانونية كافية". وأضاف أن تقييم بريطانيا حجم تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية جاء دون مبررات مؤكدة، وأن لندن أضعفت سلطة مجلس الأمن بالتصرف دون الحصول على تأييد الأغلبية للتحرك العسكري ضد العراق. كما خلصت لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق أمس إلى أن بريطانيا لم تستنفد الخيارات السلمية قبل غزو العراق واعتمدت على معلومات استخباراتية مغلوطة، وقال رئيس اللجنة جون تشيلكوت أيضا إن بريطانيا اجتاحت العراق بشكل سابق لأوانه، وإن بلير بالغ في الحجج التي ساقها للتحرك العسكري. وفي مؤتمر صحفي عقده بلندن بعد صدور تقرير لجنة تشيلكوت, قال بلير إنه يتحمل بالكامل مسئولية قرار مشاركة بريطانيا مع الولاياتالمتحدة في الغزو الذي أفضى إلى الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واعتبره صائبا, وقدم في الوقت نفسه "اعتذاراته" عن نتائج الغزو. وتقرير لجنة "تشيلكوت" استغرق إعداده سبع سنوات وتضمن انتقادات لقرار مشاركة بريطانيا في غزو العراق. وقد احتشد آلاف من أنصار ائتلافيْ "أوقفوا الحرب" و "نزع السلاح النووي" في لندن, تزامنا مع صدور تقرير تشيلكوت. وشاركت بالمظاهرات عائلات عدد من الجنود البريطانيين الذين قتلوا بالحرب. ورفع المتظاهرون لافتات تنتقد سياسات بلير، وتندد بقراره المشاركة في غزو العراق، معتبرين أن التقرير الذي أصدرته لجنة تشيلكوت لا يمثل أي تعزية لهم, وأنه يجب محاسبة بلير.