مدينة الفلوجة تقع ضمن محافظة الأنبار بالعراق وغالبية سكانها من العشائر والقبائل العربية السنية ومجموعة من الأكراد ، وأطلق عليها اسم مدينة المساجد لكثرة المساجد بها، وعندما تعرضت للاقتحام من جانب القوات الأمريكية بعد اجتياح بغداد عام 2003 استبسل أهلها ضد القوات الأمريكية وسجلوا مقاومة واستبسالا بطوليا خلال معركة الفلوجة الأولى والثانية برغم الهجوم الأمريكي العنيف على تلك المدينة واستخدام الأسلحة المحظورة دوليا والقيام بعمليات تخريبية وانتقامية ضد أهلها حتى استمرت المواجهات إلى أواخر عام 2007 حتى انسحبت القوات الأمريكية نهاية عام 2008 بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في المعدات والأرواح. كما يذكر لأبطال هذه المدينة التاريخية دورهم البطولي في مقاومة الاحتلال البريطاني للعراق منذ عام 1920 وحتى عام 1941 عندما استعصت على الإنجليز حتى نالت العراق استقلالها لتصبح الفلوجة بموقعها المتميز مركز تجاريا وصناعيا وزراعيا، وكانت في عهد الرئيس الراحل صدام حسين منطقة هامة اختارها العديد من القيادات للجيش وحزب البعث ناهيك عن دور رجالها البطولي في حرب العراق ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي ، ثم عاد تنظيم داعش الإرهابي ليسيطر على الفلوجة عام 2014 ومنذ هذا التاريخ لاقت المدينة وأهلها صعوبات جمة وظروفا إنسانية واجتماعية عصيبة بسبب انتهاكات تنظيم داعش حتى بدأت القوات العراقية بغطاء أمريكي وتحالف دولي في التجهيز لتحرير الفلوجة منذ مارس الماضي من أجل تحريرها ومازالت الفلوجة وأهلها وحتى الآن تراوح مكانها في سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى، وخلال عملية تحرير الفلوجة من جانب القوات العراقية شهدت الفلوجة انتهاكات خطيرة مارستها ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المتطرفة التي تعمل وفق أجندات إيرانية تهدف إلى النيل من سنة الفلوجة ومدينة سمراء وغيرها من المدن العراقية ذات الأغلبية السنية لأسباب تاريخية وطائفية تحمل في طياتها العداء والانتقام والتخريب الأمر الذي زاد في الأسابيع الأخيرة عندما قام رجال ميليشيات الحشد الشعبي المشاركة في تحرير الفلوجة بعمليات قتل وتعذيب وإذلال واعتقال الكثير من رجال الفلوجة الفارين من قبضة تنظيم داعش الإرهابي الذي مازال يحتجز أكثر من 90 ألف من سكانها لاستخدامهم كدروع بشرية ، وقد تصاعدت الإدانات الدولية هذه الأيام بسبب الانتهاكات الممنهجة من جانب ميليشيات الحشد الشعبي التي تعمل بأوامر قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الموجود في العراق ويعمل كمستشار عسكري للقوات العراقية بأمر من الحكومة بحجة محاربة تنظيم داعش، ومع مواصلة عملية التحرير فمازالت الفلوجة تتعرض لانتهاكات من جانب ميليشيات الحشد الشعبي ترتقي لجرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي وإعدامات وتخريب لمساجدها ومنشآتها من أجل طمس هويتها لإحلال سكان شيعة جدد بها مما يشكل خزيا وعارا على جبين الإنسانية بل وعلى الحكومة العراقية وقيادات الجيش العراقي وعلى الإدارة الأمريكية الصامتة على تلك الأفعال لموقفها المعروف من أبطال الفلوجة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب طائفية ليس بالعراق وحده بل في الكثير من المدن العربية والإسلامية من جراء ما يحدث من خطط ممنهجة لبلداننا العربية والإسلامية تهدف إلى التقسيم والفوضى والاقتتال الطائفي، ولا يجب أن يسكت العالم تجاه تلك الجرائم ومرتكبيها ولما تفعله إيران بالمنطقة وعلى جامعة الدول العربية أن تتحرك سريعا بشكوى إلى الأممالمتحدة لفضح تلك الانتهاكات الخطيرة والنيل من الذين يقفوا وراءها والعمل على حماية تلك المدينة وحرمة شعبها البطل.