استيقظ 30 طفل فى صباح 8 أبريل 1970، ليخرجوا للحياة ذاهبين إلى مدرستهم بحر البقر الابتدائية، لم يكن يعلموا أنه آخر يوما لهم وأن دمائهم ستلون رسوماتهم وسينتهى الدرس مبكرا بعد أن تتناثر أحلامهم مع أشلائهم البريئة التى مزقتها طائرات العدو الاسرائيلى. حيث شهدت مصر فى مثل هذا اليوم عام 1970 حادثة مروعة ، ففي تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء ، قامت القوات الإسرائيلية بدم بارد قصف مدرسة بحر البقر الإبتدائية ، فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية محافظة الشرقية ، بطائرات من طراز فانتوم ، مما أسفر عن إستشهاد 30 طفلاً وطفلة ، وإصابة 50 طالب إصابات بالغة . كانت المدرسة عبارة عن دور واحد، وتضم ثلاثة فصول يدرس فيها 130 طفلاً، تتراوح أعمارهم من 6 أعوام إلى 12 عامًا، ليخرج بعدها المتحدث العسكرى بالجيش الإسرائيلى مؤكداً أن الطيارين الإسرائيليين التزموا الدقة فى ضرب الأهداف العسكرية. وجاءت تلك المذبحة ردا على هجمات الجيش المصرى ،عقب معركة رأس العش ومعركة ميناء إيلات إنتهاء بمعركة لسان بور توفيق ،الذى تسببت فى خسائر موجعة للجيش الإسرائيلى ، فجمعت القوات الإسرائيلية قواها وسخرتها لضعف الروح المعنوية لدى الجيش المصرى إنتقاماً منه، وإنتقمت من الأطفال مما يدل على مدى بشاعة وخسة وندجالة الجيش الإسرائيلى. ووقف العالم يندد بمدى بشاعة هذا الحادث ،ففى أوروبا، أعلنت الحكومة البريطانية أسفها الشديد لهذا الحادث وأكد الفاتيكان على حزنه الشديد وشهدت تركيا وقفة إحتجاجية أمام القنصلية الإسرائلية بإسطنبول ،ومن جانبهم أعلن الشعب العربى بأكمله سخطه وغضبه على وسائل الإعلام كافة. وخلدت السنيما المصرية ذكرى هذه الحادثة الشنيعة بفيلم "العمر لحظة" بطولة الفنانة ماجدة ، والفنان أحمد زكى ، وأذيعت به أغنية بحبك يابلادى ، التى تحدث عن ضحايا الحادث ، وأيضاً فيلم "حكايات الغريب" ، بطولة الفنان محمود الجندى ومحمد منير وشريف منير . أما قصيدة صلاح جاهين فكلماتها لمست القلوب ، وتعلقت بها الأذهان ، وغنتها شادية ومن كلماتها: "انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى . دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى". وتم تجميع كراريس الطلاب الملونة بدماء الأطفال ، و بعض متعلقاتهم من مرايل وأقلام وكتب وأحذية ، واحتفظت ببقايا أجزاء القنابل التي قصفت المدرسة، و تم وضعها فى متحف عبارة عن حجرة أو فصل ، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء مدرسة بحر البقر".