في التاسعة والربع من صباح الأربعاء، الثامن من إبريل عام 1970، حلقت 5 طائرات "فانتوم" تابعة للكيان الصهيوني فوق مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وأطلقت 5 قذائف وصاروخين، ثم سارعت بالتراجع، تاركة خلفها آثار جريمة جديدة من جرائم الصهاينة البشعة، نتاجها كان نحو 30 طفلاً بريئًا، وأكثر من 50 مصابًا. واستمع يومها المصريون إلى نشرة الأخبار الحزينة، فى الراديو حيث قال المذيع: "فى الثامن من إبريل عام 1970 أغارت الطائرات الإسرائلية من طراز فانتوم على مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمنطقة الصالحية شرقي الدلتا بالشرقية، وأسفرت تلك الغارة الوحشية عن مصرع 31 طفلًا وإصابة 36 آخرين من أطفال المدرسة، وأحدثت الغارتان الوحشيتان رد فعل عميقًا لدى الرأى العام العالمي، وانكشفت لدى العالم حقيقة التخطيط العسكرى الإسرائيلي". وقبل هذا الحادث كانت إسرائيل تهدد بإطلاق غاراتها على مصر، ولم يكن متوقعًا أن تتم هذه الغارات على أماكن مدنية، ولكن كعادتها في إجرامها الذي يفوق كل التوقعات، قامت إسرائيل بعدد من الغارات فى منطقتي المعادي وحلوان، واستهدفت مصنع أبو زعبل، وبعدها قصفت مدرسة بحر البقر، ثم ادعت أن ذلك تم دون قصد. المجزرة التى ارتكبتها إسرائيل في مدرسة بحر البقر من أكبر جرائم الحرب التى لا تسقط بالتقادم، حتى إن أحد شهود هذه المجزرة ويدعى أحمد الدميري من مصابي هذه المجزرة، والذى كان طالبًا بالمدرسة وقت الحادث، يتذكر فى كل يوم ما حدث له ولزملائه، ويستيقظ يوميًّا مفزوعًا بسبب ما شاهده فيها، حيث فقد فيها أصدقاءه، وخرج منها بعاهة مستديمة. ورفع الدميري قضية تعويض ضد الكيان الصهيونى؛ بسبب ما حدث له، ولكنها لا تزال في الأدراج، فمن نجا من تلك المذبحة يعاني من عاهات وأزمات نفسية وإهدار لحقوقه المادية والمعنوية. ودفعت الدولة وقت المجزرة 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وخلدت ذكراهم بعد عشرات السنين ب "لم الكراريس" للشاعر صلاح جاهين، وجمع بعض متعلقات الأطفال من مرايل وأقلام وكتب وأحذية وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا أجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، ووضعتها جميعًا في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة بحر البقر الابتدائية، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر". واتهم الأهالى والمصابون نظام مبارك بإزالة المكان الحقيقي للمدرسة، والاكتفاء بنصب تذكاري وبناء مدرسة أخرى بنفس الاسم على أطراف القرية، وتحويل مكان المدرسة الحقيقي إلى مبانٍ ومنازل؛ ليتم بيعها للمواطنين. كما أغلق نظام مبارك قاعة في متحف الزعيم أحمد عرابي بالشرقية كانت تحتوي على ملابس الأطفال الشهداء وكراساتهم ومقتنياتهم الخاصة، وعليها آثار الدماء؛ إرضاءً لإسرائيل. ومن أهم القصائد التى عبّرت عن هذه المجزرة، القصيدة التى كتبها المبدع صلاح جاهين فى كلماته التى غنتها شادية، والتي تقول كلماتها: الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال فى قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي؟ دي لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذي دمها راسم زهرة راسم راية ثورة راسم وجه مؤامرة راسم خلق جبابرة راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس الدرس انتهى لموا الكراريس.