تصاعدت ردود الفعل الغاضبة ضد قيام السلفيين بهدم الأضرحة في المساجد، وشملت مظاهرات غاضبة في الإسكندرية، وتحذيرات من الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، وإعلان المجلس الأعلي للطرق الصوفية عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما تم هدمه. ففي الإسكندرية، نظمت المشيخة العامة للطرق الصوفية مظاهرة الجمعة خرجت من مسجد أبوالعباس المرسي، حتي القائد إبراهيم، وانضم إليها ائتلاف الفنانين احتجاجاً علي هدم الأضرحة، واصطف العشرات من ائتلاف مثقفي وفناني المحافظة أمام مسجد وضريح "أبوالعباس" للتعبير عن تضامنهم مع المظاهرة الصوفية، وأعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية في المحافظة عن تشكيل لجان شعبية من الشباب لحماية الأضرحة. وقال الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، إنه سيتم توزيع استمارة علي شباب الطرق للتطوع في حماية الأضرحة، مشيراً إلي رفع مذكرة للقوات المسلحة تتضمن 20 حالة تعد عليها، مشيراً إلي أن هذه التعديات بدأت منذ فترة لكنها تزايدت بعد ثورة 25 يناير، بحسب صحيفة المصري اليوم السبت. وفي القاهرة، كشف الشيخ عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية، عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول عمليات هدم الأضرحة التي تنفذها الجماعات السلفية في عدد من المحافظات. وفي مسجد الحسين، التف المئات حول الضريح، وأقسموا علي حمايته بأرواحهم، وخصص الدكتور أمير البرعي إمام وخطيب المسجد، خطبة الجمعة عن سيرة الحسين في الجهاد ضد الحاكم الظالم، ووقوفه ضد مشروع توريث الخلافة. من جانبه، أشاد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بفتوي مجمع البحوث الإسلامية التي صدرت بتجريم وتحريم هدم الأضرحة، وقال خلال خطبة الجمعة، إن مثل هذه الدعوات تشوه صورة الإسلام وتشعل الفتن بين المسلمين. وتساقطت دموع جمعة وهو يذكِّر المصلين بأن بعض المتشددين الجهلاء علي حد قوله، طالبوا من قبل بهدم قبر النبي محمد "صلي الله عليه وسلم"، وقبور أصحابه، محذراً من استقاء العلم من غير أهله حتي لو كان مصدر هذا العلم متديناً. وكانت مجموعة من السلفيين قد هاجموا أربعة أضرحة في قليوب بدعوي انها "حرام شرعا"، وهدموها، فيما تصدي لهم مواطنون من قليوب قبل هدمهم ضريح "سيدي عواد" أحد أكبر الأضرحة في المدينة، واشتبكوا معهم، وتمكنوا من الإمساك باثنين منهم وسلموهما للشرطة، وبحسب شهود عيان، فقد استخدم السلفيون الفئوس وبعض الأدوات البدائية في الهدم، ووضعوا خرسانة أسمنتية مكان بعض الأضرحة.