كتبت من قبل وقلت إذا أردت تحرير وطن، ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسعة للخونة، وواحدة للعدو، فلولا خونة الداخل، ما تجرأ عليك عدو الخارج!! في اعتقادي أنه ثبت بالدليل القاطع صدق هذه الكلمات وها هي الأحداث تكشف خسة خونة الداخل، وها هو الرئيس يخرج عن صمته ويقول: 'بيصدروا الأوامر بقتلنا من القفص، وحنفذ أحكام الإعدام دلوقتي قبل بكرة'!! ما صدر عن الرئيس أخيرًا كررته في كتاباتي ولم يلتفت إليه أحد!! ولعلهم بعد كلمات الرئيس يتعظون !! وتحدثت – أيضًا – عن سير المحاكمات، وها هو الرئيس يخرج عن صمته ثانية ويقول: 'مش حنقعد 10 سنين نحاكم الناس اللي بتقتلنا'!! كلمات الرئيس يجب أن تستوعبها الحكومة، لأننا تعبنا من الجنازات ولا بد أن نستغل حالة الغضب الجماهيري لنضع النقاط فوق الحروف في عدد من القضايا وفي مقدمتها محاربة الإرهاب. هنا أجدني مطالبًا أن أذكر أصحاب بوتيكات ' حكوك الإنسان ' ومن علي شاكلتهم بمقولة رئيس وزراء بريطانيا في عبارته الشهيرة، 'لا تسألوني عن حقوق الإنسان إذا تعرض الأمن القومي لبريطانيا للخطر'، الرجل كان صادقًا مع نفسه، ونحن افتقدنا هذا الصدق وتعاملنا بمنتهي الليونة واللطف مع الإرهاب والإرهابيين، بل وكنا نري ونسمع مطالبات بالتصالح والتسامح، ومطالبات بالإفراج عن متهمين يقضون العقوبة في السجون!! أؤكد هنا أن مصر لن يتم اختطافها مرة أخري من جماعة الخونة المجرمين، ولابد من تعديل القوانين فورًا، وكم طالبت من قبل وكتاباتي تشهد بذلك بأن 'يكون النقض درجة واحدة في القضايا الجنائية' وكم طالبت 'أن يترك سماع شهود النفي لتقدير المحكمة'، وكم ناديت من هنا وطالبت بمحاكم خاصة بالإرهاب لتحقيق العدالة السريعة. إنني أتوجه هنا بنداء للرئيس السيسي وأقول له : جرائم الإرهاب، جرائم استثنائية، ولا ينبغي أن نواجهها بنصوص قانونية بعضها يعود إلي عام 1930!! وهو وقت لم يكن فيه الإرهاب معروفًا بالشكل الذي نشهده حاليًا. ونصوص القانون المصري وضعت أساسًا لمواجهة جرائم بشرية، بينما جرائم الإرهاب يقوم بها أعداء الحياة، وهم أشخاص أقرب إلي الشياطين، وبالتالي تجب مواجهتهم بإجراءات خاصة. وأقول للرئيس.. إن قانون الإجراءات الجنائية مليء بالمواد التي تجعل العدالة 'بطيئة'!! وغير ناجزة، وعلي رأس تلك المواد، المادة التي 'تجبر' النيابة العامة علي الطعن علي جميع الأحكام التي تصدر بالإعدام، وفي ظل توحش الإرهاب في مصر ليس هناك ما يمنع من تشكيل محاكم خاصة تتولي الفصل في قضايا الإرهاب، كما ذكرت من قبل، وليس هناك –أيضًا– ما يمنع من تشكيل محاكم أمن دولة يتولي نظر القضايا فيها قضاة مدنيون. أشير هنا يا سيادة الرئيس، إلي أن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد شكل أكثر من مرة محاكم خاصة تتولي الفصل في القضايا ذات الطبيعة الخاصة، وكذلك فعل الرئيس السادات مع المتهمين في القضية الشهيرة باسم 'مراكز القوي'، ومصر الآن في حاجة لتشكيل محاكم خاصة لنظر قضايا الإرهاب، وليس هناك ما يمنع من أن تكون محاكمات تلك المحاكم علي درجتين لضمان حق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، وفي ذات الوقت تكون أحكام تلك المحاكم نهائية ولا تحتاج إلي الإحالة إلي محكمة النقض. سيادة الرئيس.. أسلوب العصا والجزرة الذي أتبع خلال الفترة الماضية ما عاد ينفع، نحن في مسيس الحاجة للردع والحزم، وأصارحكم القول إنني سعدت أيما سعادة لتصفية الخلية الإرهابية في ذات موقع اكتشافها بالسادس من أكتوبر. أما ما يحدث في سيناء فيؤكد بما لايدع أدني مجال للشك ضلوع أجهزة مخابراتية خارجية إلي جانب توفير دعم مالي لا حد له، وهذا يقتضي أن ندك حصون الإرهاب دون أن تأخذنا شفقة أو رحمة، وفي ذات الوقت لا نعبأ بمقولة الرأي العام العالمي، مستندين في ذلك للبيان القوي الذي أصدره مجلس الأمن في أعقاب حادثة اغتيال 'محامي الشعب'، حيث أكد أعضاء مجلس الأمن ضرورة التصدي 'بكل الوسائل' وفقًا لميثاق الأممالمتحدة والتهديدات للسلم والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية، وأن أي أعمال إرهابية هي 'إجرامية' و'غير مبررة' بغض النظر عن الدافع في أي مكان وفي أي زمان وأيا كان مرتكبوها. قبل أن أختم حديثي للرئيس، أقول : إنطلاقا من الشعور بالمسئولية الوطنية، وإننا شركاء في هذا الوطن، لا بد أن أصارحكم بأن الموقف لا يحتمل مجرد التعديلات الجزئية والمنطق التقليدي في المواجهة، بل إن الأمر يحتم سرعة إصدار 'قانون مكافحة الإرهاب' وتشديد العقوبات فيه إلي حد الإعدام، علي أن يحدد القانون أن 'القضاء العسكري' هو المختص بكل قضايا الإرهاب مع تقصير فترات البت في تلك القضايا إلي أدني حد، لتحقيق العدالة الناجزة، مع تضمين مواد قانون 'الكيانات الإرهابية' في ذلك القانون المستهدف. وفي مجال حشد الجهود ضد كافة مصادر الإرهاب يجب تفعيل النص الدستوري بحظر تأسيس الأحزاب السياسية علي أساس ديني وحل الأحزاب الدينية القائمة، كما يقتضي الأمر تنقية الجهاز الإداري وكافة مؤسسات الدولة من العناصر الموالية للجماعات الإرهابية. سيادة الرئيس.. أخشي إذا استمرت الأوضاع علي ما هي عليه أن تضيع علي الوطن فرصة نادرة لن تتكرر لتحقيق الاستقرار واستكمال خارطة المستقبل تتفاقم فيها الهجمة الإرهابية علي الوطن. سيادة الرئيس.. إنها الحرب، وقد أعلنها الإرهاب علي مصر، فتوكل علي الله، وأعلنها حربًا علي الإرهاب بكل ما تتطلبه الحرب من آليات وقدرات وكفاءات، نحن معك وخلف قواتنا المسلحة والشرطة والقضاء وهذا من مقومات النصر في معركة التنمية كذلك بإذن الله. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وللحديث بقية..