مصر من الدول التي عانت لسنوات طويلة من الإرهاب وشهدت خلالها وقوع الكثير من العمليات الإرهابية التي أثرت علي أمنها واستقرارها رغم أنها بلد الأمن والأمان, وكانت مصر من أوائل الدول التي تصدت للإرهاب وواجهته وحدها بكل عزم وحسم وحذرت في نفس الوقت بلدان العالم مرارا وتكرارا من خطورته علي الإنسانية, بل وحذرت أيضا الدول التي تأوي الإرهاب وتحميه وتدعمه لتستخدمه من أجل تحقيق مصالحها التي تتعارض مع مصالح الدول واستقرارها، والأكثر من ذلك أن مصر دعت ولأكثر من منبر دولي دول العالم بخطورة الإرهاب وأهمية انعقاد مؤتمرات دولية لمكافحة تلك الظاهرة التي تراها آفة الإنسانية الآن, وكانت من أوائل الدول التي وقعت علي الكثير من الاتفاقات التي تتصدي للإرهاب وتساند أيضا علي المستوي الإقليمي والدولي الدول التي تنكوي بناره. ومنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وإلي الآن ومصر تتصدي وحدها بجيشها وشرطتها للتنظيم الاخواني الارهابي وعملياته الإرهابية التي فاقت كل تصور من خلال الأعمال الإرهابية التي حصدت ومازالت الكثير من جنود القوات المسلحة وأفراد الأمن والمدنين العزل إضافة إلي حرق وتخريب البني التحتية لمؤسسات الدولة المصرية للنيل من أمنها واقتصادها سعيا لإشاعة الفوضي والخراب كما حدث في البلدان العربية والإفريقية المجاورة , ولم تكن مصر تدرك حجم هذا الإرهاب وعدد المنتمين لتنظيماته وكم خلاياه النائمة إلا بعد أن جاء الإخوان إلي الحكم حتي أدرك الشعب خطورة حكمهم علي مصر وعندها هب الشعب مع جيشه وشرطته في ثورة الثلاثين من يونيو وخلع هذا النظام الإخواني الإرهابي والعميل من الحكم إلي غير رجعة ظنا منه أن الإرهاب سوف يتوقف عند هذا الحد ولكن كانت الصدمة الكبري أن تلك التنظيمات ا'لإرهابية التي تنتشر الآن في الكثير من دول العالم ومنها التنظيم الإخواني بمصر والكثير من التنظيمات الإرهابية, والسياسية التي تم تجنيدها سابقا والموجودة في الكثير من بلاد ثورات الربيع العربي التي اكتشف أنها لا تعمل وحدها بل تعمل وفق أجندات أجنبية ومخططات الدول الكبري كأمريكا والدول الغربية وإسرائيل التي ضخت الكثير من الأموال والخطط الجهنمية لاستهداف نشر الفوضي الهدامة والمدمرة في مناطق محددة بالشرق الأوسط وأفريقيا من أجل السيطرة عليها وتقسيمها وأخذ ثرواتها والقضاء علي جيوشها وإشاعة الفوضي والاقتتال والصراع بكل صوره بين أبنائها مستخدمين في ذلك قيادات وخلايا التنظيمات الإرهابية والجهادية الخطيرة ومخلفاتها في أفغانستان وباكستان والشيشان بعد الحروب الدامية التي كانت قد نشبت بينهم مما جعلنا في حينه نتصور أن تلك الدول الشيطانية كانت تحارب الإرهاب حتي اكتشفنا مؤخرا أنها كانت مخططات كبري لاستعمار الدول مرة أخري وتقسيمها وفق مخطط أمريكي صهيوني كبير. إن تلك التنظيمات الإرهابية انتقلت بعتادها من مناطق الصراع البعيدة بمساعدة أمريكا إلي الكثير من المساحات الجغرافية التي تجيد القتال والإعاشة فيها لتنفيذ أجندات خاصة ومصالح متبادلة كجبال اليمن والمساحات الشاسعة بين حدود كل من العراق وإيران، والعراق وسوريا وغزة، والأراضي الليبية وتونس والجزائر ومالي ونيجيريا ثم الآن في سيناء، وتلك التنظيمات لا تعمل وحدها بل تقوم القوي الدولية لبعض الدول التي نعرفها الآن والتي تدعي أنها تحارب الإرهاب بمد تلك التنظيمات بكل أشكال الدعم المطلوب وعلي رأسه المال والأسلحة المتطورة والتدريب علي العمليات القتالية النوعية وتقديم كافة المعلومات اللوجيستية والخطط المتعددة بمساعدة الكثير من أجهزة المخابرات لتلك الدول. ولأن مصر اكتشفت وحدها هذا التنظيم الدولي بعد أن أفقدته توازنه في الداخل فإنها قد دفعت ومازالت الثمن غاليا من أرواح شهداء أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين المسالمين بسبب العمليات الإرهابية التي تستهدف الوطن ومؤسساته وتستهدف النيل من أمنه واستقراره ووقف مسيرة ثورته وخطته للمستقبل علي نحو ما نشاهده من العمليات الإجرامية والتفجيرية المتواصلة، ولهذا فلم يعد يغب علي شعوب العالم وعلي بعض حكوماته وقياداته المخلصة ما تفعله أمريكا وحلفائها بدعم قطري تركي بالإنسانية عندما توهمنا بالدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وهي أول من يخالف ويخترق ذالك، وتوهمنا أيضا بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وهي أول من تدافع عن حقوق الإرهابيين وتساندهم بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، ففي الوقت الذي يقاوم فيه الجيش المصري الإرهاب في سيناء وباقي المدن المصرية ويحافظ في نفس الوقت علي أمن الوطن واستقراره الذي يعتبر من امن العالم كحرصها مثلا علي احترام اتفاقاتها الدولية وعلي رأسها اتفاق السلام مع إسرائيل وغيرها من التعهدات, وبدلا من مكافئة مصر وساعدتها علي دورها الإنساني والبطولي فإن أمريكا علي الجانب الأخر من أوائل الدول التي تعاقب مصر وجيشها علي الخير الذي تفعله عندما قامت بإدارتها ورئيسها بتجميد المساعدات العسكرية لمصر في تلك المرحلة العصيبة بحجة أن مصر لا تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان بسبب وانحيازها مع حلفائها لصالح للجماعات الإسلامية التي كانت تتمني بقائها في الحكم بمصر لتنفيذ المخطط الكبير الذي حلموا بتحقيقه، ولهذا فإن أمريكا لا تساندنا الآن فيما كانت تحارب سابقا من أجله وكل ما تهدف إليه الآن وفق مخططات كبري هو نقل العناصر الإرهابية بالإضافة إلي تهريب الأسلحة الخطرة الموجودة في الدول المجاورة إلي أماكن صراع جديدة وبخاصة في سيناء ومناطق مصرية أخري لتحقيق المزيد من العمليات الإجرامية المختلفة لمواصلة إرباك الدولة المصرية لانشغالها بحربها الداخلية مع تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تدعمه أمريكا إلي الآن قبل استكمال آخر بنود خطة الطريق وهي إجراء الانتخابات البرلمانية حتي تكتمل دعائم الدولة, ولهذا تسعي أمريكا وحلفائها وبمساندة من الإرهابيين للعمل علي إضعاف المؤسسة العسكرية والتشويش علي قياداتها والعمل علي جر جيش مصر إلي مستنقعات تنظيم داعش الارهابي لمحاربته في كلا من العراق وسوريا , ومواصلة تنظيم الإخوان الارهابي لعملياته الإجرامية, وتشويه صورة مصر الحالية القوية في عهد الرئيس السيسي الذي هزم وكشف إرهاب ومخططات أمريكا بالمنطقة والعالم ولهذا لا تتواري أمريكا وإعلامها عن تشويه صورة الرئيس وصورة مصر بالخارج من خلال تشويه الحقائق لصالح تنظيم الإخوان الارهابي في مصر وإظهاره إعلاميا بصورة الضحية وعدم إدانة إرهابه وترويج الجمعيات الحقوقية التابعة لأمريكا والاتحاد الأوروبي كهيومان رايتس وغيرها من المنظمات الكاذبة لفكرة انتهاك الدولة المصرية لحق التظاهر وحقوق الإنسان وأباطيل فض اعتصامي رابعة والنهضة ودفاعهم عن حقوق الإرهابيين داخل السجون المصرية ودون النظر نهائيا لما تقوم به مصر وحدها من مواجهة تلك التنظيمات والمخططات الإرهابية أو حتي مجرد الإدانة والتعاطف مع استشهاد الضحايا بمن جنودنا من الجيش وقوات الشرطة أثناء قيامهم بواجبهم بشكل يومي أو إلي حقوق الضحايا والمصابين, وحقوق الدولة بتخريب مؤسساتها ووقف مسيرتها بما يعمل ضد أبنائها, ومن ثم تضليل الحقائق وعدم الاعتراف بالدور الذي تقوم به مصر وحدها في مواجهة الإرهاب , ورغم ما يحاك ضد مصر ورئيسها وجيشها وشعبها فإننا عازمون بقوتنا وإرادتنا وحدنا علي مواجهة الإرهاب حتي سيأتي اليوم الذي سوف نستأصله من جذوره ليس في مصر وحدها بل في دول العالم أجمع ومن غير التعويل علي هؤلاء.