حققت مصر إنجازا عالمياً مشرفا بإعلان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لتولى منصب السكرتير التنفيذى لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر ( UNCCD).. هذا المنصب جاء تتويجاً لجهود مصر من خلال وزارة البيئة فى مجال حماية الطبيعة بكل جوانبها.. كما جاء المنصب نتيجة عمل شاق قامت به الدكتور ياسمين منذ توليها مسئولية وزارة البيئة، فقد عملت على فتح ملفات شائكة مثل المخلفات، وتشجيع القطاع الخاص فى الاستثمار البيئى، تغير المناخ، الإصلاح المؤسسى لبرامج التنمية المستدامة وربطها بالتحديات البيئية على الصعيدين الوطنى والدولى.. وليس من قبيل المصادفة ترأس مصر لأكبر حدثين معنيين بالبيئة قادت خلالها وزيرة البيئة مفاوضات صعبة للوصول بأفضل الاتفاقيات لصالح البيئة.. وذلك بترأسها مؤتمر الأطراف الرابع عشر لإتفاقية التنوع البيولوجى من 2018-2021، كما شغلت منصب المنسق الوزارى ومبعوث الأممالمتحدة لتغير المناخ cop27.. وشاركت الوزيرة فى قيادة التوافق على صياغة الإطار العالمى للتنوع البيولوجى حتى عام 2030.. وأهم إنجاز للدكتورة ياسمين قيادتها المبادرة العالمية الرئاسية التى تربط بين اتفاقيات ريو الثلاث التى أطلقت خلال مؤتمر التنوع البيولوجى.. لذلك من الطبيعى أن تسعى الأممالمتحدة وأن يسعى العالم للاستفادة من أداء الوزيرة المصرية التى تحقق النجاح فى كل موقع.. ولا شك أن ظاهرة التصحر التى اتسعت فى كثير من أرجاء كوكب الأرض ومنها مصر تحتاج إلى عمل شاق وخبرات التفاوض لمساهمة دول العالم فى مواجهة التصحر. هذا الحدث المهم يذكرنى بقامتين رفيعتين ساهمتا فى حماية البيئة على الصعيدين الدولى والوطنى.. الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص الملقب «أبو البيئة المصرى» وكان من حسن الحظ لقائى معه فى معشبة كلية علوم القاهرة التى ساهم فى إثرائها وكان لا بد لألتقيه التواجد فى المعشبة السابعة صباحاً.. وكان للدكتور القصاص الفضل فى تنبيه المسئولين والإعلام فى مصر بداية التسعينيات بخطورة تغير المناخ وتأثيره على ارتفاع مستوى سطح البحر المتوسط وتأثر الدلتا وكان يتمتع بتواضع العلماء رغم أنه ترأس الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة «IUCN» واللجنة الدولية لشئون البيئة، وترأس المجمع العلمى المصرى.. وكانت إسهاماته فى مواجهة التصحر وتدهور الأراضى محل اهتمام العالم. الدكتور مصطفى كمال طلبة العالم المصرى صاحب الفضل فى إنشاء برنامج الأممالمتحدة للبيئة ليترأس المدير التنفيذى للبرنامج بدرجة نائب الأمين العام للأمم المتحدة كما ترأس المنتدى العربى للبيئة والتنمية.. كان لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة برئاسة الدكتور طلبة دور أساسى فى توجيه دول العالم خاصة النامية لحماية البيئة ومواجهة الظواهر المترتبة على التلوث والمناخ والتنوع البيولوجى. ستظل الرموز المصرية فى جميع المجالات العلمية و الأدبية القوى الناعمة سفراءنا فى العالم ومبعث فخر المصريين.