تعتبر مصر من الدول التي عانت من الإرهاب طويلا وتعرضت لأكثر من ثلاثين عاما مضت للكثير من العمليات الإرهابية التي أثرت علي أمنها واستقرارها واقتصادها كباقي الدول التي عانت من الإرهاب وكانت مصر من أوائل الدول التي كافحت الإرهاب وتصدت له وجابهته وحدها بكل قوة وحذرت قياداتها من خطورته علي الإنسانية بل وحذرت كثيرا الدول التي تأوي الإرهاب وتحميه وتدعمه لتستخدمه في الوقت الذي تشاء من أجل تحقيق مصالحها التي تتعارض مع مصالح الدول واستقرارها، والأكثر من ذلك أن مصر دعت ولأكثر من منبر دولي دول العالم بخطورة الإرهاب وأهمية انعقاد مؤتمرات دولية لمكافحة تلك الظاهرة وكانت من أوائل الدول التي وقعت علي الكثير من الاتفاقات التي تتصدي للإرهاب وتساند علي المستوي الإقليمي والدولي الدول التي تتعرض له. ومنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وإلي الآن ومصر تتصدي وحدها بجيشها وشرطتها لكل مظاهر وأشكال الإرهاب الدولي وبخاصة بعد أن استطاع شعبها بإرادته في ثورة الثلاثين من يونيو أن يخلع النظام الإخواني الإرهابي من الحكم إلي غير رجعة ظنا منه أن الإرهاب يقف عند هذا الحد ولكن كانت الصدمة الكبري أن تلك التنظيمات ا'لإرهابية التي تنتشر الآن في الكثير من دول العالم ومنها التنظيم الإخواني بمصر والكثير من التنظيمات الإرهابية الموجودة في الكثير من بلاد ثورات الربيع العربي لا تعمل وحدها بل تعمل وفق أجندات أجنبية ومخططات الدول الكبري كأمريكا والدول الغربية وإسرائيل لاستهداف نشر الفوضي الهدامة والمدمرة في مناطق محددة بالشرق الأوسط وأفريقيا من أجل السيطرة عليها وتقسيمها والقضاء علي جيوشها وإشاعة الفوضي والاقتتال بين أبنائها مستخدمين في ذلك قيادات وخلايا التنظيمات الإرهابية والجهادية الخطيرة في أفغانستان وباكستان والشيشان بعد الحروب الدامية التي كانت قد نشبت بينهم وظننا أنهم يحاربون الإرهاب فاكتشفنا الآن أنها كانت مخططات لاستعمار الدول وتقسيمها وفق مخطط أمريكي صهيوني كبير. إن تلك التنظيمات الإرهابية انتقلت بعتادها من مناطق الصراع البعيدة بمساعدة أمريكا إلي الكثير من المساحات الجغرافية التي تجيد القتال والإعاشة فيها كجبال اليمن والمساحات الشاسعة بين حدود كل من العراق وإيران، والعراق وسوريا وغزة، والأراضي الليبية والجزائر ومالي ثم الآن في سيناء، وتلك التنظيمات لا تعمل وحدها بل تقوم القوي الدولية التي تدعي أنها تحارب الإرهاب بمد تلك التنظيمات بكل أشكال الدعم المطلوب وعلي رأسه المال والأسلحة المتطورة والتدريب علي العمليات القتالية النوعية وتقديم كافة المعلومات اللوجيستية بمساعدة الكثير من أجهزة المخابرات لتلك الدول. ولأن مصر اكتشفت وحدها هذا التنظيم الدولي بعد أن أفقدته توازنه في الداخل فإنها قد دفعت ومازالت الثمن غاليا من أرواح شهداء أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين المسالمين بسبب العمليات الإرهابية التي تستهدف الوطن ومؤسساته وأمنه بل وتستهدف النيل من اقتصاده واستقراره ووقف مسيرة ثورته وخطته للمستقبل علي نحو ما نشاهده من العمليات الإجرامية والتفجيرية المتواصلة، ولهذا فلم يعد يغب علي شعوب العالم وعلي بعض حكوماته وقياداته المخلصة ما تفعله أمريكا وحلفائها بالإنسانية عندما توهمنا بالدفاع عن الديمقراطية وهي أول من يخترقها، وتوهمنا أيضا بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وهي أول من تدافع عن حقوق الإرهابيين وتساندهم بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، ففي الوقت الذي يقاوم فيه الجيش المصري الإرهاب في سيناء وباقي المدن المصرية ويحافظ في نفس الوقت علي أمن الوطن واستقراره ويحترم أيضا اتفاقاته الدولية وعلي رأسها اتفاق السلام مع إسرائيل فإن أمريكا علي الجانب الأخر من أوائل الدول التي تعاقب مصر وجيشها علي الخير الذي تفعله عندما قامت أمريكا بإدارتها ورئيسها بتجميد المساعدات العسكرية لمصر في تلك المرحلة العصيبة بحجة أن مصر لا تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان بسبب موقفها المنحاز للجماعات الإسلامية التي كانت تتمني بقائها في الحكم لتنفيذ المخطط الذين حلموا بتحقيقه، ولهذا فإن أمريكا لا تساندنا الآن فيما كانت تحارب سابقا من أجله وكل ما تهدف إليه الآن وفق مخططات كبري هو نقل العناصر الإرهابية بالإضافة إلي تهريب الأسلحة الخطرة الموجودة في الدول المجاورة إلي أماكن صراع جديدة وبخاصة في سيناء لتحقيق مزيد من العمليات الإجرامية المختلفة لإرباك الدولة المصرية لانشغالها بحربها الداخلية مع تنظيم الإخوان الإرهابي قبل استكمال البنود الهامة والباقية من خطة الطريق والسعي بكل الطرق إلي إضعاف المؤسسة العسكرية والتشويش علي قياداتها وإمكاناتها قبل الانتخابات الرئاسية إلي جانب العمل علي تشويه صورة مصر الحالية بالخارج والضغط عليها عن طريق ترويج الجمعيات الحقوقية التابعة لأمريكا والاتحاد الأوروبي لفكرة انتهاك حق التظاهر وحقوق الإرهابيين داخل السجون المصرية ودون النظر إلي حقوق الضحايا والمصابين وحقوق الدولة المثالية مصر التي تحارب وحدها الإرهاب في العالم وعلينا جميعا نحن المصريين أن نوحد صفوفنا ونلتف جميعا حول جيشنا العظيم لتجاوز تلك المرحلة حتي تستقر الدعائم الكاملة للدولة المصرية معتمدين علي إرادتنا دون التعويل علي هؤلاء.