عام مضي علي قيام قوات الأمن وبمساعدة من رجال القوات المسلحة من التصدي للبؤر الإجرامية في الأماكن والأحياء المصرية إثر ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو للتخلص من حكم الإخوان الفاشي إلي غير رجعة ثم قيام الشعب بتفويض الجيش والشرطة للتصدي للإرهاب، ويأتي تجمهر جماعة الإخوان الإرهابية علي رأس التظاهرات والتجمهرات الأخري رغم خطورتها بعد أن تمكن قيادات تلك الجماعة من شحذ الهمم وجمهرة الصفوف خلال 47 يوم تمكنوا خلالها من تحويل ميداني رابعة والنهضة إلي ساحة للقتال والسكنات الحربية وليس للتظاهر والاعتصام كما كانوا يدعون ويروجون، وقد بذلت الدولة الكثير من المساعي السلمية لحث هؤلاء الخونة والإرهابيين علي فض اعتصامهم إلا أنهم رفضوا كل تلك المساعي وقابلوها بالإجرام وترويع حياة المواطنين وتعطيل مصالحهم في تلك الأماكن الحيوية والعمل علي تشويه صورة مصر الحضارية وزعزعة أمنها واستقرارها من خلال عمل تلك الجماعات الإرهابية خلال تواجدهم في تلك الأماكن علي كسر هيبة الدولة وعدم احترام قوانينها من خلال التهديد والوعيد بالحرق والتفجير والتخريب كبديل لخلعهم من الحكم، وقد شهد ميداني رابعة والنهضة خلال شهر أغسطس الماضي أعمال تخريب وحرق وتشويه وتخابر وتآمر علي الوطن وحوادث القتل والتعذيب وقطع الأصابع وحرق الجثث تحت منصة رابعة بعد أن حولوا المسجد ومحيطه كمكان لتشوين الكثير من أنواع الأسلحة والمتفجرات والمولوتوف والسوائل الحارقة والحواجز الأسمنتية وأنابيب الغاز وإطارات الكوتش وغيرها من الأدوات التي جهزوها بأعدادهم وميلشياتهم الغفيرة استعدادا للقتال، وكان علي الحكومة المصرية أن تقوم بدورها لإعادة الأمن والاستقرار لاستعادة هيبة الدولة واستقرارها استجابة إلي طلب الشعب منها التعجيل في التصدي للإرهاب وأشكال العنف والتظاهر الإجرامي الذي خرج من نطاق السلمية وأصبح يهدد البلاد ويجرم في حقها ليأتي يوم 14 أغسطس لتنجح خلاله قوات الأمن المصرية وبمهارة وخبرة عالية من فض هذين الاعتصامين بأعلي قدر من الكفاءة وضبط النفس وإنجاز العملية بأقل خسائر في الأرواح مما عرضهم للخطر بعد سقوط الكثير منهم كشهداء للواجب بعد قيام القناصة من جماعة الإخوان الإرهابية باستخدام غدرهم وإطلاق الأعيرة النارية والمواد الحارقة علي أفراد الأمن والمدنيين من سكان المنطقة، ورغم صعوبة وحساسية تلك العملية إلا أن قوات الأمن المصرية تصدت لها واستطاعت في زمن قياسي من فض الاعتصامين ليصبح هذا اليوم ذكري هامة يضاف إلي أيام قواتنا الأمنية والعسكرية في التصدي للإرهاب الأسود الذي يضرب بلداننا، ولهذا لا يجب أن نسمح أبدا أن يكون هذا اليوم خاص بالارهابيون واعتباره ذكري أليمة لهم يروجون من خلاله للعالم أنهم كانوا ضحايا بالمبالغة والكذب في الإعلان عن أرقام قتلاهم، أو أن نجعلهم يقومون خلاله بالعمليات التخريبية وترصدهم لرجال الجيش والشرطة بالقتل علي غرار ما شهدناه من أحداث وتجاوزات تلك الجماعة الإرهابية بالأمس إحياء منهم لذكري رابعة ظنا منهم ومن يقف ورائهم من الدول الراعية للإرهاب بإمكانية عودتهم للحياة السياسة والوصول للحكم مرة أخري. إن تلك الذكري هي بالنسبة لشعب مصر والمخلصين من أبنائه هي ذكري للتخلص من الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تم اكتشافها بعد استهدافها للوطن والعمل علي خرابه وفقا لمخططات وأجندات أجنبية، ورغم ما قامت به تلك الجماعات الإرهابية من عمليات إجرامية في هذا اليوم بعد أيام من التهديد والوعيد لإحياء تلك الذكري إلا أن قواتنا الأمنية عادت مرة أخري وجددت فرحتنا لتلك الذكري وأكدت علي قدراتها العالية عندما استنفرت حشودها القوية وآلياتها وسيطرت بكفاءة علي تلك الجماعات الإرهابية ومظاهر إرهابها في الكثير من ربوع الوطن حتي نجحت في الحفاظ علي أمن الوطن واستقراره وأثبتت مدي جاهزيتها وتضحياتها بأرواحها الغالية فداء منها لهذا الوطن. رحم الله شهداء مصر من رجال الجيش والشرطة ومن الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة المخلصين من أبناء هذا الوطن والذين عملوا علي إعادة هيبة الدولة واستقرارها وأعادوا الروح إليها وجنبوها من شرور الخائنين والكائدين في مصر وخارجها .