لا أعرف من الذى أتوجه إليه بالسؤال: ما هى جريمة الدكتور عادل النجدى، عميد كلية التربية السابق بجامعة أسيوط، حتى تقرر إدارة الكلية سحب المقررين الدراسيين اللذين يدرسهما للطلاب بعد مرور خمسة أسابيع من بدء الدراسة؟.. وكيف تقوم بتكليف أساتذة آخرين بتدريسهما؟!.. الغريب أن قرار مجلس الكلية رقم 667 ذكر أنه قام بتوزيع كتابيه مجانا على الطلاب، وعدم تسليمهما لإدارة الكلية لبيعهما للطلاب!. كنت أتصور أن تنتفض الجامعة إذا باع الكتاب بأسعار مبالغ فيها، وتخالف تعريفة الجامعة.. لكنه لم يجد بدا من الدفاع عن نفسه، فأعلن الدكتور النجدى أنه لم يتغيب عن أى محاضرة منذ بدء العام الدراسى، ولم يتقدم أى طالب بشكوى ضده، وكتب الطلاب مذكرات لإدارة الكلية تشهد بأنه قدم المادة العلمية من أول يوم جامعى مجانا، كما أنه قدم الكتب مجانا حرصًا منه على مصلحة الطلاب وتخفيفًا عنهم فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الطلاب!. واعتبر الطلاب أن قرار الكلية يخالف قرار المجلس الأعلى للجامعات الصادر بتاريخ 27 يونيو 2024 بشأن منظومة الكتاب الجامعى الإلكترونى، وتحديدًا المادة 12 التى نصت على حرية الأستاذ الجامعى فى التعاقد مع المنظومة، بشرط ألا يتجاوز سعر الكتاب السعر المحدد من الكلية، مؤكدين أنه قدّم الكتاب مجانًا تمامًا، وهو ما يعد التزاما بروح القرار لا مخالفة له!. والآن أشعر بالدهشة من قرار الكلية وأتساءل: ما هى الجريمة لوقف الدكتور، وسحب المواد منه وتكليف آخرين بها؟.. هل كشف زملاءه فى الجامعة حين وزع الكتاب مجانا؟.. هل كان عليه أن يبيع الكتاب بأعلى سعر ليتقاسموا معه أرباحه؟.. هل هناك شبهة كيدية فى إحالته للتحقيق؟!. هل هم يتعاملون معه كذلك لأنه كان العميد السابق للكلية فأرادوا كسره؟.. هل فقد التدريس الجامعى قيمته وأصبح يخضع للابتزاز وقلة القيمة؟!. السؤال: أين المجلس الأعلى للجامعات من هذه المهزلة؟.. وأين وزير التعليم العالى؟.. هل من المنطقى أن يكافأ هذا الأستاذ أم يحال للتحقيق؟.. أتذكر أن الدكتور الوزير الأسبق، جمال الدين العطيفى، كان يوزع كتبه ومذكراته مجانا على طلبة كلية الإعلام.. ولم يجرؤ أحد أن يسأله: لماذا؟، لأن الزمن كان مختلفا وليس فى هذه الأيام التى تقيم كل شىء بطريقة مادية!. باختصار: هل الأستاذ الذى يراعى ظروف الطلاب، ويخفف عنهم فى ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة يكشف المجتمع ويكشف الحكومة أم يساعد معها؟.. ما هو المعنى بالضبط، وما هى جريمة الرجل التى لا نعرفها حتى الآن؟!، هل الصواب أن يرفع قيمة كتبه، كما يرفع الأطباء قيمة الكشف بأسعار فلكية؟!.