يعد ضعف البصر من أعراض التقدم في السن، ورغم اختلاف أسبابه، إلا أن الناتج عن تدهور الشبكية يعني الإصابة بمرض التنكس البقعي، وهو من أكثر أمراض العين شيوعا المصاحبة لتقدم السن والذي يؤدي إلي فقدان البصر تدريجيا، بسبب تلف الشبكية، حيث يقوم الدماغ بوظائف العين، ولهذا لا يكتشف المصابون المرض إلي متأخرا. وحسب أخصائي طب العيون الألماني 'ينز داتشينسكي'، فإن التنكس البقعي هو مرض يؤثر في 'البقعة العينية' والمعروفة ب'اللطخة الصفراء'، وهي أحد أقسام العين التي تسمح برؤية التفاصيل الدقيقة. الأمر الذي يؤثر علي الرؤية لتصبح مركزية ضبابية ومشوهة. ويمنع المصاب من القيام ببعض المهام مثل القراءة وقيادة السيارة وغيرها من المهام التي يتطلب رؤية الأشياء بوضوح. أكد ' داتشينسكي' أن التنكس البقعي يبدأ بظهور غشاوة علي اللطخة الصفراء، فإن هذه البقعة تكسب لونها من الصبغيات الموجودة في مادة 'اللوتين' و'زيازاثنين' المكونة للبقعة. وحدوث نقص في هذه المواد يؤدي إلي تشكل طبقات تؤثر علي الرؤية. ورغم عدم معرفة أسباب الإصابة بالتنكس البقعي، إلا أن هناك نظريات تشير إلي أن العامل الوراثي هو من أحد أسباب الإصابة بالمرض. كما أكد ' داتشينسكي ' عبر دارسة أجراها أنه يمكن علاج مرض التنكس البقعي بالرغم من صعوبته، من خلال تناول بعض الأغذية التي تحتوي علي صبغيات طبيعية مثل الجزر الذي يحتوي علي مادة 'بيتاكاروتين'. وبحسب 'يداتشينسكي' فإن مادة 'اللوتين' و'زيازاثنين' هم من مشتقات 'بيتاكارويتن'. ووفقا للدراسة التي أجريت علي مدار عام كامل، فإن المشاركين الذين حصلوا علي جرعات محددة من صبغيات طبيعية موجودة في الجزر وبعض خضار السلطة وبعض المواد الدهنية المفيدة إضافة إلي الجوز والسمك، تحسنت رؤيتهم بشكل ملحوظ، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الصبغيات في البقعة الصفراء. بينما لم يظهر أي تحسن في البقعة الصفراء لدي أولئك الذين اعتمدوا علي تناول الأدوية. ما يعني أن مرض التنكس البقعي، الذي له علاقة بالتقدم في السن، يمكن علاجه عبر الأغذية، ما يمكّن البعض علي استعادة الرؤية الواضحة.