قدم المكتب الثقافي المصري برئاسة المستشارة الثقافية الدكتورة أمل الصبان والملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر وجميع أفراد السلك الدبلوماسي بالسفارة والقنصلية المصرية بباريس خالص تعازيهم إلي شعب مصر العظيم وإلي جامعة ومشيخة الأزهر وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وإلي جميع الهيئات العلمية والدينية والمؤسساتية لرحيل العالم الجليل الدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الثقافات والديانات، وقد تلقي المكتب الثقافي والدكتورة أمل الصبان العديد من برقيات التعزية من جانب المصريين بفرنسا وأوروبا ومن الكثير من مثقفي الجاليات العربية والإسلامية والمراكز الثقافية والجامعات والهيئات العلمية بفرنسا بسبب حبهم واحترامهم لقيمة تلك الشخصية العظيمة التي رفعت اسم مصر ومكانة الأزهر الشريف في الهيئات والجامعات الفرنسية والأجنبية بعد أن أعطت شخصية الدكتور العزب كل ما تملك من علم ومعرفة كبيرة علي غرار أساتذته القدامي من مؤسسي حركة التنوير بفرنسا كالأفغاني والطهطاوي ومحمد عبده وغلاب وغيرهم من الذين أسهموا بعلومهم الدينية والفلسفية في تقريب وجهات النظر بين الثقافات والحضارات وبخاصة بين الإسلام وقيمه السمحة وعلاقته بالأديان الأخري وبالأخر أيا كان هذا الأخر، وتوضح الدكتورة أمل الصبان التي اختصت جريدة الأسبوع بهذا النعي بأن الدكتور محمود العزب ومن خلال رحلته العلمية وأبحاثه وندواته وتدريسه بالجامعات الفرنسية قد سعي دائما إلي خلق الحوار البناء بين الحضارات والثقافات وبخاصة الحضارة الشرقية والغربية ونقله بكل ما يملك من سلاح العلم والمعرفة لمفاهيم وقيم الإسلام السمحة المنفتحة علي كل الأديان والثقافات واحترامها للإنسان أيا كان هذا الإنسان لأنه كان ينبذ العنف والتشدد والعنصرية بكل صورها ساعيا بعلمه إلي التأكيد علي قيمة المحبة والسلام التي يأمل أن تسود العالم، كما أنه وبعد ثورة يناير وثورة الثلاثين من يونيو اجتهد في تحسين صورة طبيعة الأوضاع في مصر ونقل الصورة الحقيقية عنها من خلال محاضراته بالمراكز والجامعات الفرنسية كما عمل أيضا داخل مصر وخارجها علي ما يجب أن تكون عليه الصورة الصحيحة والسليمة للعلاقة بين الأقباط والمسلمين ومشجعا من خلال زياراته للكنيسة ودعواته لمصريين الخارج إلي مشيخة الأزهر ودعوته لنشر ما يسمي ببيت العائلة علي تأكيد الوحدة الوطنية والنسيج الوطني من أجل الحفاظ علي وحدة وسلامة الوطن وترابطه وداعيا دائما الطرفين إلي اليقظة تجاه أعداء الوطن ودرء الفتنة والمؤامرات التي تحاك ضد وحدة المصريين في الداخل والخارج، لقد كان وكما تقول الدكتورة الصبان رجلا قويا بالعلم والأدب والمعرفة وعلاقاته القوية مع صفوة المثقفين بفرنسا وحرصه رغم أعماله مع شيخ الأزهر علي الذهاب إلي فرنسا وحضوره للندوات التي كانت تقام بالمركز الثقافي وكذلك بالمكتب الثقافي المصري بالسفارة وآخرها كان من مدة قليلة عندما حضر ندوة هامة في المائدة المستديرة عن الأقليات والأغلبيات في الوطن العربي شارك فيها العديد من رموز العلم والثقافة من المصريين والعرب والأجانب بالتعاون مع المعهد العالي للغات ودراسات الشرق الأوسط التابع جامعة السوربون في حضور كلا من الكاتب الكبير جمال الغيطاني، والدكتور نبيل عبد الفتاح والسيد محمد مصطفي كمال سفير مصر بباريس والملحق الحربي آن ذاك اللواء محمد رأفت الدش برئاسة المستشارة الثقافية الدكتورة أمل الصبان وكان ضيف شرف هذه الندوة الدكتور الراحل محمود العزب مستشار شيخ الزهر مع نائب رئيس جامعة الأزهر وتحدثا فيها عن الدور التاريخي للعلاقة بين المسيحيين والمسلمين وغيرها من الندوات والمؤتمرات التي كان ماهرا فيها وناقلا لكل ما يجيش داخل صدور العلم والعلماء في مصر إلي علماء ومثقفي الخارج فيما يتعلق بحوار الأديان وحوار الثقافات. وسوف يقوم المكتب الثقافي بعمل حفل تأبين كبير بالمكتب الثقافي بباريس يعبر عن مكانة وشخصية تلك العالم الذي يندر فيه عالمنا في مصر الآن أن يجود بمثله، وسوف يتم ذلك بمجرد عودة ابنتيه من مصر لفرنسا لاستكمال دراستهما عرفانا بدوره العلمي والديني ومعبرين في نفس الوقت عن نقل مشاعر كل أبناء الجالية المصرية والعربية والإسلامية لفقدان صاحب الدرجات العلمية الرفيعة وناقل فكر ووسطية وسماحة الإسلام لكل بلاد العالم مع دعاؤنا له بالرحمة والمغفرة والدرجات العالية من الجنة في هذا الشهر المبارك الذي تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنة فهنيئا له.