المكتب الثقافي المصري بباريس بلمسة متطورة جديدة

يعتبر المكتب الثقافي المصري بباريس من أهم العلامات الثقافية المضيئة في مدينة النور لما له من شهرة وتميز عن باقي المكاتب الثقافية لكثير من البلدان، وقد توافد علي المكتب الكثير من المستشارين الثقافيين المصريين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة ولما قدموه من انجازات كبيرة أسهمت في تنشيط العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا وأيضا في الارتقاء بالبعثات التعليمية المصرية لسائر التخصصات في الدراسات العليا وتفعيل دور المركز الثقافي، كما أن المكتب الثقافي بفرنسا يمتد دوره الثقافي والتعليمي علي كلا من بلجيكا وسويسرا وتنقسم مهامه إلي قسمين رئيسيين:
1- المهام الثقافية: وهي من أهم أولوياته لأنه يقوم بالتنشيط الثقافي لمختلف أوجه الثقافة المصرية في بلد الثقافة والفنون والآداب ' باريس ' من خلال إقامته للكثير من المعارض التشكيلية والندوات المتخصصة والسهرات الموسيقية والمسرحية والعروض السينمائية بالمركز الثقافي التابع له وخارجه إلي جانب استضافة الكثير من الشخصيات المصرية البارزة عبر مناسبات بعينها لترسخ وتوضح للآخرين دور الثقافة المصرية وريادتها في مختلف أوجه المجالات الثقافية وغيرها من الكثير من الأنشطة الثقافية المتبادلة بين مصر وفرنسا.
Show message history
المهام التعليمية: يقوم المكتب بالمهام التعليمية ومنها الإشراف العلمي علي المبعوثين والدارسين المصريين في كلا من باريس وبلجيكا وسويسرا إلي جانب تنشيطه للتبادل العلمي والثقافي مع مصر وتلك البلدان من خلال إقامة المكتب لقنوات علمية بين الجامعات المصرية ونظائرها في تلك البلدان وغيرها من الكثير من الأنشطة.
وقد شهد المكتب مؤخرا تطورا كبيرا ونشاطا ثقافيا مميزا ومستمرا علي يد المستشارة الثقافية الحالية الدكتورة أمل الصبان والملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر، لقد شهدت السنة الحالية والمنصرمة تطورات في أداء المكتب يتميز في لمسته عما سبقه من خلال مساعدة متميزة وواعية للمبعوثين المصريين وإمداد الدكتورة أمل الصبان لهم بكل ما يلزمهم أثناء فترة البعثة العلمية وحتي عودتهم إلي أرض الوطن، إلي جانب إسهاماتها الكبيرة في تنشيط دور المركز الثقافي المصري الذي يرأسه الدكتور محمود إسماعيل بإشغال المركز طوال العام بإحياء مختلف المناسبات والاحتفالات والأعياد الدينية والاجتماعية والوطنية المصرية في موعدها للتعريف بعادات مصر وتقاليدها وفنونها وطريقة احتفالياتها، كما تتميز الدكتورة أمل الصبان بأهمية دور المكتب بالمشاركة في الاحتفالات والمناسبات الفرنسية طوال العام مثل مهرجان الشعر والموسيقي والسينما والمعارض التشكيلية والبحوث العلمية في الجامعات الفرنسية حرصا منها علي تأكيد التواجد الثقافي المصري في فرنسا ومحيطها الإقليمي، كما يعود لها الفضل في استضافة الكثير من المثقفين والصحفيين والفنانين العرب والفرنسيين وغيرهم بالمركز الثقافي من خلال إقامتها ندوات متميزة حول مساهمات هؤلاء في الثقافة والفنون وغيرها من المجالات، ومن آخر الانجازات والإسهامات الكبيرة للدكتورة أمل الصبان هو النجاح الكبير الذي حققه حفل مكتب الدفاع الحربي بباريس برئاسة العميد محمد رأفت الدش بالاحتفال بالذكري الأربعين لنصر السادس من أكتوبر باليونسكو، فرغم إسهام سيادتها في إنجاح حفل العام الماضي إلا أنها بذلت جهدا كبيرا في إنجاح احتفال هذا العام بسبب الترتيبات الكبيرة لضخامة الحفل وعدد المشاركين والضيوف من كل بلاد العالم عندما تعاونت مع مكتبة الإسكندرية التي يرأسها الدكتور إسماعيل سراج الدين وحصلت من مساهماتها بكل ما هو مطلوب من أرشيف المكتبة ومخطوطاتها وكتبها وصحفها وتقنياتها التي تؤرخ لنصر أكتوبر، ناهيك عن مساهمة دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وحضور فرقة الموسيقي العربية التي تألقت بأدائها وأغانيها بالمسرح الكبير باليونسكو مما أثر الحفل هذا العام عندما ظل صداه ممتدا طوال شهر أكتوبر عبر أجندة احتفالات خاصة علي هامش حفل مكتب الدفاع.
يضاف أيضا إلي إسهامات المستشارة الثقافية أنها أدخلت العام 2012، 2013 نظام جديد ودورات لتعليم اللغة العربية للأطفال من المصريين والعرب والأجانب من سن 3: 15 وافتتاح فصول لتعليم اللغة العربية أعقبه هذا العام فتح فصل جديد لتعليم اللغة العربية للكبار من الفرنسيين الراغبين في التعرف علي الثقافة واللهجة المصرية، من أنشطتها أيضا اشتراكها في مسابقة شعراء العرب في فرنسا من خلال أمسيات شعرية بالمركز الثقافي للحصول علي جائزة مصر اليوم للشعر، كما يقوم المركز الثقافي بتوجيه من الدكتورة أمل الصبان بالقيام خلال شهر أكتوبر بإقامة معرض تحت عنوان المدرسة السريالية في الفن يستضيف فيه الفنان السيد القماش ليقدم محاضرة عن السريالية عن الفن في مصر وإقامة معرض للصور الفوتوغرافية النادرة بعنوان ' مصر عبر الثورات والانتصارات ' بالتعاون مع وحدة ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، ثم دورها وتعاونها الكبير والمتكرر مع جمعية أصدقاء قناة السويس حول موضوع فكر المصريين من بناء الأهرام إلي حفل قناة الفراعنة بمشاركة الدكتور فتحي صالح سفير مصر السابق باليونسكو ومؤسس مركز توثيق التراث الثقافي والطبيعي في مصر مع مشاركة كبيرة من العلماء والمتخصصين الفرنسيين وغيرهم بمقر جمعية قناة السويس إلي جانب عرض المركز للكثير من الأفلام السينمائية منها فيلم وإسلاماه وفيلم الرسالة للمخرج مصطفي العقاد وغيرها من الكثير من الأنشطة من أهمها احتفالية وندوة كبيرة عن مكتبة الإسكندرية ذاكرة مصر المعاصرة وعرض فيلم تسجيلي عن تاريخها وإنشائها ومساهمات الجانب الفرنسي فيها بالتعاون مع رئيس المكتبة الفرنسية وأيضا الجمعية الفرنسية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية، كما أبرمت المستشارة أمل الصبان بمساعدة الملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر العديد من الاتفاقات الدولية ومنها اتفاقية في مجال التعاون العلمي والزراعي بين المكتب ووزارة الزراعة الفرنسية لاستقدام 5 من الطلاب المصريين للحصول علي بكالوريوس الزراعة في مجالات حيوية، وأبرمت اتفاقية إعلان نوايا مع جامعة السوربون باريس 3 المتخصصة في الآداب والفنون والمسرح وتهدف إلي تبادل الخبرات بين مصر وفرنسا وتبادل الأساتذة و الباحثين وعقد الندوات والمؤتمرات، كما قام المكتب مؤخرا بإسهام من الملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر بإبرام اتفاقية مع موسوعة دلوز للعلوم القانونية بين كليتي الحقوق بجامعة المنصورة وجامعة عين شمس، كما أن المكتب بصدد إعداد مشروعات كبيرة أخري واتفاقات دولية للتعاون العلمي بين مصر وفرنسا وفتح آفاق ومنح جديدة للجانب المصري، ولهذا الدور الذي يقوم به المكتب الثقافي يستحق منا وبواقعية وبمشاركة ميدانية عن قرب أن نقول أن المكتب الثقافي بباريس شهد لمسة تطور كبيرة تحت رئاسته الحالية.