ذاكرة الكتب: «هيكل» يكشف الدور الأمريكى والموقف العربى من نكبة فلسطين فى «العروش والجيوش» ذاكرة الكتب«هيكل» يكشف الدور الأمريكى والموقف العربى من نكبة فلسطين فى «العروش والجيوش»    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا بين 'الكرامة'، و'الإرهاب' !!

من أفغانستان إلي الجزائر والعراق وسوريا وليبيا.. تنظيمات وجماعات، وقيادات تنتسب إلي الإسلام.. 'إخوان'.. 'قاعدة'.. 'داعش'.. 'جهاد'.. 'أنصار الشريعة'.. 'جيش الإسلام'.. 'أمة الإسلام'.. 'سلفية جهادية'، وأخري دعوية.. يجاهدون حسب ظنهم.. ثم ينتصرون.. ثم يحكمون أو يقتربون من مقاعد السلطة، وسرعان ما يختلفون، ويتصارعون ثم يتقاتلون، ويفشلون ثم يتناثرون في شتات من دولة إلي أخري.. !!
ومن معارك إلي شتات سقطت ليبيا في قبضتهم بغارات الناتو وتقنيات الحلفاء ليرفعوا رايات تنتسب إلي الإسلام لباساً لا أساسا، ودانت لهم كل المقومات اللازمة لإقامة دولة إسلامية قوية بثرواتها وأموالها وجيشها.. لكن سرعان ما عادوا إلي سيرتهم الأولي.. يحكمون ويتصارعون ثم يتقاتلون، ويفشلون!!
وها هي ليبيا في قبضة جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية المسلحة.. قبائل وإمارات وولايات، وصراعات ومعارك وجرائم ومشاهد دامية.. فلا مكان لأجهزة الأمن ولا موقع للجيش والحكم كله لغرفة الثوار التي تتكون من قيادات الجماعات المسلحة وتم تكليفها رسمياً من المؤتمر الوطني العام بحفظ الأمن في البلاد.. ولا ندري كيف يحفظ هؤلاء الأمن وهم يعتقدون أنه لا حق لمواطن في الأمن، بل ولا حق لمواطن في الحياة إلا إذا حصل منهم علي صك بالإيمان والإسلام.. ولا إيمان ولا إسلام إلا لأعضاء جماعاتهم التي تكفر بعضها بعضا وتقتل بعضها بعضاً.. وقد ظهر أثر ذلك كله في الصراعات داخل كواليس السلطة وخاصة في المؤتمر الوطني العام وداخل الحكومات المتعاقبة.
ولم تكن المسافة الزمنية بعيدة بين 17 فبراير 2011 موعد بداية الثورة الليبية كما يطلقون عليها أو بمعني أدق بين أكتوبر 2011 موعد نهاية دولة ليبيا وبين بداية عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر في مايو 2013 لكن الأحداث كانت كثيرة ومتلاحقة وكان جميعها يؤكد أن ليبيا في خطر داهم.
في هذه الفترة القصيرة تعاقب علي ليبيا خمسة رؤساء للحكومة:
- محمود جبريل 23 مارس - 23 أكتوبر 2011 رئيساً لما يسمي بالمكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي.
- علي الترهوني 23 أكتوبر - 24 نوفمبر 2011، رئيس وزراء مكلف.
- عبد الرحيم الكيب 24 نوفمبر 2011 - 8 أغسطس 2012
- عبد الرحيم الكيب 8 أغسطس 2012 – 14 نوفمبر 2012، وقد استقال من منصبه بسبب مطالب الجماعات المسلحة وجماعة 'الإخوان' باستبعاد جميع أتباع وأنصار القذافي من جميع المناصب والمواقع.
- علي زيدان 14 نوفمبر 2012-11 مارس 2014، وهو أول رئيس حكومة يتم اختطافه من جماعة مسلحة لا تستطيع سلطات الدولة محاسبتها.. وقد تدخل 'إخوان' ليبيا ومارسوا ضغوطاً قوية لدفعه للاستقالة من الحكومة بعد زيارته لمصر ولقائه بالرئيس المصري عدلي منصور حيث اعتبر 'الإخوان' ومن معهم من جماعات مسلحة أنه اعترف بالسلطة الانقلابية حسب وصفهم!!
- عبد الله الثني 11 مارس - 4 مايو 2014، وتم تكليفه برئاسة الحكومة بجانب منصبه كوزير للدفاع، ورغم ذلك تلقي تهديدات من الجماعات المسلحة فقدم استقالته !!
- أحمد معيتيق 4 مايو 2014، وقد بذل 'الإخوان' كل الجهد لتمكينه من الفوز برئاسة الحكومة.
وبين هذه الحكومات المتعاقبة الخاضعة للجماعات المسلحة ظهرت علي السطح ملامح تقسيم ليبيا التي يمكن أن تجعل من الدولة الواحدة خمس دويلات أو إمارات.. وكانت برقة القطعة الأولي التي كادت تتطاير بعيداً عن الجسد الليبي، وطالب أحمد الزبير السنوسي نجل الملك ادريس السنوسي الليبي، ومعه عدد من الزعماء المسلحين والقيادات السابقة لجهاز حرس المنشآت النفطية، عن قيام الحكم الذاتي لإقليم برقة في الثاني من يونيو 2013 و يمتد الإقليم من الحدود المصرية غرباً والي الحدود الشرقية من مدينة سرت وجنوباً الي الحدود التشادية والسودانية، وسيطر المسلحون علي موانئ النفط الليبية شرقي البلاد في يوليو وأعلنوا في أغسطس عن تشكيل مجلس سياسي لإقليم برقة كما أعلنوا عن حكومة اتحادية أحادية الجانب، وتم تأسيس مؤسسة لتصدير النفط من برقة مباشرة دون الرجوع للحكومة الليبية واستمرت الأزمة تسعة أشهر إلي أن تمكنت الحكومة الليبية من توقيع اتفاق سياسي يقضي بإعادة السيطرة الحكومية علي موانئ برقة النفطية، غير أن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل، ولا تزال الجماعات المسلحة ماضية في مساعيها لاستقلال برقة تحت إدارة حكم ذاتي تكون بمقتضاه برقة عبارة عن إقليم فيدرالي.
وفي الأسبوع الأخير من سبتمبر أعلنت بعض قبائل الجنوب الليبي في مدينة أوباري الصحراوية أن منطقة الجنوب أصبحت إقليماً فدرالياً تحت اسم إقليم فزان الفيدرالي، وتم اختيار نوري محمد القويزي رئيساً للإقليم، وقال زعماء القبائل في بيان لهم إنهم أقدموا علي هذه الخطوة بسبب ما وصفوه ب'ضعف أداء المؤتمر الوطني العام وعدم تلبية الحكومة لمتطلبات الشارع الليبي، خاصة في منطقة فزان'.
وفي نهاية أكتوبر 2013 تسلل مسلحون من مدينة 'زوارة' القريبة ذات الأغلبية الأمازيغية، إلي المنطقة الصناعية وقاموا بالاستيلاء علي ميناء مليتا لوقف صادرات النفط وقطع إمدادات الغاز الليبي إلي إيطاليا، وأوربا للضغط علي الاتحاد الأوربي للقبول باللغة الأمازيغية و إدراج لغتهم وثقافتهم في الدستور الليبي الجديد، وتطورت مطالب بعض الأمازيغ إلي المطالبة بحكم ذاتي في غرب ليبيا، وارتدي الأمازيغ زي الميليشيات المسلحة، ووصف أيوب سفيان، المتحدث باسم المجلس الأمازيغي الأعلي عملية تعطيل الصادرات النفطية ب 'الإجراء الاضطراري' الذي جاء بعد عدم الاستماع للنداءات والاحتجاجات المتكررة. ويقول سفيان: إن 'لغة السلاح هي اللغة الوحيدة التي يفهمها أصحاب القرار'.
وغابت الدولة بجميع سلطاتها وسقط مفهوم الأمن في ليبيا، واصبحت أنباء السطو المسلح والقتل والخطف أنباء معتادة تألفها الأذن والعين بين لحظة وأخري في ليبيا.
وتزايدت اعتداءات الجماعات المسلحة علي البنوك وسيارات نقل الأموال في ليبيا وكان أخيرها وليس آخرها قيام مسلحين يوم السبت الرابع والعشرين من مايو 2014 بالسطو علي فرع بنك الجمهورية بحي قرجي في طرابلس ليبيا وتم الاستيلاء علي 200 ألف دينار ليبي، كانت مخصصة للمعاملات البنكية العاجلة
وكانت الجماعات المسلحة حريصة كل الحرص علي تفكيك الجيش والشرطة ونفذت عدة عمليات مكثفة لاغتيال ضباط الجيش الليبي وقيادات الأجهزة الأمنية، ومعهم أية شخصيات تعارض الميليشيات المسلحة، وكان من هذه العمليات:
- في الخامس من أكتوبر 2013 أعلنت الحكومة المؤقتة الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء ليبيا علي استشهاد ستة عشر فردا من أبطال الجيش الليبي، لقوا مصرعهم علي أيدي مسلحين.
وبعد أيام قام مسلحون باختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، لكنهم أطلقوا سراحه بعد ساعات.
- وأطلق مسلحون النار علي رئيس فرع مصلحة الجوازات والجنسية في مدينة 'سرت'، العقيد رمضان الطروق، في أحد الشوارع الرئيسية بوسط المدينة، وجاء مقتل الطروق بعد ساعات من تشييع جنازة العقيد كمال بزازة، مسئول الشئون الإسلامية بوزارة الداخلية، الذي قُتل نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته، بمدينة بنغازي.
وشهدت بنغازي وحدها أكثر من 57 بنغازي عملية اغتيال استهدفت ضباط الجيش والشرطة، وسياسيين وكان من بينها:
- المحامي و السياسي البارز عبد السلام المسماري، أطلق عليه مسلحون الرصاص عقب خروجه من مسجد في بنغازي، وكان المسماري من أشهر المعارضين لوجود الميليشيات المسلحة.
- قام المسلحون بإلقاء عبوة ناسفة علي منزل أحمد فراج البرناوي، قائد قوة حماية بنغازي، الذي لقي مصرعه في الحال.
- في يوم واحد قتل المسلحون العقيد خطاب يونس الزوي، والعقيد متقاعد سالم السراح، بالرصاص في واقعتين منفصلتين في بنغازي، وجاء مقتل السراح عقب أدائه الصلاة وخروجه من أحد المساجد في بنغازي.
- اغتيال العقيد فوزي محمد علي البركي، أحد ضباط جهاز الأمن الداخلي السابقين في عهد القذافي، بتفجير سيارته بعبوة ناسفة.
- نجاة العقيد حامد الحاسي أحد ضباط القوات الجوية في عهد القذافي، وقائد الجناح العسكري لمجلس برقة الانتقالي، من محاولة اغتيال برصاص مجهولين، لكن الرصاصات قتلت رجلين آخرين في موقع الحادث.
- اختطاف عبد السلام المهدوي، رئيس قسم المباحث الجنائية بشرطة بنغازي، علي يد مسلحين مجهولين.
- اغتيال جمعة المصراتي قائد لواء مشاة في الجيش الليبي بعد تفجير سيارته بعبوة ناسفة علي بعد 150 متراً من منزله في بنغازي.
ورغم تكرار هذه الحوادث لم تقدم أجهزة الأمن في ليبيا مسلحاً إسلامياً للتحقيق أمام النيابة العامة، ومن تجرأ علي التفكير في تفعيل سلطة القضاء أو الأمن كان مصيره القتل أو الخطف، مهما كان منصبه أو موقعه، وقالت 'هيومن رايتس ووتش' إن هناك اغتيالات تمت لضباط بين 2012 و2013 علي صلة بمقتل اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس أركان الكتائب المعارضة للقذافي، فقد اغتيل جمعة عبيدي الجازوي، وهو أحد القضاة الثلاثة المكلفين بالتحقيق في مقتل يونس، في يونيو 2012، علي أيدي معتدين مجهولين أمام أحد مساجد بنغازي، وتم العثور علي أحد قضاة بنغازي العسكريين، مقتولاً هو واثنين من مساعديه في 28 يوليو 2012.
وأطلق المسلحون الرصاص علي العقيد سليمان بوزريدة، قبل مسافة قليلة من وصوله إلي مسجد قريب من منزله.، وكان بوزريدة يشغل منصب رئيس التحقيقات في وحدة المخابرات العسكرية في عهد القذافي، وترأس بعد ذلك المخابرات العسكرية في بنغازي بعد فبراير 2011، واستقال من منصبه قبل شهر من وفاته، وقال يزيد ابن بوزريدة ل هيومن رايتس ووتش إن وكيل النيابة المسئول عن القضية أبلغ العائلة بقدرته فقط علي 'جمع ملفات القضية في هذه المرحلة لكنه لا يمتلك قوة عاملة كافية لإجراء أي 'تحقيقات سليمة وقال إن أحد شهود جريمة القتل الذي أدلي بأقوال للشرطة تعرض للتهديد في الشارع بعد وقت قصير علي يد مجهولين.
وحسب تقرير 'هيومن رايتس ووتش' فقد أطلق مسلحون الرصاص علي العميد محمد هدية الفيتوري، مسئول السلاح والذخيرة في الجيش الليبي بشرق ليبيا في 10 أغسطس 2012، وقالت عائلة الفيتوري ل هيومن رايتس ووتش إن أحد الشهود أبلغهم بأن المعتدين حاولوا في البداية دفع الفيتوري إلي سيارة منتظرة وهم يصيحون 'خائن' و'كافر'. وحين أخفقوا أطلقوا عليه الرصاص في الرأس والقلب واليد والساق. توفي الفيتوري علي الفور. وقالت أسرته إن أحداً لم يعتقل، ولم يتم استجواب الشاهد الوحيد علي الواقعة قالت أمل البرغتيال، أرملة الفيتوري، 'لم يأت أحد من السلطات إلي هنا لسؤالنا عن الواقعة المتعلقة بوفاة زوجي. ولم يتصل بنا أحد من النيابة. وليس لدينا علم بأي تحقيق'.
ومن الحالات النادرة التي أخطأ فيها جهاز الأمن وقام بدوره، حالة علي الفزاني.. وهو الشخص الوحيد الذي تم اعتقاله واحتجازه علي ذمة الاغتيالات في بنغازي، وقد تمكن من الفرار من السجن في طرابلس.. وكانت أجهزة الأمن قد اعتقلت الفزاني في 16 ديسمبر 2012، واعترف في البداية بقتل قيادات عسكرية وأمنية، ولم يستمر احتجاز الفزاني بقسم المباحث الجنائية في بنغازي أربعة أيام، حيث قام متظاهرون مسلحون بمهاجمة مقر القسم في 20 ديسمبر لحماية الفزاني من التعذيب علي حد زعمهم، وأحرقوا بعض أجزاء المبني وسرقوا أثاثه وكاميرات المراقبة، وقتلوا أربعة أشخاص بينهم ضابط شرطة. وسارعت الشرطة بنقل الفزاني إلي مقر احتجاز الهضبة في طرابلس داخل مقر قيادة الحرس الوطني، لكن تم تهريبه من الهضبة بعد أقل من خمسة أشهر.
وإذا فكر مواطنون في ممارسة حقهم في التظاهر ضد الميلشيات المسلحة فإن مصيرهم يكون القتل فوراً، في الثامن من يونيو 2013 عندما تجمع متظاهرون في بنغازي عند مقر لواء درع ليبيا1، وهو أحد أكبر المليشيات في المدينة، للمطالبة بنشر قوات الجيش الليبي النظامي والشرطة بدلاً من الميلشيات. قابلت الميلشيات المسلحين بطلقات مضادة للطائرات، فقتلت 32 منهم وأصابت العشرات قبل أن تتدخل القوات الخاصة للجيش الوطني وتسيطر علي قاعدة اللواء.
وفي ظل العجز الأمني وغياب الدولة دخلت قوات أمريكية خاصة إلي قلب العاصمة طرابلس وألقت القبض علي نزيه الرقيعي المعروف ب'أبوأنس الليبي' من أمام منزله في أكتوبر 2013 بدعوي تورطه في عمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية وارتباطه بتنظيم القاعدة.
وأصبحت البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في خطر بعد تكرار حوادث اختطاف السفراء والدبلوماسيين، فقد نجا سفير الجزائر في ليبيا عبد الحميد بوزاهر من محاولة اختطاف من مسكنه القريب من دار السفارة في حي قرقاش غربي العاصمة طرابلس، وتلقت الخارجية الجزائرية اتصالا من السفير بعد الحادث، فأعادته إلي البلاد علي متن طائرة عسكرية ومعه نحو خمسين من طاقم السفارة في حراسة قوة عسكرية جزائرية.
واختطفت الجماعات المسلحة سفير الأردن لدي ليبيا فواز العيطان ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد مفاوضات أسفرت عن تسليم بالمعتقل الليبي في الأردن محمد الدرسي.
وقامت جماعات مسلحة بمهاجمة القنصلية الأمريكية في بنغازي، فقتلت السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة من مساعديه. ونشرت المباحث الفدرالية الأمريكية صور ستة أشخاص كانوا موجودين أثناء الهجوم علي مجمع القنصلية الأمريكية. ولم تحقق النيابة الليبية في تلك القضايا حتي الآن.
ولم تتمكن مصر من اطلاق سراح خمسة من أعضاء بعثتها الدبلوماسية عقب اختطاف مسلحين لهم إلا بعد الإفراج عن شعبان هدية 'أبو عبيدة' قائد ما يسمي بغرفة عمليات ثوار ليبيا، الذي تم القبض عليه في مصر عقب اجتماعات بينه وبين عناصر من جماعة 'الإخوان' في مصر!!
حوادث القتل امتدت من استهداف العسكريين وعناصر الأمن الليبي إلي ضيوف ليبيا من العرب والأجانب وتكررت حوادث استهداف المصريين بصفة خاصة، فقد هاجم مسلحون أحد المباني التي يقطنها مصريون، واقتحموا الدور الأول من المبني، ثم اقتادوا ثمانية مواطنين مصريين مسيحيين، قتلوا سبعة منهم، وتمكن الثامن من الهروب.
وقتل المسلحون مهندساً صينياً في مدينة بنغازي، وقتلوا أيضاً رجلاً بريطانياً وامرأة نيوزيلندية، وحذرت العديد من الدول رعاياها من السفر إلي ليبيا لخطورة الأوضاع الداخلية، وسحبت البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وجودها الدائم من بنغازي.
وتحولت العديد من المدن الليبية إلي معسكرات لتدريب الإرهابيين من مختلف دول العالم، ومن بينهم العناصر الهاربة من مصر، وكان من المقرر أن تستقبل ليبيا العناصر الإخوانية والموالية للتنظيم الإخواني في حالة استبعادهم من قطر.
وأشرفت الجماعات المسلحة الليبية علي عمليات تهريب السلاح إلي مصر والعديد من الدول، واستغل المسلحون ثروات ليبيا في دعم الإرهاب وحوادث العنف في العديد من الدول.
وأمام الأحوال السيئة التي تمر بها ليبيا كان القرار الذي تم اتخاذه داخل الجيش الليبي بالتحرك لإنقاذ البلاد، وأعلن اللواء خليفة حفتر عن عملية 'الكرامة' لإنقاذ ليبيا، وصدرت عشرات البيانات الرسمية التي تعلن انضمام وحدات عسكرية وأمنية إلي عملية الكرامة، ومنها: قوات الصاعقة وإدارة الاستخبارات العسكرية ورئاسة قوات الدفاع الجوي ومنتسبو الكتيبة 418 حرس الحدود، وضباط وجنود وضباط صف حرس الجمارك، والأجهزة الأمنية في أجدابيا، والعديد من القبائل الليبية.
وعلي الصعيد الحكومي أعلن نائب رئيس الحكومة الليبية الصديق عبد الكريم تأييده لعملية 'الكرامة' ضد الجماعات الارهابية.. وشهدت العديد من المدن الليبية مظاهرات ومسيرات مؤيدة لعملية الكرامة.
ودعا محمد الحجازي المتحدث باسم القوات التابعة للواء خليفة حفتر، المواطنين الليبيين الذين يمتلكون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في منازلهم ومزارعهم إلي تسليمها للثكنات العسكرية المتمثلة في القوات الخاصة والغرفة الأمنية المشتركة.
وأكد الحجازي في تصريحات لوكالة 'التضامن' الليبية أن قواتهم المسلحة ستنفذ طلعات جوية وتستهدف الأماكن المتواجد بها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأعرب عن شكره للقوات التي أعلنت انضمامها ل'عملية الكرامة'.
وعلي الجانب الآخر أطلق المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي تهديدات صريحة باستخدام السلاح وقال في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة، إن 'حفتر بقراره تجميد عمل المؤتمر الوطني يحاول نسخ شيء مماثل لما حدث بمصر في ليبيا'، ولكنه شدد علي استحالة حدوث مثل هذا الأمر لأن الشعب الليبي كله مسلح، مشيرا إلي وجود ما بين 22 و25 مليون قطعة سلاح منتشرة في الشارع.
وسيراً علي نهج قياداته في مصر تحدث مراقب 'الإخوان' عن الشرعية في ليبيا وقال إن الحل يكمن -إلي جانب الحوار الوطني- في 'التمسك بما هو قائم من شرعية رغم ضعفه، ومحاولة التمسك بالإيجابيات التي تم البدء بها كانتخابات الحكم المحلي وقيام لجنة الستين بوضع دستور للبلاد وعمل المؤتمر الوطني حاليا علي إنهاء صلاحياته بانتخاب برلمان يتكون من مائتي عضو يمثلون كافة أطياف المجتمع'.
وفي بنغازي اجتمع الجماعات المسلحة في غرفة عمليات الثوار وقرروا مواجهة قوات الجيش، وقالوا إنهم عندما شاركوا في ثورة شعبية لم يقصدوا التعدي علي أي من دول الجوار وكان من بين المشاركين في البيان زياد بلعم، وأحمد المجبري، وحسين الفيتوري، وإسماعيل الصلابي، وسليم نبوس، ومحمد كوين، وأحمد الشلطامي الدرسي.
ورغم حالة التفاؤل بنجاح متوقع لقوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في مواجهة الجماعات المسلحة إلا أن المهمة صعبة وشاقة، والمعركة لن تكون سهلة !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.