امتدت امس عملية (كرامة ليبيا) العسكرية التى كان بدأها اللواء خليفة بلقاسم حفتر قبل يومين من بنغازى لتطهير ليبيا من الميليشيات المتطرفة إلى العاصمة طرابلس. وشهدت ليبيا فى الساعات الأولى اشتباكات جديدة، وإطلاق مجهولين صواريخ جراد على قاعدة طيران تابعة للجيش فى بنغازى بشرق ليبيا، وذلك بعد هجمات عنيفة فى وقت سابق تسببت فى مقتل 75 شخصًا؛ وإصابة أكثر من 140 ضد ما أطلقت عليهم الإرهابيين التكفيريين. وقال العقيد حامد الحاسى، قائد جيش برقة الليبى الموالى للواء «حفتر» إنّ هذه العملية العسكرية ليست انقلابا، وتعكس تصميم الجيش الوطنى الليبى على القضاء على الميليشيات المُسلحة المحسوبة على تنظيم الإخوان و«القاعدة» التى عاثت فى البلاد فسادا. ونفى «الحاسى» فى اتصال هاتفى مع صحيفة «العرب اللندنية» أن تكون قوات اللواء حفتر قد انسحبت من مواقعها، مؤكّدا أنّ قوّات اللواء حفتر لم تتقدّم على الأرض حتى تنسحب متهما من وصفهم بالإرهابيين التكفيريين باتخاذ المدنيين دروعا بشرية. ولم يتردّد القائد العسكرى الليبي، وهو ممّن لعبوا دورا كبيرا فى المعارك التى أطاحت بنظام معمر القذافي، فى التأكيد ل«العرب» أنّ ما نواجهه يختلف عن حرب الجبهات، لذلك فإنّ ضرباتنا دقيقة ومُحدّدة حتى لا نُلحق الأذى بالمدنيين الذين تتخذهم العناصر الإرهابية كدروع بشرية. ورفض العقيد الحاسى وصف هذا التحرّك العسكرى بالانقلاب، مؤكدا أنّ الهدف الرئيسى منه هو ضرب أوكار الإرهابيين التكفيريين الذين روّعوا الأهالى، واشار إلى أنّ التكفيريين والإرهابيين والميليشيات المسلّحة الموالية لتنظيم الإخوان لهم أجندات سياسية لا تخدم مصلحة الوطن. كما شدّد، فى حديثه ل«العرب»، على أنّ الجيش الوطنى الليبى سيواصل مهمّته فى «الدفاع عن الوطن، وتطهير البلاد من التكفيريين تلبية لنداء الواجب واستجابة لنداء الشعب الليبى». وأكدت مصادر بالجيش الليبى ان مواجهات عنيفة اندلعت مع الجماعات المسلحة فى بنغازى بشرق ليبيا مع قيام مجهولين بإطلاق صواريخ جراد على مطار بنغازي. وقال اللواء حفتر، القائد السابق للقوات البرية لثورة 17 فبراير، إن معركة الكرامة بدأت بسبب تردى الأوضاع الأمنية فى ليبيا، وضياع الأمن، وفساد العملية السياسية، معتبرا ذلك أحد مطالب المواطن الليبى الملحة، وأشار إلى أن الجماعات التكفيرية تستهدف أرواح ضباط وجنود المؤسسة العسكرية. وأضاف حفتر فى تصريح لصحيفة «الوسط» الليبية من مقر إقامته بضواحى بنغازى، أن الجيش الوطنى سيلتزم بالمسار الديمقراطى الذى ارتضاه الشعب الليبى وسيحمى العملية الديمقراطية الوليدة، وأنهم لم يتحركوا طلبا للسلطة أو رغبة فى الحكم. وأكد «حفتر» أن الجيش الوطنى الليبى سيحمى الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، التى وصفها بأنها نابعة من إرادة شعبية حرة مستقلة، وأنهم سيحترمون الدستور الذى سينبثق عنها، وسيعتبرونه خارطة الطريق التى سترسم المستقبل السياسى. وقال إن الجيش لن يمارس العمل السياسى، وسيحترم خيار الشعب الليبى، ودعا الليبيين إلى دعم «معركة الكرامة» التى تستهدف من وصفهم ب»قتلة الشعب، والمرتزقة، والخارجين على القانون. كانت تقارير من طرابلس قد اشارت فى وقت سابق إلى ان مسلحين اقتحموا، مبنى المؤتمر الوطنى العام (البرلمان) الليبى وداهموا مكاتب النواب واضرموا النار بالمبنى، وكان دوى اطلاق نار كثيف قد سمع جنوب العاصمة فى وقت سابق. وخرج رئيس المؤتمر الوطنى نورى أبو سهمين وإلى جانبه رئيس الوزراء المؤقت المغادر عبدالله الثنى على شاشة التليفزيون الرسمى متهما اللواء خليفة حفتر بتنفيذ (انقلاب) ضد الشرعية، وقال ابو سهمين ان اوامر صدرت للقوات المسلحة الليبية بمطاردة (المدعو) حفتر وجلبه للعدالة. وتم إجلاء نواب المؤتمر الوطنى العام من المبنى بعد ان اقتحمه المسلحون الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، وقال شهود عيان إن المهاجمين ينتمون لكتائب الزنتان التى تسيطر على مناطق جنوبى العاصمة قرب المطار، وقال المتحدث باسم الجيش الوطنى محمد الحجازى إن لا شرعية للحكومة القائمة فى طرابلس ولا للمؤتمر الوطنى العام، وأبلغ قناة (سكاى نيوز عربية) التى تبث من أبو ظبى انه الحكومة والمؤتمر عميلان ل(دويلة قطر). وأكد الحجازى ان عملية (كرامة ليبيا) مستمرة حتى تحرير ليبيا من الميليشيات المسلحة وكل العناصر التى تأتمر بأوامر من قطر. وقال مصدر أمنى لوكالة الأنباء الليبية، ان هدوءًا حذرًا شهدته المدينة بعد اشتباكات مسلحة استمرت عدة ساعات فى محيط المؤتمر الوطنى العام استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة ومتوسطة. وكان وزير العدل الليبى صلاح المرغنى قد أعلن فى مؤتمر صحفى عقد فى ساعة متأخرة عن مقتل اثنين من المواطنين وإصابة 55 بجروح جراء الاشتباكات المسلحة التى شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، قائلا: إن الحكومة تطمئن الشعب إلى قيامها بمسئولياتها فى الأمن، ودعا المرغني، كافة الأطراف إلى «الانطواء تحت الشرعية، وتبنى سياسة التعقل والحوار، والتمسك بأهداف ثورة 17 فبراير». وقال المرغنى: إن ما وقع فى مدينة طرابلس لا يرتبط بصلة مع ما حدث فى مدينة بنغازى الجمعة الماضى، إشارة إلى الاشتباكات بين قوات «الجيش الليبي» بقيادة اللواء خليفة حفتر ومجموعات مسلحة فى بنغازي. كلام صور: