أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة للفيلم القصير    نادية الجندي وفيفي عبده وسوسن بدر ضمن حضور حفل ذكرى تحرير سيناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية خلايا الإخوان النائمة!
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 06 - 12 - 2013

للأسف الشديد، استطاع 'الإخوان المسلمون' خلال سنواتٍ قليلة من تكوين تنظيمهم الحديدي، أن يتغلغلوا في مفاصل الدولة المصرية، وأن يكون لهم رجالٌ أخفياء علي مقربةٍ من صانع القرار السياسي، والإداري، فلا يعلم عنهم أحدٌ شيئاً!
فقد شهدت ثورة 30 يونيو 2013م، وما تلاها من جرائم وخطايا ارتكبوها، كيف أنَّ للإخوان عيوناً وجواسيس داخل جميع مؤسسات الدولة، وأجهزتها المختلفة، فيُقَدِّمون تقاريرهم اليومية عن هذه الأماكن الحكومية إلي مرشد الإخوان، ومكتب الإرشاد أولاً بأول! من هنا، كانت هذه الخلايا النائمة، والطابور الخامس وبالاً علينا، وعلي أمن واستقرار البلاد! فقد بات أرشيف مصر السياسي، والأمني، والاجتماعي مُخْتَرقاً، وبيد جماعةٍ، تؤسس وجودها علي هدم مصر! فمن أجل تصفية هذه الخلايا السرطانية، واجتثاثها، والإمساك بها، فلابدَّ من الاعتراف بالخطأ، والعمل بجدية علي حرق هذه الكروت، وتصفيتها، وتجفيف منابعها، لكي نُعلن أنَّ مصر تخلَّصت نهائياً من أشباح الإخوان، ودسائسهم!
فمنذ أيام حسن البنا، وحتي في أحرج لحظاتهم ضعفاً وانكساراً! كانت للإخوان خلايا نائمة في قلب دوائر صُنع القرار في 'رئاسة الجمهورية'، وفي 'الجيش'، وفي 'الشرطة'، وفي مختلف الوزارات السيادية، والنقابات، والجمعيات، والمنظمات، والأندية! تحكي عن تفاصيل وأسرار كل هذه الجرائم والخيانة.. اعترافات الإخوان أنفسهم، في مؤلفاتهم ومنشوراتهم، التي لا حصر لها!
ففي كتابه 'أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمون' يذكر حسين محمد حمودة –القيادي الإخواني وأحد الضباط الأحرار- كيف تغلغل الإخوان داخل الجيش المصري قبل ثورة 1952م، فيقول: 'وقد اشترك الإخوان المسلمون في ثورة يوليو 1952م، بواسطة الضباط المنتمين للجماعة، والذين كانوا يشكِّلون أغلبية تنظيم الضباط الأحرار، الذي قام بالثورة ليلة 23 يوليو 1952م. لقد نُفِّذَتْ الثورة بواسطة 99 ضابطاً من ضباط الجيش، كان معظمهم من الإخوان المسلمين، كما كان الجهاز السري المدني للإخوان المسلمين في ثورة يوليو. وقد علمتُ ذلك من جمال عبد الناصر شخصياً، حينما توجَّهتُ لمكتبه، في قيادة الجيش، يوم 27/7/1952م، أحمِل إليه رسالةً شفويةً من اللواء/ أحمد طلعت -حكمدار بوليس العاصمة، بعد أن اعتقلته الثورة، طلب فيها مني إخطار المسئولين عن الثورة بضرورة المحافظة علي حياة إبراهيم عبد الهادي- الذي تمَّ اغتيال البنا أثناء حكومته- من انتقام الإخوان المسلمين، فقال لي جمال عبد الناصر: إنه متفاهم مع حسن الهضيبي علي كل شئ'!
ويقول حسين حمودة أيضاً: 'اقتنعتُ تماماً بالفكر الإسلامي، كما تلقيته عن الإمام/ حسن البنا, وصمَّمتُ علي العمل مع جماعة الإخوان المسلمين، لتحقيق أهدافها في إحياء مجد الإسلام، وتحرير أرضه من الاستعمار، وتطبيق شرع الله في مصر، وسائر بلاد العالم الإسلامي.. فاتفقنا نحن الأربعة الإمام/ حسن البنا، والصاغ/ محمود لبيب، وعبد المنعم عبد الرءوف، وكاتب هذه السطور، علي نشر هذا الفكر الإسلامي بين ضباط القوات المسلحة المصرية'!
ويضيف قائلاً: 'وسألتُ حسن البنا: هل تعرفون أحداً من ضباط الجيش غيري أنا، وعبد المنعم عبد الرءوف، يمكن أن نتعاون معه في هذا السبيل؟ فقال حسن البنا نعرف ضابطاً اسمه صلاح خليفة.. ففكرتُ في طريقة نشر الدعوة في الجيش، وكان يقطن بجواري ضابط ملازم أول من دفعتي اسمه/ سعد حسن توفيق، ، فكلَّمته في الموضوع، فوافقني علي الفكرة. ثم التقيتُ مع عبد المنعم عبد الرءوف، وصلاح خليفة، فقلتُ لهما: إني تحادثتُ مع ضابطٍ من دفعتي، اسمه/ سعد حسن توفيق، فقال صلاح خليفة: إنه تحادَث مع ضابطٍ من سلاح الفرسان اسمه/ خالد محيي الدين. وقال عبد المنعم عبد الرءوف: لقد تحدَّثتُ مع ضابطَين هما: اليوزباشي/ جمال عبد الناصر حسين، والملازم كمال الدين حسين، وسنلتقي يوم الجمعة القادم في منزلي، بعد صلاة المغرب'.
ويقول حسين حمودة: 'كانت الخلية الرئيسية في تنظيم الإخوان المسلمين داخل القوات المسلحة مُكَوَّنة من سبعة ضباط هم: عبد المنعم عبد الرءوف، وجمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وسعد توفيق، وخالد محيي الدين، وحسين حمودة، وصلاح خليفة. وظلت هذه الخلية تعمل سراً أربع سنوات وأربعة أشهر بدءاً من عام 1944 حتي 15 مايو 1948م، لضم أكبر عددٍ ممكنٍ من الضباط، إلي صفوف هذا التنظيم السري واتسع نطاق هذا التنظيم، وتكوَّنت خلايا جديدة فرعية منبثقة من الخلية الرئيسية، فشكَّل كلُّ فردٍ من أفراد الخلية الرئيسية خليةً فرعيةً، وكل خلية فرعية لا تزيد عن سبعة أفراد، علي ألا يُخطِر أيُّ واحدٍ منا الآخرين بأسماء المنضمين معه، في هذه الخلايا السرية، مراعاةً لأمن الحركة'!
البيعة علي المصحف والمسدس!
ويروي حسين حمودة تفاصيل كل الأسرار عن خلايا الإخوان قائلاً: 'وكنا نحن السبعة في حالة غليانٍ شديد، فطلبنا من محمود لبيب ضرورة العمل علي تنظيم شباب الإخوان في خلايا سرية، وتدريبهم علي استعمال الأسلحة، وأنْ نُشرِفَ علي تنظيم حرب عصابات مُسلَّحة للقتال ضد الاحتلال البريطاني. فقال الصاغ/ محمود لبيب: 'إذا أردتم أن تعملوا معنا في هذا المجال، فلا بد من أخذ العهد، وحلف اليمين، وفقاً للأسلوب المُتَّبع في جماعة الإخوان المسلمين'! ذهبنا نحن السبعة في ليلة في أوائل عام 1946م إلي المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالملابس المدنية.. ثم ذكر كل واحدٍ منا اسمه ليتُعرَّفَ علينا، في كشف الجيش المصري وقتذاك: اليوزباشي عبد المنعم عبد الرءوف، واليوزباشي جمال عبد الناصر حسين، والملازم أول كمال الدين حسين، والملازم أول سعد حسن توفيق، والملازم أول خالد محيي الدين، والملازم أول حسين حمودة، والملازم أول صلاح خليفة. وظل عبد المنعم عبد الرءوف طوال السنوات من سنة 1944 حتي 15 مايو 1948م، هو المسئول عن التنظيم السري داخل الجيش متعاوناً مع الفريق/ عزيز علي المصري، والإمام/ حسن البنا، والصاغ/ محمود لبيب، باعتبار هؤلاء الثلاثة 'عزيز المصري، وحسن البنا، ومحمود لبيب' هم القادة الروحيون لحركة الضباط السرية'!
ويعترف عبد اللطيف بغدادي في 'مذكراته' بنوايا الإخوان في التغلغل داخل أجهزة الجيش والشرطة، فيقول: 'وكان مجلس قيادة الثورة قد اجتمع في استراحة وزارة المعارف الموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة يوم 18 ديسمبر عام 1953م، لمناقشة بعض الموضوعات، وكان من أهمها، النظر في أهداف الإخوان المسلمين، وما يسعون إليه من الاستيلاء علي السلطة، وكي يمكن مقاومتهم، والقضاء علي جماعتهم، خاصةً أنهم كانوا يعملون علي التوغل بتنظيماتهم داخل صفوف الجيش والبوليس! ونوقش موقفنا حيالهم، وحيال الاتجاه منهم، وهل نعمل علي حل جمعيتهم؟ أو نستفيد من الانشقاق الذي كان قد تواجد بينهم؟'.
تغلغل الإخوان في الشرطة!
كما يعترف جمال منصور-أحد الضباط الأحرار- في مذكراته 'في الثورة والدبلوماسية' كيف أن الإخوان كوَّنوا بوليساً خاصاً بهم، بالاتفاق مع حكومة صدقي، فيقول: 'وعندما سقطت وزارة النقراشي في أوائل عام 1946م، بعد حادث كوبري عباس، وقام إسماعيل صدقي بتشكيل الوزارة، اتخذت جماعة الإخوان المسلمين خطّاً سياسياً تؤيد فيه إسماعيل صدقي، وتساند مشروع 'صدقي بيفن' ! وتمَّ التفاهم علي تشكيل بوليس الإخوان لمحاولة تهدئة المظاهرات الطلابية والعُمّالية! وخرج الشيخ حسن البنا-المرشد العام- في عربة حكمدار بوليس مصر المكشوفة أملاً في تهدئة المتظاهرين! وحدث اشتباكٌ بين المتظاهرين والجنود الإنجليز الرابضين وراء أسلاك أسوار قُشلاق قصر النيل، وسقط الكثير من الجرحي والقتلي! وكان ذلك يوم الثلاثاء، وهو موعد الدرس الديني، الذي يلقيه المرشد العام، فوقف الشيخ حسن البنا في دار الإرشاد بالحلمية الجديدة، ليعُطِي درسه الديني في ذاك المساء الحزين عن 'غُسل الميت'! وقامت مجموعة الفرسان بحل مجموعات الضباط، التي كان كوَّنها الصاغ المتقاعد/محمود لبيب، وتم ضم هذه المجموعات إلي تنظيم ضباط الجيش'!
والعجيب في أمر الإخوان هو مدي قدرتهم علي التغلغل، وإيجاد موطئ قدمٍ لهم داخل البوليس المصري، حتي وهم في أضعف فترات حياتهم السياسية، في زمن عبد الناصر، خاصةً بعد الضربات القوية التي وجَّهها لهم عبد الناصر، بعد أن خطَّطوا لاغتياله في حادثة المنشية الشهيرة! والدليل علي ذلك هو ما يحكيه –أيضاً- حسين حمودة عن خلايا الإخوان الخفية في الشرطة في عام1965م، فيقول: 'في ذلك الوقت كان قائد كتيبة ليمان طرة، هو الصاغ/ عبد الباسط البنا-شقيق حسن البنا- علي غير معرفةٍ سابقة، ويحدثني في ضرورة تخليص الإخوان الذين في السجون، لأنهم هكذا يُستَهلَكون تماماً، وخصوصاً هؤلاء الذي يقطعون الأحجار في جبل طرة، مع كبار المجرمين! ومع معرفتي أنه لم يكن يوماً من الإخوان في حياة أخيه/ حسن البنا، فقد سألته: وكيف ذلك؟ فقال: إنه كقائد لكتيبةٍ يضع نفسه وأسلحة الكتيبة تحت تصرفنا، لأنه لم يعد يُطيق منظر الإخوان في الجبل'! يا سلام! الدولة تُعيِّن شرطياً للإشراف علي سجن الإخوان في طرة، ولا تعرف أنه شقيق حسن البنا، وأنه كان ينوي تهريب الإخوان من السجن! إنها مهزلة المهازل!
ليس هذا فحسب، بل يحكي القيادي الإخواني والضابط بالجيش/ أحمد عبد المجيد في كتابه 'الإخوان وعبد الناصر القصة الكاملة لتنظيم 1965م' عن قدرة الإخوان علي تجنيد عناصر من الجيش والشرطة لخدمة أهدافهم ومخططاتهم الجهنمية، فلقد نجحوا في إدخال عناصر إخوانية إلي الكليات العسكرية، فيقول: 'بدأ التفكير في هذه الفترة في إدخال بعض الإخوان في القوات المسلحة، وقد تمَّ فعلاً إدخال عددٍ للكلية الحربية، فيما عدا واحداً كان لا يزال طالباً بالكلية الحربية، عند الاعتقالات، واسمه فتحي عبد الحق، وتمَّ الاتصال ببعض الإخوان، بالجيش والشرطة، والذين كانوا شباباً عام 1954م مثل: الرائد/ سيد البرنس-سلاح المدرعات، والنقيب/ إبراهيم شرف- سلاح المشاة، والنقيب/ السيد صلاح- بوزارة الداخلية'!
ومن قبل، في عام 1948 استطاع أحد ضباط البوليس، وهو من الإخوان-خلايا نائمة- تنفيذ حُكم الإخوان القاضي باغتيال النقراشي رئيس الوزراء ووزير الداخلية أيضاً، داخل مقر وزارة الداخلية في شارع لاظوغلي جهاراَ نهاراً! فما معني ذلك؟ معناه أنَّ الإخوان كان لهم رجالهم في الوزارة، الذين يأتمرون بأوامر المرشد، وليس الوزير!
ويضيف عبد المجيد قائلاً: 'ووضعنا في الاعتبار عند الحاجة التدريب علي استخدام الأسلحة، والتي كان يُشرِف عليها الأخَوان: صبري عرفة، ومحيي عبد العزيز، حيث كانا ضابِطَين سابقَين بالجيش، وكان يعاونهما علي عشماوي'!
مخابرات الإخوان!
ليس هذا فحسب، بل للإخوان مخابراتهم الخاصة! اقرأوا معي ما يحكيه أحمد عبد المجيد عن قسم المعلومات الذي أنشأه تنظيم عام 1965م، فيقول: 'وبدأنا نستعين بالكُتُب المتداولة في السوق، التي بها قصص وحوادث عن الجاسوسية، والاستخبارات، وكذا الكتب البوليسية. وتمَّ تحديد ما نحتاج إليه، ونراه ضرورياً مثل: عمليات المراقبة وكشفها، والإخفاء والتخفي، واستعمال الشفرة البسيطة اللازمة عند الحاجة، واستعمال الأسماء الحركية للأشخاص والأشياء.. ومن مصادر المعلومات: أخبار المباحث العامة، والمباحث الجنائية العسكرية، والرقابة الإدارية، وهذه كان يتولاها الأخ الدكتور/ علي جريشة، وكان يتم حصوله عليها بحكم صداقاته الواسعة في هذه الأجهزة، وطبيعة عمله كوكيل نيابة سابق، أو كمستشار في مجلس الدولة وقتها، ويُسَهِّل مهمته هذه أنه مُحدث لبِق، يستطيع استدراج الغير، والحصول منه علي ما يريد، دون الشك أو الحذر منه، حتي من رجال المباحث وقتها! كذلك عن طريق الأخ/ إبراهيم منير -وهو قيادي كبير في التنظيم الدولي للإخوان في لندن يحاربنا اليوم- والذي كان علي صلةٍ بضابط مباحث، ويعرف منه بعض الأخبار من الدردشة والمناقشة'!
أمَّا أخبار القوات المسلحة، فيقول عبد المجيد: 'كانت تأتينا عن طريقي الخاص، بحكم عملي بإدارة كاتم أسرار، وأنقل لمجموعة القيادة-فقط- ما يتعلق باللعبة السياسية، والتي كان يُزاولها عبد الناصر وأعوانه، والمشير وأعوانه، وشمس بدران يلعب علي الحبل بين الاثنين'! فمن أسف، أن مسئول كاتم الأسرار.. هو مَن يُفشِي أسرار مصر إلي الجماعة!
وأمَّا أخبار رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، فيقول: 'كانت تأتي عن طريق الأخ الشهيد/ إسماعيل الفيومي، يرحمه الله، بحكم عمله وتحركاته مع عبد الناصر أينما ذهب'!
عمليات التمويه والخداع!
ولم يكتفِ الإخوان بكل ما سبق من جاسوسية وخيانة ضد مصر، بل يحكي أحمد عبد المجيد كيف 'كان الأخ المخرج/ محمد عبد الرحيم رحمي، رساماً وخطاطاً بارعاً، وكان منتظماً في مجموعة الجيزة، مع الأخ الفاضل/ مبارك عبد العظيم عياد، وبعد فترة من مباشرة هذا القسم لمهامه، قام بعمل نشرة غير دورية، تحتوي علي الأخبار التي يتم الحصول عليها، من الصحف المحلية والأجنبية والعربية والإذاعات، وغيرها مما يصل إلينا من معلومات تهمنا في خط سير الحركة'! كما أنَّ رحمي كان يقوم بتغيير ملامح وجوه الإخوان بالماكياج للتخِّفي من الشرطة!
ويروي القيادي الإخواني/ إسماعيل الفيومي-الحارس الشخصي للرئيس عبد الناصر- كيف كان دائم الطلب للشهادة، حريصاً علي نيلها، ويري أن أقرب طريقٍ لنيلها هو اغتيال جمال عبد الناصر، وكان يقول: 'لماذا تحرمونني من نيل الشهادة، وأنا أستطيع تأدية ذلك بسهولة، حيث يكون أمامي عبد الناصر، علي بُعد أقدامٍ، داخل القصر'! والسؤال المهم هنا: كيف استطاع هذا الرجل الإخواني أن يتغلغل، حتي أصبح الحارس الخاص للرئيس عبد الناصر؟! أليست هذه ثغرة أمنية خطيرة؟! وإذا كان هذا حدث زمن عبد الناصر- الذي شتَّتَ شملهم- فكيف هو حجم دولة خلايا الإخوان السرية اليوم؟!
باختصار كان تنظيم الإخوان المسلمين دولةً داخل الدولة! لها جيشها الخاص، ولها شرطتها الخاصة، ولها أجهزة معلوماتها الخاصة، ولها وزارة ماليتها الخاصة، ولها جهازها الإعلامي الخاص، حتي وهم في أحرج لحظات حياتهم، كانوا يُخَطِّطون للوصول إلي الحكم، فاستطاعوا التغلغل في دوائر صُنع القرار! لذلك، فلا يستغرب أحدٌ عندما نسمع، ونري أنهم يريدون الإجهاز علي جهاز الشرطة، وتحطيم القضاء المصري، وقص أجنحة الإعلام المصري، وصولاً إلي التدخل في سياسات الجيش المصري، واستباحة الدولة المصرية علي النحو الذي نشاهده الآن! فمتي تلتفت الدولة إلي خطورة هذه الخلايا النائمة والحية والفاعلة حتي الآن، فتقضي عليها قضاءً تاماً؟! ولمعرفة المزيد عن خلايا الإخوان النائمة، وجرائمها، فيمكن الرجوع إلي 'الكتاب الأسود للإخوان المسلمين'!
فلا جرم، أنَّ إرهاب الإخوان اليوم، ما كان ليتم بهذه الشراسة، والقوة والفجور، لو لم تكن هذه الخلايا منتشرة، وفاعلة، ونشيطة، وتتحرك علي الأرض ضد مصر وأبنائها الآن!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.