أكد الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصي المبارك، أن أهل القدس والمرابطين لن يسمحوا بتقسيم الأقصي وتكرار مأساة المسجد الإبراهيمي بالخليل. وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قسمت الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية عقب المجزرة التي ارتكبها المستوطن اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين في فبراير 1994 وقتل فيها 29 فلسطينيا وجرح أكثر من مائة آخرين، عندما هاجمهم في صلاة الفجر. وكان التقسيم بحجة السماح لليهود بحرية العبادة، لكن الدوافع التهويدية كانت أكبر، إذ استولت علي ما يزيد علي 60% من مساحته، وفرضت عليه حصارًا مشددًا، وقيدت دخول الفلسطينيين وخروجهم إلا بإذن مسبق، وعزلت الحرم والبلدة القديمة بالخليل عن محيطها الفلسطيني. وقال بكيرات، الذي أبعده الاحتلال عن الأقصي لمدد متجددة، في تصريح صحفي اليوم: 'إن ما يجري في القدس هو مشروع 'إسرائيلي' تنفذه حكومة نتنياهو التي تحرض بشكل واضح جدًا لتغيير واقعه، وإن المتطرفين المتواجدين بالمستوطنات المحيطة بالقدس ينفذون قرارات حكومة نتنياهو لتهويد الأقصي بمساعدة الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية'. وأضاف: 'هذا المثلث الذي تكالب علي مدينة القدس يريد أن يغير الواقع، ويريد أن تكون إدارة المسجد الأقصي 'إسرائيلية'، ثم يصبح ما يسمي بالقداسة اليهودية بالمدينة بدلا من الإسلامية'. وأشار بكيرات، إلي أن الاحتلال نفذ مجموعة من الإجراءات لإزالة إسلامية المدينة، من ضمنها إبعاد القيادات ورموز إسلامية عن المدينة كالشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب، كما أنهم ينادون بطرد حراس الأقصي. وتابع: 'شرع الاحتلال قوانين جديدة من شأنها أن ترحل أهل بيت المقدس، بالإضافة لمنع أهالي الداخل من الوصول للقدس، والحواجز التي وضعها لهم حتي لا يستطيعوا الصلاة بالأقصي، موضحًا أن المشروع الصهيوني أكبر من أنه تقسيمي، فهو تهويدي يهدف لمحو الهوية الإسلامية من المدينة المقدسة ككل'. وقال بكيرات: 'بقدر ما استطاع الاحتلال أن يجري حفريات، إلا أن القدس وكنائسها ما زالت تنطق باللغة العربية، فهم يريدون خطفها، فإذا خطف الأقصي خطفت المدينة المقدسة ففلسطين ثم تخطف القضية ككل'.