في نفس الموعد تقريبا من كل عام يجتمع المجلس الأعلي للثقافة برئاسة الوزير الفنان فاروق حسني للموافقة علي نتائج اللجان المشكلة لإختيار الأعمال الفنية والادبية وغيرها لنيل جوائز الدولة التشجيعية.. أما جوائز التفوق والتقديرية ومبارك فيطبق القانون والمواد المنظمة لإختيار الفائزين. وفق معايير القيمة التي تحدد إطار كل جائزة. وهذا العام إنهالت مقالات النقد علي مستوي الترشيحات الواردة وخاصة الجامعات التي أغلقت علي نفسها عملية الإختيار من داخل الجامعة، وللأسف الشديد يفاجأ المجتمع بكامله بنتائج غير مرضية للبعض ومرضية بالنسبة للفائزين بطبيعة الحال. ونهر الفن يهدي أخلص تهانيه للفائزين الذين اضافوا للجائزة قيمة بل تشريفا لها ونذكر بعضهم علي سبيل المثال المثقف السياسي المحنك مصطفي الفقي. وشاعر الشعب صاحب أعظم القصائد التي أصبحت بصمات دامغة في وجدان المواطن المصري عبدالرحمن الأبنودي. والفنان الرسام القدير الذي أذهل القاريء بأفكاره ونقده اللاذع والموضوعي والسياسي والاجتماعي مصطفي حسين، والمخرج الفنان الرقيق صاحب تاريخ بناء في المسرح المصري والعربي سمير العصفوري.. والمخرج الفنان الذكي المبدع أحمد زكي، وغيرهم، إن مسئولية الاختيار والاقرار في غاية من الاهمية والدقة وتحتاج الي شفافية ومصداقية وأمانة تاريخية أمام الذات والوطن. ونهر الفن يضم صوته الي الذين انتقدوا منهج الاختيار الذي لا يحقق نسبة عادلة وفق المعايير القيمية وفي نفس الوقت نسبة كبيرة من اعضاء المجلس الموقر لايقرأون التقارير التي تعتبر »مادة نظرية«؟!. ناهيك ان 09٪ من أعضاء المجلس لم يتابعوا الحركة الفنية التشكيلية بزيارتهم للمعارض والكثير منهم لا يعرفون اسماء الفنانين، والمتابعة هنا تعني الاحتكاك المباشر بالمنتج الابداعي للفنان ومسيرته. وقدم كاتب المقال منذ عدة سنوات اقتراحا نال الاستحسان من الكثيرين وهو ان يتم اختيار الفائزين من خلال لجان متخصصة لكل فرع وتعرض النتائج علي المجلس الأعلي للثقافة للموافقة وليس للتصويت، لجنة من الخبراء تمتلك المعرفة وتاريخ الحركة الفنية خير من مجلس غير مختص في جميع المجالات الابداعية الدقيقة. بالرغم من ثقافتهم المتنوعة كل في مجاله باستثناء قلة قليلة تعد علي اصابع اليد تربطهم علاقة وطيدة بالابداع الفني بأنواعه، ونهر الفن يهنيء المجتمع وفاروق حسني وزير الثقافة بإصداره القرار الوزاري الخاص بتشكيل لجنة عليا بشأن دراسة واعداد التصور الكامل لاستصدار الموسوعة برئاسة الكاتب انيس منصور وعضوية كل من جابر عصفور رئيس المجلس القومي للترجمة وعماد ابوغازي امين عام المجلس الاعلي للثقافة وآخرين. وسعدت بان اللجنة المشار اليها تأخذ الموضوع كمسئولية قومية نظرا لاهمية الموسوعة. وكاتب المقال سعيد جدا لان نهر الفن طرح فكرة اصدار موسوعة في المقال الذي نشر بجريدة الأخبار يوم الاحد الاول بعد اعلان الجوائز عام 9002 والذي خص التهاني للفائزين واقتراح اصدار موسوعة تضم تاريخ رموز مصر الذين نالوا جوائز الدولة منذ انشائها وحتي الان. وافادني الدكتور عماد ابوغازي بان المشروع كبير وقومي كدائرة معارف كاملة،، علي جميع الاصعدة فهذا مشروع قومي يضاف الي البنية التحتية الثقافية بعدا جديدا وتاريخيا وذاكرة حية للاجيال علي مستوي العالم العربي والاجنبي..