في مقالي الخميس الماضي في نفس المساحة تحت عنوان »عفوا د. نظيف« تحدثت عن المقابلة الاعلامية التي اجراها رئيس مجلس الوزراء مع السيدة »لميس الحديدي«، وعقبت علي تخلفنا في نظام التعليم، وكذلك موقف السيد رئيس الجمهورية من فرض حالة الطواريء واصرار القيادة السياسية علي ان تكون مشروطة! حتي يتسني للحكومة التقدم للمجالس النيابية بقانون للارهاب يحل محل حالة الطواريء المسنودة بقانون قائم منذ عام 8291 واليوم استكمل الاقتراح الذي تقدمت به للسيد رئيس مجلس الوزراء في تلك المقالة، في مواجهة تدهورنظام التعليم في مصر، حيث اوردت بأن اعادة تقسيم البلاد الي أقاليم اقتصادية بعيدا عن هذا التقسيم القائم »محافظات« منذ عهد محمد علي باشا، والاعتماد في التقسيم الجديد علي الثروات البشرية والاقتصادية والثقافية في الاقليم واعتماد كل اقليم علي ما ينتجه أو يقدمه للمجتمع علي ثروة بشرية مؤهلة طبقا لأنشطة كل أقليم وهنا يختلف اقليماسوان عن اقليمالاسكندرية علي سبيل المثال، وبالتالي يصبح نظام التعليم في اقليماسوان يحتاج لخريجين يهتمون بالجيولوجيا وبالصيد، وبالثقافة المصرية القديمة، وبالزراعة والصناعات القائمة عليها، وكذلك الصناعات التعدينية وهنا يمكن ان تكون الدراسة فيما قبل الجامعي وخاصة في المدارس الفنية. تعتمد علي مخرجات يحتاجها سوق عمل الاقليم وكذلك المعاهد العليا المتخصصة والجامعات أيضا تتبع نفس النهج وتستكمل المنظومة التي بدأت في الدراسة المتوسطة بينما اقليم اخر، له ثرواته ونشاطه الاقتصادي المختلف يحتاج لنظم ومناهج مختلفة، وبالتالي يمكننا القفز علي مشكلة تعداد السكان من 08 مليون مرة واحدة أمام مسئولية الحكومة، الي اقل من ثلاثة ملايين في اقليم واحد يمكننا ان نطورها وان نرفعها من مستوي الصفر الي أعلي مستوي في تقدير الاداء. وهنا يمكننا أن نجزيء مشاكلنا ولا نجعلها »مكمومة« مكدسة بجبل يصعب نقله أو رفعه! ولكن هذه المنظومة تحتاج من الحكومة ان تنظر الي اننا أمام مشاكل متراكمة علي أزمان مختلفة، ولا يمكن البدء بحلول تقليدية أو بتغيير شخص الوزير، كأن يذهب »الجمل ونأتي بالبدر«، أو يذهب »سلامة ونأتي بهلال«!! لن تكون هناك حلول سحرية بتغيير الافراد، الحل هو ان المشكلة تحتاج لسياسات جديدة وطرق غير تقليدية وتقسيم البلاد الي مناطق أو اقاليم اقتصادية كل إقليم له قواعده ونظمه ومناهجه، هنا يأتي الحل، وهنا يختفي شبح الثانوية العامة وهنا يمكن اللحاق بالعالم الذي تأخرنا عنه بأكثر من مائة عام!! وللحديث بقية.......