كيف يتعامل أصحاب الأمراض المزمنة مع هذا الصيف الساخن جدا؟.. ما السبل الكفيلة لمواجهة قسوة الحرارة التي تؤدي للإرهاق والإجهاد والتوتر وتزيد من الشعور بآلام المرض؟ الأطباء ينصحون مرضي القلب والسكر والضغط بضرورة الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة والإكثار من السوائل والعصائر الطبيعية فضلا عن تجنب الوجبات الدسمة وضرورة استخدام الملابس القطنية. يري الدكتور باسم ظريف استشاري القلب وقسطرة الشرايين التاجية بمعهد القلب القومي أن الموجة شديدة الحرارة التي تتعرض لها هذه الأيام والشمس الحارقة تصيب كل الأعمار السنية بضربات الشمس حتي في الظل.. تصيب الإنسان السليم والمريض علي حد سواء، ويوضح ان الإنسان يجب ان يحتاط من ضربات الشمس المختلفة.. وكبار السن والأطفال يجب ان يتخذوا الإجراءات الوقائية.. والأشخاص الذي يخرجون للعمل في الشمس مباشرة يجب عليهم ارتداء واق من الشمس علي الرأس مباشرة واستخدام الملابس القطنية.. وكذلك الإكثار من شرب المياه والعصائر الطبيعية. ويؤكد أن مرضي القلب والضغط وغيرها من الأمراض شريحة أكثر تعرضا للمشاكل من الأصحاء وخصوصا في فترات الحر الشديدة. مرض القلب يمثل ارتفاع درجة الحرارة لهم خطورة فهو يؤدي إلي زيادة لزوجة الدم وزيادة معدل ضربات القلب.. وننصح مرضي القلب بتناول بعض أنواع »الحوادق« لتعويض الفاقد من الأملاح الغذائية التي يؤدي نقصها إلي تشنجات وتقلصات في العضلات، ولكن بطريقة طبية وهي نقطة دفاعية للمحافظة علي كمية السوائل والأملاح في الجسم نتيجة المفقود الزائد عن طريق العرق. وأضاف ان مريض السكر وخصوصا السكر غير المنضبط والذي يفقد كمية بول زيادة ننصحه بشرب كمية كافية من المياه حتي لا يتعرض لحدوث الجفاف وكذلك تناول سوائل قليلة السكريات وعصائر طبيعية غير محلاة. وفي العموم يجب في الأيام شديدة الحرارة عدم تناول الوجبات الغذائية الدسمة وتناول المثلجات قليلة السعرات الحرارية وشرب كمية كافية من المياه. زيادة ضربات القلب وتضيف الدكتورة نرجس ألبرت رئيس قسم الصحة العامة بالقصر العيني ان ارتفاع درجة الحرارة يؤثر علي مرضي العيون ويؤدي إلي احمرارها مع إحساس بالرغبة في الهرش أو »الحكة« إضافة إلي عدم وضوح الرؤية وتأثير ذلك علي حيوية الأنسجة خاصة غشاء القرنية وتنصح بارتداء النظارات التي تقي من أشعة الشمس ذات التقنية العالية لتقليل نسبة الفاقد من الدموع. وتقول الدكتورة نرجس ألبرت ان مرضي القلب أكثر عرضة للإصابة عند ارتفاع درجات الحرارة.. لأن مريض القلب يعاني أيضا من ارتفاع ضغط الدم وعندما يتلاءم مع الحرارة العالية يبذل مجهودا أكثر وهذا المجهود يمثل حملا ثقيلا علي القلب والأوعية.. ومن الممكن ان يصاب بانقباض في عضلات المعدة والأمعاء والجهاز التنفسي والعضلات الإرادية كالقدم والفخذ وعضلات الساعد.. ومن الممكن ان يحدث لهم دوار بسبب إفراز كميات كبيرة من العرق ويحدث انخفاض في الدورة الدموية.. واخطر المراحل الدخول في مرحلة فقدان الوعي وتنصح مشرب كميات كبيرة من المياه والتركيز علي العصائر التي بها ملح الصوديوم.. والنوم علي أرض مسطحة ورفع الأقدام.. وتنصحهم بالاستحمام بماء بارد والجلوس في مكان مكيف أو جيد التهوية. وارتفاع درجات الحرارة يؤثر علي وظائف أعضاء جسم الإنسان ويؤدي إلي توسيع الشرايين وزيادة سرعة الدورة الدموية وضربات القلب وكذلك زيادة الجهد علي عضلة القلب.. وحذر أطباء وباحثون من خطورة التعرض لموجات الحر الشديد ومن الممكن أن تؤدي إلي حالات من الاكتئاب والانفعالات الشديدة المحظورة علي الإنسان. حذرت منظمة الصحة العالمية من الأضرار التي تصيب الإنسان عند تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية معظمها أمراض جلدية مثل: الورم الملانين الخبيث وسرطان الخلايا الجلدية القرنية والخرشفية وسرطان الخلايا القاعدية الذي يصيب كبار السن، وتجعد البشرة والحروق الشمسية، بالإضافة لأمراض أخري تصيب العيون وأهمها الكتاراكت المسئول عن 45٪ من حالات العمي بمصر. عن أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية علي الجلد يري د. هاني الناظر استاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومي للبحوث: ان فصل الصيف الذي يبدأ جغرافيا في 12 يونيو يتميز بأطول نهار في السنة فتزداد ساعات طلوع الشمس مما يؤثر علي الجلد، وهناك عوامل مرتبطة بالشمس مباشرة وأخري مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة إضافة إلي أشعة الشمس. فالتعرض المباشر للشمس بالنوادي والشواطئ وحمامات السباحة يسبب الحروق في الجلد والتهابات شديدة الاحتراق وتسلخ جلد الأطفال، كما ان خروج السيدات في الشمس بعد وضع البارفانات ومواد التجميل الكيماوية يؤدي إلي تفاعلها مع أشعة الشمس فتسبب التهابات وبقعا سمراء علي الوجه. وهذا التأثير السريع للتعرض لأشعة الشمس لمدة ساعة أو ساعتين في الفترة من الساعة 9 صباحا حتي 4 عصرا حيث تصدر من الشمس أشعة فوق بنفسجية قصيرة الموجة ومتوسطة الموجة وهي ضارة للجلد. أما الفترة من بعد شروق الشمس وقبل الغروب فالأشعة طويلة الموجة وهي مفيدة للجلد وتساعد علي تكوين فيتامين »د« المقوي للعظام ويحافظ علي الجهاز المناعي، ونستفيد منها في علاج مرضي الصدفية في المركز العلاجي بسفاجا في البحر الأحمر. ويضيف د. هاني الناظر: أما التعرض لأشعة الشمس باستمرار لسنوات طويلة فيمكن ان يسبب سرطان الجلد لكنه والحمد لله نادر الحدوث في مصر لأن معظم المصريين لون بشرتهم داكن لاحتواء الجلد علي مادة »الميلانين« التي تحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. ومع ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة يصاب الجلد بعدة فطريات أشهرها »التينيا« و»التينيا الملونة« وتظهر علي شكل بقع ملونة لونها بني أو بمبي أو أبيض متعددة الأشكال تظهر في الرقبة والصدر والظهر والذراعين، ونتيجة للخروج من البحر والجلوس بالمايوه المبتل في الشمس يصاب الناس بتينيا تسبب حكة والتهابات شديدة، وارتداء الجوارب لفترة طويلة خلال النهار يسبب »تينيا« بين الأصابع! ويشير د. هاني الناظر إلي أكبر مشكلة جلدية تواجه الأطفال في الصيف مع ارتفاع الحرارة والرطوبة وهي »حمو النيل« وهو التهابات حبيبية في مناطق الثنايا والصدر والبطن مؤلمة وتسبب حكة للطفل وعلاجها الاستحمام بالماء البارد. وللوقاية من أمراض الصيف الجلدية ننصح بتجنب التعرض المباشر للشمس في فترة الظهيرة، وارتداء الملابس القطنية البيضاء، واستخدام الكريمات الواقية من الشمس التي تزيد نسبة الحماية فيها عن »+05٪« وللشباب ننصح بارتداء فانلة قطنية تحت الملابس والابتعاد عن الملابس المصنوعة من الخيوط الصناعية وللسيدات والفتيات عدم وضع البارفانات ومواد التجميل عند التعرض للشمس وبصفة عامة ننصح بعدم استخدام ملابس أو مناشف الغير والاستحمام بعد الخروج من البحر وتجفيف الجسم وارتداء ملابس جافة، والاستحمام بالماء البارد صيفا وليس الماء الفاتر كما يعتقد البعض. الحساسية الضوئية ويؤكد د. محمد حبيب استاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس ان الارتفاع الشديد في درجة الحرارة يعرض الإنسان لأمراض الحساسية الضوئية وأعراضها: الإحمرار الجلدي والحروق الشمسية، وهناك أمراض تزداد حدة مع التعرض للشمس مثل الذئبة الحمراء والحزاز وازدياد حرارة الجلد والعرق وحمو النيل والأمراض الفطرية مثل التينيا. لهذا يجب ان يحتاط الإنسان من تأثير الأشعة فوق البنفسجية، ويحاول عدم الخروج أثناء ساعات النهار أو المشي في الظل وارتداء ملابس بيضاء، ويفضل وضع كريم واقعي من الشمس من نوع جيد ونعرفه من كتابة معدل الحماية علي غلافه ولابد ان يزيد علي 5٪، وهناك كريمات محلية ومستوردة تفي بهذا الغرض، مع تغطية الرأس بارتداء قبعة مثلا، والإكثار من شرب السوائل، وإذا حدثت الإصابة بضربة الشمس وارتفعت درجة حرارة الإنسان، لابد من الراحة وتناول مخفضات الحرارة والاستحمام بماء بارد والجلوس في مطار مكيف أو جيد التهوية.