وسط تمثيل عربي أقل مستوي ومشاركة أوروبية ضعيفة ,أدي الرئيس السوداني عمر البشير امس اليمين الدستورية لولاية جديدة من خمس سنوات تعتبر حاسمة لمستقبل اكبر بلد في افريقيا . وجدد البشير التزامه بتحقيق الاستفتاء في جنوب السودان في موعده، ودعا الي ترسيخ اسس الحكم الفيدرالي في السودان بوصفه الصيغة الامثل لحكم البلاد. واغفل البشير في خطاب تنصيبه اية اشارة الي مذكرة الاتهام الصادرة بحقه عن المحكمة الدولية او مطالبتها بتسليم اثنين من المواطنين السودانيين المطلوبين للمحكمة ذاتها. واشار البشير في خطابه الي ان برنامجه في السنوات الخمس القادمة ينطلق من مقولة "الانتماء الي المستقبل" داعيا الي عدم الالتفات الي الماضي الا اذا كان يصب في خدمة هذا المستقبل.ووضع البشير ستة محاور رئيسية لبرنامجه القادم بشأن الوضع الداخلي توزعت علي عناوين عامة مثل ترسيخ اسس الحكم الرشيد من تطور ديمقراطي وفيدرالية في الحكم وتأكيد الالتزام بإلاستفتاء واتفاقية السلام الشامل في الجنوب وتحقيق السلام في دارفور وتنمية الشرق وتأسيس الوئام الاجتماعي بين مكونات الشعب السوداني.وخصص البشير محورا سابعا للعلاقات الخارجية وتعهد ببدء صفحة جديدة من العلاقات مع دول الجوار السوداني قائمة علي التعاون ونبذ العنف، كما دعا الي تعزيز الحوار الموضوعي مع دول الغرب و"تنقية الاجواء وبث روح الامل".و فيما يتعلق بدارفور، تعهد البشير بأن يحظي الوضع في دارفور باهتمام استثنائي وترسيخ سلطة المؤسسات المنتخبة و"بناء شراكة فعالة مع المجتمع الاهلي في دارفور وفق خطة تستعيد الحياة فيه طبيعتها".كما دعا ايضا الي توسيع الوجود الامني في دارفور بالتعاون مع القوات الاممية (اليوناميد)، وإلي اكمال اتفاق التسوية في الدوحة وفق اسس المبادرة العربية الافريقية واتفاقية سلام ابوجا.وقد شارك في حفل التنصيب عدد من رؤساء وقادة الدول المجاورة للسودان، مثل الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، والتشادي إدريس ديبي، بالإضافة إلي مندوبين عن الأممالمتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الافريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وحضر الاحتفال أيضا، الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، وفرانسوا بوزيزي رئيس جمهورية إفريقيا الوسطي، ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي إلي جانب وفد مصري ترأسه وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي. واعتبر المراقبون ان هذه المناسبة وضعت الدبلوماسيين الاوربيين في وضع محرج، فهم يدعمون جهود المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق العدالة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في السودان ولكنهم يحرصون في الوقت نفسه علي استمرار الحوار لتحقيق السلام في السودان وضمان اجراء الاستفتاء المرتقب في الجنوب بسلام وامان.وكانت المفوضية القومية للانتخابات في السودان قد أعلنت الشهر الماضي فوز البشير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 11 أبريل الماضي، بعدما حصل علي نحو 68 في المائة من مجموع الأصوات وهو ما يعادل نحو سبعة ملايين صوت لكن المعارضة السودانية رفضت نتائج الانتخابات ووصفتها بالمزورة. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير في مارس عام 2009 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ويأتي حفل تنصيب البشير غداة مطالبة المحكمة الجنائية الدولية مجلس الأمن باتخاذ اجراء ضد السودان لعدم تطبيقه لمذكرة اعتقال ضد اثنين من مواطنيه مطلوبين للمثول أمامها.وتعتبر هذه المرة الأولي في التاريخ التي تتقدم فيها المحكمة بطلب لمجلس الأمن لاتخاذ اجراء ضد دولة عضو في الأممالمتحدة.