سلىمان قناوى أفقيا : (1) عاش الاستاذ محمد حسنين هيكل قريبا من بلاط السلطة في اربع تجارب شديدة التباين في حكم مصر، واحدة ملكية وثلاث جمهورية، في الاولي (ملكية فاروق) راقب دولاب الحكم عن كثب، والثانية (جمهورية عبد الناصر) شارك تماما في صنع القرار المصري بل كان لاعبا أساسيا ، والثالثة(جمهورية السادات) أنقذ رأس السادات في البداية وصنع القرار السياسي بالكامل، ثم انتقل الي نصف مشاركة،حتي وقع الخصام مع السادات ومن ثم السجن، وفي الرابعة(جمهورية مبارك) خرج من سجن السادات، ليغرد طليقا في عالم الكتابة والنشر سواء في الصحف العالمية، او نأليف الكتب، لكنه ظل عليما بكل بواطن الامور داخل اروقة الحكم إن لم يكن قصر الرئاسة نفسه.. الحياة بالقرب او في مطبخ صنع القرارات سواء في العصر الملكي او الجمهوري، عجنته وحنكته علي مدار ما يزيد عن 65عاما باسرار طبخة الحكم واتخاذ القرارات وادارة الازمات وتسخير وسائل الاعلام لخدمة النظام سواء كان ناصريا او ساداتيا، و مواجهة الحملات الاعلامية و الدعاية المضادة. تغلغل ودهس جميع احشاء القصور الرئيسية، وعرف وخبراساليب الدس والوقيعة والوشايات بين المتصارعين علي اذن وعين ورأس وفؤاد عبد الناصر والسادات ومبارك، واطلع تماما علي الوسائل الشريفة وغير الشريفة التي حاول كل فصيل او جبهة داخل قصر الرئاسة ان تزيح بها الفريق المنافس. وبالتالي يعرف تماما اصول ادارة دولاب العمل في قصر الحكم بشكل منظم ومتناغم، كل فرد فيه يعرف دوره، ولا يتجاوزه الي دور الاخرين او يفتأت عليهم. عاش كل حروب مصر الاربعة، سواء علي خط النار(التقي عبد الناصر في الفالوجا خلال حرب 1948) او داخل غرفة العمليات(في حرب 1973) كما كتب التوجيه الاستراتيجي لحرب اكتوبر، اتقن كيفية التعامل مع ومواجهة الهزائم الكبري كالتي وقعت في يونيو 1967 ويكفي انه صك التعبير العبقري"النكسة"، بجانب الصمود وقت الملمات الكبري كوفاة الرئيس عبد الناصر وارض مصر لاتزال محتله،ومن قبلها هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948 وقيام اسرائيل . في المسائل الدبلوماسية والسياسية والعلاقات مع القوي الكبري(امريكا وروسيا) والتعامل مع كبار زعماء العالم ومفكريه وصحفييه، لا يجاريه احد ليس فقط في مصر بل في العالم العربي. داخليا لم ينفصل الاستاذ ابدا عن الواقع المصري، يعي تماما ما يحتاجه الشعب، وما يتطلع اليه، كما انه لن يكون في حاجة الي دراسة ملفات الوضع الداخلي وازمات الحياة اليومية التي يعانيها المواطنين من بطالة زائدة عن الحد وديون مثقلة، وازمات طاحنة في الاسكان والتعليم ، وركود اقتصادي خانق ناتج عن تراجع السياحة . واذا كان عامل السن هو الوحيد الذي قد يحتج به البعض علي اقتراحي بأن يرشح الاستاذ نفسه لانتخابات الرئاسة، فإن ذلك مردود عليه بأن عدد كبير من المرشحين الباقين هم من جيله، كما يمكن ان يتولي هيكل الحكم لفترة رئاسية واحدة يجمع فيها شمل الامه ويضمد جراحها ويداوي الاحتراب والتشرذم والخصام بين الاحزاب والقوي والجماعات السياسية المتناحرة، واحسب ان الاستاذ هيكل يقف علي مسافة واحدة من كل التيارات السياسية فهو ليس ناصريا خالصا، بعد وقوفه مع السادات في انقلاب 15 مايو ضد بني جلدته من الناصريين وهو ما أزعج الفريق محمد فوزي منه بشدة، كما انه ليس غريما للاخوان المسلمين، ففي عز مطاردة مبارك لهم، سمعت الاستاذ هيكل في حفل افطار للجماعة منذ حوالي 10سنوات، يقول علي المنصة"لقد حصلتم علي شرعيتكم من الشارع". قد يكون هيكل هو الحل الوسط التاريخي لازمة مارس 2012 ? فمصر تعيش اياما الان قريبة الشبه من نكسة 1967 رياح الانقسام الداخلي عاتية ، تكاد تعصف بأي حد من الاتفاق حتي لو كان حدا ادني، لاشك ان هيكل ساعد عبد الناصر كثيرا علي النهوض والوقوف مرة اخري بعد "تركيعة" نكسة يونيو 1967 ونحتاج الان الي اسم تلتف حوله الامه، فهل يكون هذا الاسم هو محمد حسنين هيكل؟. (2) تمنيت أن يقدم نواب حزب الحرية والعدالة بمجلسي الشعب والشوري القدوة للشعب المصري، الذي عاني كثيرا من الامتيازات الفلكية التي كان يتمتع بها نواب الحزب الوطني المحروق. توقعت مع بداية جلسات المجلسين أن يعلن مثلا مائة من نواب حزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب وخمسون من نواب الحزب بمجلس الشوري، التنازل عن مرتباتهم وبدلاتهم كأعضاء (تقدر بحوالي عشرة الاف جنيه للعضو الواحد) لصالح الشعب المصري او اقتصاد البلد او مشروع لتشغيل العاطلين او بناء مساكن لتزويج الشباب، خاصة وان هذا المبلغ يصل شهريا الي مليون ونصف المليون جنيه، ولو فعلوها قد "يغير" الليبراليون و يحذون حذوهم ويتبرعون بمرتباتهم وبدلاتهم هم الاخرون، ومن استن سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها الي يوم القيامة، لاينقص من أجورهم شيئا. تسألني لماذا تخص نواب الحرية والعدالة بهذا المطلب، فأقول أعلم ان الله قد أفاء عليهم من فضله، فضلا عن انني أحسبهم ممن حببهم الله الي فعل الخير وحبب الخير اليهم. رأسيا : (1) لو استمر تقاطر المرشحين الاسلاميين واليساريين علي حلبة الانتخابات الرئاسية ،فلن يصب ذلك الا في صالح المرشحين الفلوليين.تنافس عبد المنعم ابو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا وحازم صلاح ابو اسماعيل، في الجبهة الاسلامية، وتصارع حمدين صباحي وابو العز الحريري وخالد علي في الجبهة الناصرية اليسارية، سيصب في النهاية إما لصالح عمرو موسي او احمد شفيق، ويبقي يا دار ما دخلك ثورة، وكلاكيت 25يناير 2013 تاني مرة. (2) عبير صبري خلعت الحجاب،والشعب المصري خلع مبارك، ليه ترجع عبير وتقول ان مبارك يستحق البراءة. "صبري" عليكي نفد، يامن كنت"عبير"واصبحتي "غفير".