تعرض الكاتب محمد حسنين هيكل، الذي كان أكثر المقربين من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لهجوم حاد واتهامات بالانتهازية من قبل الناصريين الذين زج بهم الرئيس الراحل أنور السادات إلى المعتقل، فيما أطلق عليهم "مراكز القوى"، عقب وصوله إلى السلطة في مطلع سبعينات القرن الماضي. واعتبر محمد عز الدين الأمين العام لحزب "الوفاق القومي"، وأحد المعتقلين في اعتقالات مايو 1971، أن هيكل كان أحد صناع تلك الاعتقالات مع الرئيس السادات، واتهم الكاتب الذي يوصف بمنظر ثورة يوليو بأنه يلعب على كل الأوتار وهو دائمًا بجانب السلطة أيا كان الرئيس سواء ناصر أو السادات. وذكّر بأن أن هيكل كتب مقالاً شهيرًا تحت عنوان "تحية للرجال" كان فيه إحباط شديد للقوات التي كانت مرابطة على الجبهة على الحدود الشرقية لمصر، لدرجة أن الرئيس عبد الناصر رد عليه بمقال آنذاك بعنوان: "تحية مردودة للرجال". من جانب آخر، نفى عز الدين اتهامات السادات لمن أسماهم ب "مراكز القوى" والذي شن حملة اعتقالات في أوساطهم، بدعوى أنهم كانوا يتآمرون عليه للإطاحة به من السلطة، وهم أفراد كان يعرف عنهم ولاؤهم الشديد لسلفه الرئيس عبد الناصر. وقال إن السادات كان على علاقة قوية بكمال أدهم أحد المعتقلين في اعتقالات مايو 1971 ولم تكن هناك أية مؤامرات عليه ولا تسجيلات له من قبل رجال عبد الناصر بعد وفاته ولم يحدث أن تكتلوا عليه، ونفى أن يكون بيت الرئيس الراحل أو هاتفه أو مكتبه كان مراقبًا من قبل رجال الثورة. ووصف استقالات رجال الثورة في عهد السادات بأنها كانت نبلاً سياسيًا وليس غباءً سياسيًا كما وصفها السادات، والذي قال إن أفكاره كانت غير أفكار الاتحاد الاشتراكي رغم أنه كان واحدًا منهم أيام عبد الناصر، لكن كانت له مبادرة يوم 4 فبراير تقول نفس كلام موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك وهو انسحاب إسرائيل من 30 إلى 40 كيلو من الشاطئ الشرقي مشروطًا بفتح مصر لقناة السويس. وأضاف: رفضت هذه المبادرة في الاتحاد الاشتراكي ومضى عليها رجال الثورة، لأنه اتخذ هذه المبادرة بمعزل عن القيادة العسكرية والتنظيم السياسي. من جانبه، اتهم جابر عبد العزيز عضو مجلس الأمة الأسبق الرئيس السادات بأنه استولى على السلطة التي جاءته على طبق من ذهب، وأنه خرج عن المبادئ القومية للسلطة وانقلب على مبادئ الثورة. وقال عبد العزيز في مداخلة هاتفية: السادات لم يشارك في إعداد ثورة يوليو، وحينما قامت الثورة كان السادات في السينما هو زوجته السيدة جيهان السادات، وقد اختاره عبد الناصر كنائب له، لأنه رفيقه ليس أكثر، وبسبب تصريحاته حين حضر مؤتمرًا في السودان (عقب نكسة يونيو 1967) قال فيه: لا مفاوضة مع إسرائيل ولا تفاهم، وإننا سوف نثأر لدماء المصريين. ووصف حكم الناصريين بأنه كان ذو شرعية ثورية وليس ديمقراطية أو ديكتاتورية، لأن "عبد الناصر كان أمة تعبر عن كافة تحالف قوى الشعب"، ونفى أن يكون تلك الفترة شهدت تحالفات سرية، وتابع: لم يكن هناك تنظيم سري أيام عبد الناصر، بل كان تنظيمًا طليعيًا كان يعلمه السادات، وذلك لتكوين أحزاب عبر إزالة أثار العدوان، واتهم هيكل بالكذب حينما وصف هذا التنظيم بالسري، بل هو تنظيم طليعي للعمال والفلاحين لتكوين أحزاب سياسية بعد وفاة ناصر. وشاطره الرأي جمعة حسن جمعة أحد المتهمين في قضية مراكز القوة، الذي اتهم هيكل بأنه المسئول مسئولية كاملة عما أسماه "انقلاب مايو 1971"، وقال: هيكل صنعة السادات ولأنه دائمًا يريد أن يكون بجوار السلطة وليس غريبًا عليه أن ينقلب على عبد الناصر ويتحول لمنحى آخر تمامًا بعد وفاة ناصر. ودافع عن فترة حكم عبد الناصر (1954 – 1970)، وفند ما أثير ضده من اتهامات بالديكتاتورية، وتابع: بخصوص إذا كان أيام عبد الناصر ديموقراطية أم ديكتاتورية فأنا أتساءل هل أن يسير الناس ويصرخون في الشوارع نقول ديمقراطية، الديمقراطية ممارسة وفعل وليس صراخًا وعويلاً. وقال إن ما أسماها ب "ديمقراطية عبد الناصر كانت لتحقيق أحلام الغلابة وثورة يوليو ليست أعجوبة أن بعض المشاركين فيها خرجوا عن مبادئها فهذا حدث مع الثورة الفرنسية، ولو أن هناك من يعتبرون أحداث 71 ثورة تصحيح فليقولوا لنا ماذا حدث من تاريخ 71 حتى الآن سوى الفساد والفساد والفساد وكل هذا نتيجة 15 مايو 71". وردد الكاتب الكبير محمد أمين الاتهامات ذاتها، قائلاً إن السادات "أراد أن يحقق زعامة جاءت له بالصدفة وعلى طبق من ذهب فليس هناك مقارنة بينه وبين عبد الناصر"، وقال إنه شعر أن المجموعة التي كانت حول عبد الناصر لن تعطيه حق الزعامة وضعهم في السجون للتخلص منهم ولتشويه صورة عبد الناصر شخصيًا. وتابع: بالفعل أصبح للسادات كتاب مأجورين وصحفيين أشترى أقلامهم يسبون في عهد عبد الناصر ويشوهون صورته، وهو ما فعله هيكل نفسه لأنه "شخص انتهازي انقلب على ناصر كي يصبح رجل من رجال السادات، لأنه يهوى التقرب من السلطة، فكان هناك مؤامرة من قبل السادات لتشويه عبد الناصر".