محمد حسن البنا سئمت الكتابة.. ومللت الرجاء لأن نتكاتف ونبدأ مرحلة البناء.. ولا أحد يستجيب.. وكل ما نعيش فيه أشبه بالكر والفر.. كما يحدث بين قوات أمنية ومجموعة من المتظاهرين.. عام مضي علي رحيل حسني مبارك وورثته من سلطانه وصولجانه.. ولم نتقدم قيد أنملة!.. عام مضي علي سقوط نظام ديكتاتوري فاسد.. ونحن »محلك سر«! عام مضي كان يمكن ان نبني فيه قواعد الدولة العصرية.. ولكننا قضينا هذا العام ومازلنا في تخوين أنفسنا.. وقذف بعضنا البعض بأسوأ ما في اللغة من هجاء.. وفتحنا أبواب مصر علي مصراعيها لتدبير المؤامرات والمخططات المعادية.. ونسينا أن مهمتنا منذ 11 فبراير الماضي إعادة بناء دولة المؤسسات.. وعودة الحرية والعدالة الاجتماعية وتوفير لقمة العيش لأبناء الشعب الكادح.. لكننا اليوم نأخذ الأموال من الدول المعادية لندمر ونخرب مصر.. ونقوض ثورتها التي أسقطت أعتي النظم فسادا وديكتاتورية في العالم. لهذا أؤكد علي أنني سئمت الكتابة.. خاصة وأنا أري من حولي دولا أخري تنطلق إلي عنان السماء تحلق في رفاهية ونمو اقتصادي. وها هي كوريا الدولة الوليدة اقتصاديا منذ أن بدأنا معا »مصر وكوريا« في الستينيات نهضة اقتصادية.. فإذا بها تسير في هدفها حتي وصلت الآن إلي مجموعة الدول الصناعية الكبري في العالم.. بينما نحن مازلنا في مجموعة الدول النامية.. وربما الأقل اقتصاديا.. لأن التنمية توقفت عندنا بدعاوي غريبة علي مجتمعنا وتقاليدنا وديننا مثل الاضراب والعصيان المدني.. أي الشلل التام في العمل والإنتاج. وليس عيبا أن نأخذ كوريا نموذجا.. فهي تستضيف يومي 62 و72 مارس القادم قمة الأمن النووي العالمي.. بمشاركة قادة أكثر من 05 دولة.. منها مصر بالطبع.. والتي تسعي إلي توفير الأمن النووي ونزع الأسلحة النووية. وستتم خلالها مناقشة الاستخدام الآمن للمواد المشعة، ووسائل تعزيز التعاون الدولي، وتقوية إجراءات الحماية لدي جميع الدول من أجل منع الإرهابيين من استخدام المنشآت والمواد النووية التابعة لأي من الدول. وكان الرئيس الكوري لي ميونج باك قد اعتبر أن قمة سول للأمن النووي القمة الأعلي قمة مجموعة العشرين في مجال الأمن والاستخدام السلمي لصناعات الطاقة النووية.. وبوصفها رئيسة قمة الأمن النووي، فإن كوريا ستختار الدول التي سيتم توجيه الدعوة إليها، وسترأس جميع الاجتماعات التي ستعقد خلال القمة التي ستستمر يومين، وستقوم ببناء جسر للتواصل بين آراء الدول المتقدمة والدول النامية، وأيضا بين الدول التي لا تملك الطاقة النووية.. كما ستقود سول عملية إعداد المسودة الخاصة ببيان سول المشترك الذي من المتوقع صدوره وتبنيه في القمة بواسطة الدول الأعضاء. وسوف يمس جدول أعمال القمة المقبلة إدارة السلامة لليورانيوم عالي التخصيب والبلاتونيوم، وكذلك سلامة الطاقة النووية، وقضية القنابل القذرة التي يمكن أن يصنعها الإرهابيون بكميات قليلة من المواد المشعة. ومن بين النقاط الواردة الذكر، ان سلامة محطات الطاقة النووية اكتسبت أهمية مضاعفة بعد حادث التسرب الذي وقع في مفاعل فوكوشيما الياباني في مارس الماضي. والتسرب الإشعاعي من مفاعل فوكوشيما دايتشي الياباني ذكر العالم بأهمية الخطر الذي يمكن ان يشكله الإشعاع، وأكد علي أهمية تحمل مسئولية عواقب حدوث هجوم علي أي مفاعل نووي من قبل إرهابيين نوويين. وفي الوقت الذي سيجتمع فيه قادة أكثر من خمسين دولة في كوريا لمناقشة الأمن النووي، فإن وزارة الشئون الخارجية والتجارة الكورية تتوقع ان ترسل القمة المقبلة رسالة خطيرة إلي بيونج يانج مفادها انه يجب عليها التخلي عن برنامجها النووي والمضي قدما للانضمام إلي صفوف المجتمع الدولي. ولهذا السبب، وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس لي إلي ألمانيا في وقت سابق من العام الحالي، فقد قال الرئيس انه يريد توجيه الدعوة إلي الزعيم الكوري كيم جونج إيل لزيارة سول وحضور قمة الأمن النووي العام المقبل إذا التزمت بيونج يانج بنزع أسلحتها النووية والانضمام إلي جهود المجتمع الدولي في هذا المجال. ولهذا، فإن القمة المقبلة ستوفر فرصة كبيرة لتوسيع منظور المناقشات داخل المجتمع الدولي، والتأكيد علي نظام الرد الدولي الثابت علي قضية الأمن النووي. ومن أجل التحضير لقمة الأمن النووي المقبلة، شكلت الحكومة الكورية لجنة تحضيرية منذ أكتوبر الماضي برئاسة رئيس الوزراء كيم هوانج سيك. وقد أنشأت الحكومة الأمانة التحضيرية لقمة الأمن النووي في سيول بقيادة كيم سونج هوان وزير الشئون الخارجية والتجارة الذي شارك بشكل فعال في أنشطة دعائية من أجل زيادة الوعي العام بقضية الأمن النووي وبالقمة المقبلة. كما أصدرت الأمانة التحضيرية للقمة موقعا إليكترونيا باللغتين الإنجليزية والكورية عنوانه www.seouinss.go.kr لتوفير المعلومات العامة عن القمة المقبلة، ومن بينها جدول أعمال القمة وبرنامج الاجتماعات والموضوعات التي ستتم مناقشتها، وكذلك الدعم الإعلامي.. كما يوفر الموقع معلومات عن القمة النووية السابقة في واشنطن، ومن بينها الوثائق الرسمية المرتبطة بها، ومعلومات عن القمة المقبلة تتعلق بالدول المشاركة والمنظمات الدولية والخبراء الحاضرين لها. هذه كوريا الدولة الصغيرة المساحة الكبيرة اقتصاديا تقود العالم نحو الأمان النووي.. نتمني لها النجاح.. ونتمني لها أن تصبح نموذجا اقتصاديا لمصر.. وأن تسعي إلي الردع النووي بدلا من هدم أسوار ومرافق المحطة النووية المزمعة في منطقة الضبعة لصالح رجال الأعمال.. ولصالح من يخربون ضد مصر.