بعد جولات مكوكية ومحادثات سداسية نجحت الضغوط والاغراءات الامريكية فى اقناع بيونج يانج فى التخلى عن برنامجها النووى .. وفيما يعد مؤشراً على الخطوة الأكبر التي تتخذها بيونج يانج باتجاه تفكيك برنامجها النووي،يبدأ اليوم تعطيل المنشآت النووية ، في أول خطوة ملموسة تجاه إنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية .. تفكيك المفاعل النووي في بيونج يانج يمثل التطورالأكبر في جهود إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي،والذي وعدت بالانتهاء من تفكيكه مع نهاية العام، مقابل تزويدها بمساعدات بالطاقة وامتيازات سياسية أخرى.. كانت بيونج يانج قد وافقت في وقت سابق من هذه السنة على تفكيك برنامجها النووي العسكري ،مقابل الاعتراف الدبلوماسي بها والحصول على مساعدات اقتصادية.، وأغلقت بيونج يانج مفاعلها في "يونج بيون" في شهر يوليو الماضي.، والإعلان من ثم عن تفكيك كافة برامجها النووية، مقابل مليون طن من الوقود الثقيل، أو ما يعادله نقداً كمساعدات اقتصادية. الشروط الأميريكية تشمل ايضا نحو 11 طلبا بخلاف تعطيل القدرات النووية بحلول نهاية العام, منها التخلص من برنامج تخصيب اليورانيوم. و التخلص من نحو ثمانية آلاف من قضبان الوقود المستنفد من المفاعل النووي والتي تزن حوالي خمسين طنا وهي عملية تستغرق ستة أسابيع. ويقدر مسؤولون امريكيون ان كوريا الشمالية لديها حوالي 50 كيلوجراما من البلوتونيوم. ويقول خبراء في الانتشار النووي انها تكفى لصنع ما بين ست الي ثماني قنابل. كان وفد من الخبراء الأميركيين قد وصل فى وقت سابق للقيام بأولى عمليات تعطيل المفاعل النووي لكوريا الشمالية ، والذي يرجع الى ايام العهد السوفيتي ،ومحطة تنتج الوقود النووي واخرى تحول الوقود المستنفد الى بلوتونيوم ، وذلك تطبيقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بالمفاوضات السداسية في بكين في فبراير الماضي . الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة يلزم كوريا الشمالية ايضا بتقديم بيان واف عما لديها من مواد انشطارية وعن برنامجها للاسلحة النووية بحلول نهاية العام الحالي. ويقول خبراء انه على الرغم من ان خطوات وقف تشغيل المحطة النووية يمكن الارتداد عنها الا انها ستمنع كوريا الشمالية من العودة الي انتاج أي كمية اضافية من البلوتونيوم لحوالي عام. ويُتوقع أن يفكك الخبراء الأمريكيين المفاعل النووي الكوري الشمالي الذي ينتج أسلحة مزودة برؤوس من البلوتونيوم ببطء في ظرف شهرين تقريبا وذلك في إطار دورات عمل تستغرق أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. كبير المفاوضين الاميريكيين في المحادثات السداسية لانهاء البرنامج النووي لبيونج يانج كريستوفر هيل اعلن في وقت سابق إن العملية الحالية ستجعل من الصعب على بيونج يانج إعادة تشغيل المفاعل قبل عام على الأقل، موضحا ان العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة في العام الماضي على كوريا الشمالية لن ترفع الا بعد ان تلغي بيونج يانج برنامجها للاسلحة النووية. من جهة ثانية من المقرر أن يشارك سونج كيم رئيس فريق خبراء النووي الأميريكي في اجتماع يعقد غدا الأربعاء في سول بين وزيري دفاع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية حيث ينتظر أن يقدم تقريرا عن سير عملية "التعطيل". من جهة أخرى، ذكرت حكومة كوريا الجنوبية أن وزير خارجيتها سونج مين سون سيلتقي نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس الاسبوع المقبل لمناقشة عدم تمكين المنشآت النووية الكورية الشمالية وسبل اعلان نهاية رسمية للحرب الكورية (1950- 1953) , يشار الى ان أن الحرب الكورية انتهت بتوقيع هدنة عسكرية وليس باتفاق سلام دائم، ما يعني أن الكوريتين ما زالتا في حالة حرب من الناحية النظرية. ومن المتوقع ايضا أن يساعد هذا الاجتماع البلدين على صياغة خطة لجعل كوريا الشمالية تتخلي عن اسلحتها النووية والبلوتونيوم السري، كما أنه من المتوقع أن يطلع سونج نظيرته رايس على نتائج القمة الكورية المشتركة التي عقدت الشهر الماضي بين رئيسي الكوريتين "روه مو هيون" "وكيم يونغ ايل"، وأن يتبادلا الآراء حول كيفية اقامة نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية. جدير بالذكر ان بيونج يانج كانت قد أجرت أولى تجاربها النووية في أكتوبر عام 2006 فى خطوة عززت من مخاوف المجتمع الدولي حول القدرات النووية للدولة الشيوعية، كما دفعت بالولاياتالمتحدة لتغيير سياساتها المتشددة تجاه حكومة بيونج يانج . وقامت الاممالمتحدة في العام الماضي بفرض حظرا على التجارة الدولية التي تسهم في برامج الاسلحة في كوريا الشمالية بعدما تحدت بيونج يانج التحذيرات الدولية . ومهد تغير اللهجة الأمريكية الطريق أمام تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، التي وافقت بمقتضى اتفاقية 13 فبراير التاريخية، على وقف العمل في مفاعلها النووي والكشف عن كافة برامجها النووية بنهاية العام. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وصف في وقت سابق كوريا الشمالية بأنها أحد دول "محور الشر." وأوضح مسؤول أمريكي أن حكومة الولاياتالمتحدة تعمل الان عن كثب مع نظيرتها اليابانية فيما يتعلق برفع كوريا الشمالية من لائحة الدول الراعية للإرهاب. فيما رهن كريستوفر هيل إزاحة كوريا الشمالية من تلك القائمة الأمريكية بإثبات عدم تورطها في الإرهاب. ويرى المراقبون ان تفكيك مفاعل "يونج بيون" يمثل علامة فارقة نحو ردع الطموح النووي لنظام كوريا الشمالية وتفكيك برنامجها النووي ونزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية،و الذي تصاعدت حدته مع إجراء بيونج يانج أولى تجاربها النووية في أكتوبر عام 2006. 6/11/2007