وقعت الأردن وإسرائيل مع بداية هذا العام اتفاقية لإنشاء واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بسعة تصل إلي 150 ميجاوات علي الأراضي الأردنية لرخص أسعار الأراضي والعمالة. وفي العام الماضي افتتحت المغرب واحدة من سلسة محطاتها للطاقة الشمسية كما بدأت المملكة العربية السعودية في إقامة محطتين للطاقة الشمسية في المنطقة الشرقية ونفس العدد أيضا لدولة الإمارات وجار العمل في عدة محطات في تونس والجزائر وعلي شاطئ البحر الأحمر في السعودية. وفي المقابل فإن مصر التي توضح خرائط الطاقة بأنها تمتلك الجدوي الاقتصادية الأكبر في المنطقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بل وإنشاء أكبر مصنع لتصنيع العدسات اللازمة لتركيز أشعة الشمس من رمال صحاريها المترامية مازالت مترددة في الخوض في هذا المجال مفضلة طاقة الرياح وتاركة طاقات مهولة في صحاريها الغربيةوالشرقية تكفي لإمداد العالم كله بالكهرباء ولمدة 50 ألف عام قادمة!. وعلي الرغم من حضوري لعرض من خبراء الطاقة الشمسية بألمانيا وفرنسا ومنهم كبير الخبراء المصري الألماني والذي عرض الأمر أيضا علي وزيري الكهرباء الحالي والاستثمار السابق في العام الماضي بحضورنا مع الأخير أثبت أن طاقة الرياح لن تستطيع أن توفر لمصر أكثر من 10٪ فقط من إجمالي احتياجاتها من الكهرباء في عام 2050 وكذلك المحطات التقليدية التي تعمل بالمواد البترولية وأن أمل مصر الوحيد بل ومعها أمل عدد من الدول الأوروبية- لن يتأتي إلا من الصحراء الغربيةوالشرقية لمصر خاصة في مناطقها الوسطي والجنوبية. الأمر قد يصل بالاستفادة ليس بالكهرباء فقط بل أيضا من تحلية مياه البحر أثناء توليد الكهرباء الشمسية وتحويلها إلي مياه عذبة يستفاد منها في إنشاء مجتمعات عمرانية كبيرة في الشرب والزراعة. بالإضافة إلي ذلك فإن إنشاء المناطق السياحية النظيفة علي سواحل البحر الأحمر وشواطئ جنوبسيناء يحولها إلي مناطق بيئية نظيفة تجذب أعدادا هائلة من السياح للتمتع بنظافة الجو الخالي من الانبعاثات الكربونية الملوثة الناتج من الوقود البترولي المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء Fossil Free Society. فإذا ما استفدنا أيضا من أكثر من مليون ونصف مليون فدان علي الأقل من الأراضي القاحلة الملحية في محافظة الوادي الجديد وواحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح في زراعة حاصلات الوقود الحيوي المتحملة لملوحة تربة ومياه هذه المنطقة والأراضي المغمورة بالمياه في سيوة في إنتاج الوقود السائل بشقيه الإيثانول كبديل للبنزين والديزل الحيوي كبديل للسولار نكون قد حولنا صحارينا الشرقيةوالغربيةوسيناء إلي أكبر آبار للطاقة في الشرق الأوسط . فإذا كان الله قد وهبنا العلماء والموارد الطبيعية الكبيرة لنستخرج كنوز الصحاري المصرية والتي تمثل 95٪ من مساحتنا ونحول مصرنا إلي دولة بترولية كبري في زمن نضوب النفظ من العالم لنمتلك منابع الكهرباء والوقود الحيوي السائل والذي سبقتنا فيه تنزانيا وأوغندا والسودان وأثيوبيا وكينيا والكونغو وبروندي ورواندا وجنوب أفريقيا!! فلماذا نترك هذه المساحات دون تخطيط أو استغلال لمستقبل آمن لمصر؟؟!.