عام سعيد أيها المصريون مسلمين ومسيحيين . عام سعيد فهذه مصرنا العظيمة قد انتفضت في أول العام، ومازالت تنتفض حتي تتخلص من كل آثار الطاغي، وأعوانه الذين لا يزالون يعملون لإجهاض الثورة ويحلمون بيوم تعود فيه عجلة الزمن إلي الوراء مرة أخري ليعودوا ينهبون ثروات البلاد ويفتكون بشعبها. عام سعيد مرّ لأن شبابك قام بثورة دخلت التاريخ من أعظم ابوابه الإنسانية. ولأن الثورة قدمت للسماء أكبر عدد من الشهداء الأطهار في تاريخ مصر كلها ومازالت تقدم . عام سعيد أيها المصريون مرّ هللت فيه السماء مستبشرة بكم لأنكم غيرتم حياتكم بيدكم بعد سبات طويل. وغيرتموها دون أن تريقوا نقطة دم واحدة من اعدائكم الذين لم يبالوا بدمكم الطاهر. عام مر سعيدا فكل بيت فيه شهيد أو معاق او جريح يعرف الآن عن يقين أن شهيده او جريحه انما جاد بنفسه وروحه من أجل الارض الطاهرة التي عرفت السماء والله قبل غيرها بآلاف السنين. وعام سعيد جديد عليكم جميعا يا أهل مصر مسلمين ومسيحيين. وكل من لديه »قلة« او زجاجة فارغة فليقف حين ينتصف الليل ويلقي بها لتتحطم وراء عام مضي ليأتي عام جديد بخير أكبر. وعيد ميلاد مجيد وعظيم وتهنئة من القلب يا أهلي واخوتي من الاقباط رغم أنف الجهلاء الذين اعتبروا ذلك من الحرام وهو من الانسانية التي نشرتها مصر في العالم ومن الاطمئنان الذي عرفه المصري قبل غيره ومن المحبة التي تترعرع في قلوب المصريين الاف السنين حتي هبت علينا هذه الرياح الغريبة من الوهابية التي لم تحمل معها إلا تراب الصحراء والجهل بالدين والمحبة والجيرة والانسانية وكل ما هو اخضر ويجعل الزرع اخضر علي ضفاف النيل مثل الماء وأكثر. عام جديد سعيد عليكم يا شباب مصر الذي صار الآن في العالم قبلة للتعلم ولمن اراد المجد لنفسه ولوطنه. عام سعيد عليكم انتم الذين واجهتم النار والرصاص والمدرعات والقنابل بصدور عارية تنتفض بالايمان بالحق والخير والعدل والمحبة والجمال .انتم الذين ظللتم اياما وليالي تحت البرد وتحت الجوع وكان الدفء ينزل علي الارض من صيحاتكم والطعام يملأ الروح من آمالكم. عام سعيد عليكم يا نساء مصر وبناتها فأنتن كنتن في الثورة نورها الهادي وصوتها الجميل الذي رقصت له السماء وطربت لسماعه وكانت هتافاتكن مثل رعد يأتي بعده مطر غزير يحمل الخير كله. عام سعيد عليكن وسلام وسكينة لكن انتن اللاتي تقدمتن صفوف الرجال والشباب وقدمتن للعالم معني حقيقيا للمرأة كما خلقها الله مصدرا للخير والعزة . المرأة التي ظل الشعراء يغنون لها آلاف السنين باعتبارها الأرض والوطن لم تتجلي في الدنيا كلها كما تجلت في ثورتكن. ثورة 25 يناير ومازالت تتجل. وعار علي كل من جرحكن وتعدي عليكن واصابكن بالقول والفعل لن يمحوه الزمن ولا تحزني يامصر اذا كانت اصوات الرعاة والصحراء صارت ترتفع فيك بقهر المرأة وحبسها وبتكفير الأقباط اولادك الذين دفعوا أكبر ثمن لنصرة دين الله، المسيحية امام الديانات المجوسية قبل ان يحل الاسلام بالارض. ثمانون الف شهيد قتلهم المجوسي دقلديانوس في يوم واحد بدأتم بعده التقويم القبطي. المصري. وجعلتم شهوره اسماء آلهة مصر الفرعونية لتواجهوا المجوس بمصر قبل الدين. لكن لا يفهم أحد من فقهاء الظلام الذين قفزوا علينا بخيم الصحراء. أولئك الذين جعلونا نحتار في الاسئلة الأولي للبشر مثل كيف تأكل وكيف تلبس وكيف تمشي وكيف تلقي السلام وكيف تهنئ ومن تهنئ في الأفراح ومن تواسي وغير ذلك من الاسئلة التافهة والفتاوي السخيفة التي جعلت حياتنا تنظر الي اسفل في وقت وصل فيه الانسان الي الفضاء. أيها الاقباط بني مصر انتم المصريون الذين حين جاءهم الاسلام قالوا اهل. فكل ما يأتي من السماء خير. لا تجزعي يا مصر من هؤلاء الذين يشمّرون عن أكمامهم الآن ليقفوا في الشوارع مندوبين مزيفين عن الله ليخربوا أرضك ويحولونها الي صحراء يمرح فيها العير .حتي صحراؤك لم تكن ابدا كذلك . كانت دائما عامرة بالواحات وعامرة بالأديرة والعبادات ولم يكن أهلها أبدا يوما قطاع طرق ولا طالبي حروب. عام سعيد يا مصر وسوف تنتصر ثورتك علي كل عدو وكل كذاب لئيم.