بابا الفاتىكان بنديكت السابع عشر ىقىم قداس عىد المىلاد أمس بدأ امس المسيحيون الكاثوليك في أنحاء العالم إحتفالاتهم بعيد الميلاد، والتي جاءت هذا العام علي وقع تحولات سياسية فارقة وأزمات مالية وإضطرابات أمنية في بقاع عديدة من الأرض. ويبلغ عدد أتباع الطائفة الكاثوليكية في العالم نحو 11.1ليار شخص. وفي عظته عشية عيد الميلاد، دعا بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر" الإنسانية الي "الإبتعاد عن بريق مجتمع الإستهلاك وغطرسة الليبرالية والإقتداء بقيمة "التواضع" التي عكسها "مولد السيد المسيح". وفي ظلال أزمة إقتصادية عالمية حشدت مئات الالاف في مظاهرات مناهضة لجشع الرأسمالية حول العالم قبل شهرين، طلب البابا امام نحو عشرة الاف شخص في كنيسة القديس بطرس - الصلاة من أجل "الذين يحتفلون هذا العام في فقر او معاناة او بعيدا عن أوطانهم". وناشد البابا "كل أطياف المجتمع في دول الربيع العربي بالمشاركة في بناء المجتمع". وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية، تحدي عشرات الألاف من الكاثوليك الأمطار والرياح العاتية وإحتشدوا عند كنيسة "المهد" في معدل إقبال علي الإحتفال هو الأعلي منذ بدء الإنتفاضة الفلسطينية قبل نحو عقد. ودعا أعلي سلطة كاثوليكية في القدس بطريرك اللاتين "فؤاد طوال" الي السلام والإستقرار في الشرق الأوسط، والي "المصالحة في مصر وسوريا،والعراق وشمال افريقيا". وفي عظة سياسية الطابع، قال "ان المنطقة تمر بتغييرات هيكلية لها تأثير علي وجودنا ومستقبلنا ولا يمكننا ان نبقي في مقاعد المتفرجين" مشيرا الي هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط. وأشاد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان حاضرا الاحتفال، وبمساعيه في الاممالمتحدة من أجل الإعتراف الدولي بالبلاد. وفي البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة حيث كان الإحتفال متواضعا، ظهرت بعض التغييرات الطفيفة هذا العام مع تضاعف عدد متاجر بيع الزينة وخروج فرق كشافة في الطرقات حتي انطلاقها الي "بيت لحم". وفي أول عيد ميلاد بعد الربيع العربي غابت مظاهر الاحتفال التي كانت دوما ترافقه، بسبب توتر الأوضاع في كثير من المدن العربية. وبدا هذا جليا في سوريا والسودان. ففي باب توما، أقدم حي مسيحي في دمشق، سادت أجواء الحزن علي خلفية الإحتجاجات الدامية، إذ لم تزين الشوارع أو تضاء كما لم يبد السكان أي رغبة في الاحتفال. وقال مطران الروم الكاثوليك "الياس الدبعي" إن "الاقتصار علي الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد إنما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم أننا نحن السوريون عائلة واحدة". وفي الخرطوم بدأ الكاثوليك إحتفالاتهم بأول عيد ميلاد، منذ تقسيم السودان، في كنائس مهجورة، بعد رحيل الذين كانوا يصلون فيها إلي جنوب السودان، وسط مشاعر الخوف من التعرض للخطف من قبل ميليشيات تبحث عن مقاتلين جدد. وفي أوروبا حيث دفعت أزمة مالية طاحنة بالحكومات الي تبني سياسات تقشف قاسية، أفادت تقارير إعلامية أن العديد من المواقع الالكترونية التابعة لشركات التسوق كشفت أن القوي الشرائية لسلع عيد الميلاد هذه السنة قد انخفضت إلي أكثر من النصف قليلاً، وذلك في مقابل ارتفاع السلع الرقمية الرخيصة مثل الكتب الاليكترونية. وإنعكست الهموم الوطنية في خطابات القادة بمناسبة الأعياد، حيث استغل الرئيس الألماني "كريستيان فولف" خطابه ليوجه نداء عاجلا لمكافحة العنصرية في بلاده، فيما أعرب العاهل الأسباني "خوان كارلوس" عن ارتياحه وسعادته لأن الشعب الأسباني سيحتفل هذا العام لأول مرة بدون مخاوف من هجمات إرهابية بعدما أعلنت منظمة إيتا الإنفصالية وقف أنشطتها. وفي بريطانيا إمتدحت الملكة إليزابيث الثانية قيمة "العائلة"، فيما أعلن القصر الملكي عن إيفاد أفراد العائلة الملكية إلي 15 بلداً في "الكومنولث" التي تترأسها بمناسبة اليوبيل الماسي لجلوسها علي عرش المملكة المتحدة في عام 2012. وفي الولاياتالمتحدة هنأ الرئيس باراك اوباما الشعب الأمريكي داعيا إياهم للصلاة من أجل "جنودنا المنتشرين في كل انحاء العالم". وتحت ظلال التدهور الأمني في بعض بقاع العالم، لقي 27 شخصا مصرعهم وأصيب العشرات اثر انفجار قوي في إحدي كنائس العاصمة النيجيرية "أبوجا"، فيما فككت الشرطة 3 قنابل تم زرعها حول كنائس في ولاية "أداموا" شمال شرق البلاد.