أطاحت ثورة 25 يناير بالنظام الفاسد وأثمرت ثمارا طيبة منها الحرية والتي تجسدت في كثير من النواحي من أهمها إعادة انتخاب القيادات الجامعية بعد أن عينها النظام السابق ليس بالكفاءة ولكن لموالاته ونشر سياساته الفاسدة في المجتمع العلمي حتي نظل متخلفين عن الدول الأخري. جاءت الثورة وأثمرت انتخاب القيادات الجامعية بناء علي رغبة أعضاء هيئة التدريس واختيارهم لمن يرونه مناسبا لإزالة أنقاض الماضي من الفساد وإزالة الجهل العلمي وتطوير الأداء الجامعي والذي لن يتم إلا بإصلاح منظومة البحث العلمي وتطوير المناهج العلمية وحل مشاكل أعضاء هيئة التدريس وتوفير سبل العيش الكريمة لهم حتي يتفرغوا للإبداع والتطوير. لكن كيف يتحقق ذلك ومكافأة الإشراف علي رسالة الدكتوراه علي سبيل المثال لاتتعدي230جنيها وتستغرق ثلاث سنوات كحد أدني ومكافأة الماجستير 179جنيها علما بأن هذا المبلغ لا يساوي اجر يوم لصبي سباك ،وأنا هنا لا أقلل من قيمة العمل اليدوي لكن هذا المبلغ الضئيل لا يساوي جهد الأستاذ فلماذا تضن الجامعات علي الأساتذة ولا تسعي لتوفر حياة كريمة لهم وهم ضمير هذه الأمة وعنوانها أمام جامعات العالم . ونتساءل جميعا عن أسباب التخلف العلمي وتراجع الجامعات المصرية في الترتيب العامي وكلنا يعرف الدواء المتمثل في عدم توفير التمويل المناسب للأبحاث العلمية وإزالة الروتين الوظيفي الذي يعرقل العمل العلمي بأن يقول لاتوجد ميزانية لتمويل البحوث مع العلم أننا ننفق أموالا كثيرة في تجديد المباني بينما المعامل خالية من الأجهزة العلمية . في كلية الزراعة بجامعة الأزهر نعيش تجربة ناجحة مع الدكتور جمال عبد الحي العميد المنتخب والذي يبذل قصاري جهده من اجل النهوض بكليتنا من كبوة ظلت عليها لسنوات طويلة وتراكمت مشاكلها ومن أهمها تمويل إجراء البحوث وتجهيز المعامل متمنيا له دوام التوفيق فيما يسعي إليه حرصا علي هذه الكلية العريقة وسعيا لمكانة مرموقة بين كليات الزراعة في مصر . وكان هذا الاختيار للرجل ولكل زملائنا في الجامعات المصرية ثمرة من ثمرات ثورة يناير المجيدة التي أعطت حقا مشروعا لأساتذة الجامعات لاختيار قياداتها بأنفسهم دون ضغوط أو رشوة أو تدخلات من أمن الدولة وغيرها من الأجهزة .فشكرا لهذه الثورة العظيمة هذه الحرية التي ننعم بها وعقبال البحث العلمي الذي نتمني له أن يقال من عثرته في جامعات مصر المختلفة.. وأؤكد أننا بعد ثورة 25 يناير المجيدة سوف نسير في الاتجاه السليم.. والله المعين .