بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة. واندلاع المظاهرات في كل الجامعات المصرية.. للمطالبة باستقالة كل القيادات وانتخاب قيادات جديدة.. اتفق الوزير- آنذاك- د. عمرو عزت سلامة.. مع أعضاء هئة التدريس علي اختيار الأسلوب الأمثل.. واستطاع الرجل امتصاص الجزء الأكبر من الاحتجاجات. د. سلامة استطاع أيضاً تهدئة غالبية الطلاب باجراء انتخابات جديدة للاتحادات الطلابية أثمرت عن انتخاب اتحادات طلابية حرة ونزيهة تستطيع بحق خدمة الطلاب. ثم جاء الوزير الحالي د. معتز خورشيد.. ليتفرغ بعد ماراثون من الندوات واللقاءات بالجامعات.. موافقة 83% من أعضاء هيئة التدريس علي ان يكون اختيار القيادات بالكليات والجامعات عن طريق الانتخاب الحر المباشر. وبالفعل صدرت الآليات المنظمة لذلك وبموافقة أعضاء هيئة التدريس أيضاً.. وعليها تمت- ولاتزال- الانتخابات التي أتابعها وأحضر بعضها- في وضح النهار- كما يقولون... وبعيداً عن زبانية الداخلية وأمن الدولة..والتي أصبحت الجامعات خالية منهم وترفضهم بشدة. انتخابات رؤساء الجامعات تمت- ولاتزال- بمنتهي الحيادية والديمقراطية ويشرف عليها لجان منتخبة من كبار الأساتذة.. ويتم الاقتراع من خلال مجمع انتخابي تم انتخابه بالكليات بالاضافة إلي العمداء الذين يمثلون 30% فقط من الأصوات بينما المجمع الانتخابي يمثل 70% ولقد حضرت المنافسة الشديدة في جامعة القاهرة وفاز بالمنصب د. حسام كامل وقام زملاؤه بتهنئته وكان يدير الانتخابات ويشرف عليها أعضاء من جماعة 9 مارس. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. بعد كل ذلك.. ماذا يريد الذين يلجأون إلي القضاء ويحصلون علي أحكام ببطلان الانتخابات بحجة أنها تخالف قانون تنظيم الجامعات؟! وأسألهم أيضاً أليس هذا هو القانون سييء السمعة الذي وضعه "ترزية مبارك" لتعيين رؤساء جامعات يخضعون دائماً للحاكم؟ وهل كنتم تريدون ان تجري الانتخابات طبقاً لهذا القانون الذي يطالب الجميع بتغييره؟! أقول لهؤلاء- أرجوكم- اهدأوا.. لقد عاد الهدوء إلي الجامعات.. وتفرغ الطلاب لدراستهم.. وعاد الاستاذ لتركيزه العلمي.. فأرجوكم ارحموا أبناءنا فالامتحانات علي الأبواب. آخر كلمة: ارحموا من في الأرض.. يرحمكم من في السماء