أقر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس بأن اقامة "ممرات انسانية" في سوريا يتطلب شروطا عديدة منها خصوصا موافقة النظام السوري والحصول علي تفويض دولي، مشيرا إلي انه سيتم بحث هذا الموضوع مع كل من الاممالمتحدة والجامعة العربية. وذلك بعد يوم من إشارته إلي عزم فرنسا طرح هذا الاقتراح علي الاتحاد الأوروبي. واوضح جوبيه انه تحدث في هذا الشأن بالفعل مع شركاء دوليين في الاممالمتحدة ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون. وقال جوبيه لاذاعة (فرانس انتر) غداة اجتماعه برئيس (المجلس الوطني السوري) المعارض برهان غليون ان المجلس دعاه إلي اقتراح اقامة "ممرات انسانية" لوجود "مشكلة انسانية" بسبب ندرة السلع الاساسية". وقال جوبيه إن الوضع في سوريا لا يمكن الدفاع عنه واتهم النظام السوري بممارسة قمع وحشي "لم نره هنذ وقت طويل". وقال ان "ذلك يعني اقامة ممرات تمكن المنظمات الانسانية، كالصليب الاحمر مثلا، من ارسال الادوية، ، كما فعلنا في ليبيا ".واوضح ان "ذلك يقتضي امرين محتملين: الاول ان يتوصل المجتمع الدولي والاممالمتحدة والجامعة العربية الي الحصول علي موافقة النظام علي إقامة تلك الممرات الانسانية، وقد حدث هذا في اماكن اخري". والثاني "اذا لم يحدث ذلك فيجب النظر في حلول اخري. من الممكن حماية القوافل الانسانية (عسكريا) لكننا لم نصل الي هذا الحد"، مشيرا الي ان هذه الحماية "من مراقبين دوليين" سبق وان حدثت في ليبيا. وقال جوبيه "بالنسبة لنا لا يمكن التدخل، حتي لو كان التدخل انسانيا، بدون تفويض دولي بطبيعة الحال"، مجددا التاكيد علي ان الخيار العسكري الدولي في سوريا ليس مطروحا الان. وفي بروكسل، قال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي ان حكومات الدول الاعضاء بالاتحاد تدرس مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا. في تطور اخر، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مدنيين أمس في مدينة حمص برصاص قوات الامن السورية، في حين شهدت مدينة الرستن بمحافظة حمص قصفا بالرشاشات الثقيلة اعقب اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر منشقة عنه.وقال ناشطون ان نحو 50 دبابة اطلقت نيران المدافع الآلية والأسلحة المضادة للطائرات علي ارض زراعية علي مشارف الرستن. واوضح المرصد ان غابات في محيط بلدتي البارة واحسم في جبل الزاوية بمحافظة ادلب تعرضت لقصف بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية السورية ، في حين هزت انفجارات بلدتي ابلين وابديتا المجاورتين، مشيرا أيضا إلي ارتفاع حصيلة القتلي المدنيين خلال يوم الاربعاء إلي عشرة أشخاص بينهم شخص في المعتقل. وأكد المرصد حدوث حملات اعتقال شملت عشرات المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. من جهته، أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان بيروت "لن تؤيد" اية عقوبات قد تتخذها الجامعة العربية بحق دمشق. من جانب اخر، بحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني إمكانية عقد اجتماع موسع حول الأزمة السورية.