استخدمت القوة الخاصة أجهزة تنصت فضائية لرصد الصوت والتقاط الصورة داخل المنزل الذي يقيم فيه أبوأحمد الكويتي وشقيقه وعائلتاهما إلي جانب عائلة ثالثة لم يكشف عنها بعد. وبالتدقيق في تلك الصور توقف خبراء وكالة المخابرات المركزية أمام شخص طويل القامة يغادر المبني صباحاً ليقوم بجولة علي قدميه داخل الأسوار لأكثر من ساعة يومياً يعود بعدها إلي المبني المكون من ثلاثة طوابق. رغم وضوح الصورة إلاّ أنها لا تظهر معالم الراجل الطويل الذي يمارس رياضة المشي يومياً، مرتدياً ثوباً يغطي جسمه ورأسه وجانبي وجهه! واحتار خبراء التجسس في تحديد هوية هذا الرجل، وإن ربطوا بين طوله وطول الشخص الذي شنت الولاياتالمتحدة حربها المستمرة لأكثر من عشرة أعوام للإيقاع به حياً أو مقتولاً. المعلومات لدي وكالة سي آي إيه إن طول أسامة بن لادن يصل إلي متر و95 سم، أما الشخص الغامض فلم يستطع الخبراء تحديد طوله بالضبط وانتهوا إلي أنه بين متر و75سم إلي مترين و5سم! وهذا التخمين لا ينفي في الوقت نفسه احتمال تطابق القامتين لشخص واحد. نقل هذا الشك إلي الرئيس الأمريكي أوباما الذي عقد اجتماعاً في صيف عام2010حضره رئيس وكالة المخابرات آنذاك ليون بانيتا ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون و وزير الدفاع روبرت جيتس لتهنئة أنفسهم علي نجاحهم في رصد مقر إقامة الإرهابي الذي كلف بلادهم حرباً دامية لا نهاية لها، ورصدوا 25مليون دولار لمن يرشدهم إليه للانقضاض عليه في أي مكان علي ظهر الكرة الأرضية، لكنهم اكتفوا وقتذاك بهذا الافتراض المحتمل، وأجلوا قرار الانقضاض حتي يصبح الشك يقيناً. استمر التأجيل حتي فبراير1102حيث اتصل ليون بانيتا رئيس ال سي آي إيه بقائد القوة الخاصة في أفغانستان: الأميرال وليام ماكريفن وأبدي قلق الإدارة الأمريكية من التأخير في تأكيد مكان بن لادن واحتمال هروبه واختفاء أثره للمرة الألف. وطلب رئيس المخابرات من الأميرال ماكريفن الإسراع في وضع خطة لعملية الانقضاض علي الشخص الذي يشتبه في أنه أسامة بن لادن. بعد أسابيع قليلة.. توصل الأميرال ماكريفن إلي ثلاثة خيارات للعملية. الأول: هجوم كوماندوز تحملهم المروحيات. والخيار الثاني: ضربة جوية توجهها إحدي حاملات القنابل الرهيبة من طراز B-2 ضد مقر إقامة الهدف المحتمل في إحدي ضواحي مدينة أببوتا آباد الباكستانية، التي تبعد بنحو 50 كم عن العاصمة إسلام آباد لتقضي عليه وكل من معه تحت أنقاض ورماد طوابق المبني الثلاثة. أما الخيار الثالث والأخير فهو اقتراح مشاركة رجال المخابرات الباكستانية في عملية الانقضاض بشرط عدم طلب هذه المشاركة إلاّ قبل ساعات محدودة من شنها حفاظاً علي السرية المطلقة من جهة وتخوفاً من تسرب خبر عنها من أحد عيون وآذان عملاء تنظيم القاعدة داخل وكالة المخابرات الباكستانية (..). في 22 مارس 2011 عقد الرئيس باراك أوباما اجتماعاً لأقرب معاونيه للاستماع من رئيس ال سي آي إيه ليون بانيتا إلي سيناريو عملية الانقضاض العسكري علي أسامة بن لادن المحتمل وجوده في ضاحية من ضواحي مدينة قريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد. بعد طرح الخيارات الثلاثة للسيناريو رفض الحاضرون بالإجماع الخيار الثالث. فثقتهم في الأجهزة الباكستانية تترك دائماً للتمني. فعيون وآذان تنظيم القاعدة مفتوحة علي الآخر في مكاتب تلك الأجهزة، مما يعني ليس فقط رفض مشاركتها في العملية وإنما الأهم القيام بها دون إخطار الباكستانيين بها ليفاجأوا بها بنفس مفاجأة بن لادن ومن سيقضي عليهم معه! بالنسبة للخيارين الآخرين فقد قال وزير الدفاع روبرت جيتس أن خيار قوة محمولة بالمروحيات تتولي اقتحام المبني لن يكون بلا مخاطر حقيقية، وإنه يفضل استخدام الصواريخ الذكية الموجهة عن بعد. .. وللحديث بقية.