المشهد الانتخابي الذي نراه الآن في ربوع بلادنا يؤكد أن مصر بلد ولاده فعلا، وأن أبناءها حريصون علي أمنها وسلامتها وتقدمها، وهم قادرون علي العبور بها إلي بر الأمان. المشهد يوحي بإيجابية لم تشهدها مصر في تاريخها، من حيث كثافة وتنوع وحيوية المشاركة من المرشحين أوالناخبين، الساحة الان تضم جميع القوي الوطنية بمختلف ألوانها وأطيافها وتخصصاتها و أفكارها وفئاتها العمرية، وفي نفس الوقت أدرك حالة الاهتمام القصوي من جميع فئات الناخبين، والأمرين في حد ذاتهما يؤكدان المواطنة العالية للمصريين. أمامي الان معظم قوائم الأحزاب والقوي السياسية والعشرات من مرشحي الفردي الغالبية العظمي منهم يدركون أنها مهمة وطنية، وأن النيابة عن الشعب تكليف وليست تشريفا أو أبهة أو مطمعا، وبلا شك تبدو أمامنا فئة أو بعض المرشحين لا تبدو عليهم سوي المنظرة والسعي للشهرة أوالوهم بشراء الأصوات. فاذا كنا نريد أمنا واستقرارا وتقدما وازدهارا لبلادنا فعليا بالتدقيق جيدا في اختياراتنا بعيدا عن تعصب القرابة والديانة والبلديات والأيديولوجيات، نريد برلمانيين قادرين علي الحوار الايجابي وليس العناد والمصالح الانانية، يضخون العطاء من خلال الرؤي المستنيرة والافكار القابلة للتنفيذ.. المرحلة الجديدة لا تحتاج الي العصبيات والعائلات، لا تحتاج الي نائب مهمته تأدية واجب العزاء، أو تقديم وعود جوفاء، لا تحتاج الي نائب يستغل المشروعات الحكومية التي هي حق للشعب وينسبها إلي نفسه. الساحة الانتخابية حبلي بالكفاءات المتميزة والمشرفة، علينا التدقيق في الاختيار بين الثمين والغث، وعلينا ألا ننسي أن الفارغين هم الاكثر ضجيجا في مولد سيدي الانتخابات.. نتطلع الي برلماننا متوازنا ومشرفا وقادرا علي التشريع والرقابة وخدمة المصريين.