هكذا وصف الرئيس الأمريكي نفسه في إحدي تويتاته، مضيفا أنه شديد الاستقرار، رغم أنه بعد يوم واحد من إعلانه رفضه طلب البنتاجون إرسال جنود إضافيين إلي منطقة الشرق الأوسط التي تعيش علي حافة الهاوية بعد تصاعد التهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران.. وقد ردت بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي والتي تنتمي إلي الديمقراطيين علي ترامب إلكترونيا أيضا وقالت، عندما يتصرف العبقري شديد الاستقرار كرئيس سوف أكون سعيدة للعمل معه!.. ويبدو أن أكثر سيدة أمريكية تتبادل العداء الآن مع ترامب كانت تعلق علي ذلك الاجتماع الذي تم بينها وبين ترامب في البيت الأبيض قبل أيام قليلة لبحث أمور في البنية التحتية، وانتهي فور أن بدأ، وتبادلا بيلوسي وترامب بعدها الاتهامات، بل والإهانات أيضا.. فهي قالت إن ترامب غضب وضرب بقبضة يده علي الطاولة وخرج، بينما اتهمها ترامب لأنها فقدت عقلها وكانت تحرك يديها بطريقة جنونية! غير أن أغرب اتهام وجهته بيلوسي الديمقراطية للرئيس الأمريكي الجمهوري أنه يدفع مجلس النواب دفعا للبدء في تحريك إجراءات عزله من منصبه، لإصراره علي إخفاء تقرير مولر الخاص بالتحقيق في الاتهام الخاص بعلاقته بروسيا ومساعدتها له في الانتخابات الرئاسية.. وذلك لإدراكه أن عزله لن يتم إقراره في مجلس الشيوخ الذي يسيطر الجمهوريون علي أغلبيته.. وبذلك يمكن له أن يستغل ذلك في حملته الانتخابية الجديدة للاحتفاظ بمنصبه كرئيس لأمريكا دورة رئاسية ثانية. وإذا كان الصدام بين ترامب وبيلوسي لم يبدأ اليوم وإنما بدأ بقوة فور انتهاء انتخابات الكونجرس التي سيطر فيها الديمقراطيون علي أغلبية مجلس النواب وتولت هي رئاسته، فإن ما يحدث الآن هو تصعيد جديد ويبدو متعمدا من الطرفين لهذا الصدام.. فإن الديمقراطيين الذين يراهنون علي معركة قوية يخوضها مرشحهم بايدن ضد ترامب حريصون علي النيل سياسيا وإعلاميا بالرئيس الأمريكي، والتشهير به وتجسيم أخطائه أمام الناخبين الأمريكيين لحشد هؤلاء الناخبين وراء مرشحهم الذين يَرَوْن أن فرصه ليست بالقليلة.. وفي المقابل فإن ترامب الذي بدأ حملة تستهدف بايدن يري أن نطاق معركته الانتخابية المقبلة لن تقتصر علي المرشح الديمقراطي وحده، وإنما يحتاج لتوسيع هذا النطاق ليشمل أبرز قيادات الديمقراطيين، ويأتي في مقدمتهم بالطبع بيلوسي رئيسة مجلس النواب التي منذ توليها منصبها هذا وهي تشن هجوما لا يتوقف علي ترامب أفقده أعصابه أحيانا، لأنها تجيد إحراجه واستفزازه!. وهكذا ليست منطقتنا هي وحدها التي تعيش علي حافة هاوية، إنما أمريكا نفسها من الداخل تعيش أيضا علي هذه الحافة نتيجة شدة الصراع السياسي فيها.